مسؤول أميركي: نجاح المفاوضات السودانية يؤسس لقيام أكبر سفارة للولايات المتحدة للمنطقة في الخرطوم

TT

قال مسؤول اميركي يزور الخرطوم حاليا ان الادارة الاميركية ومعظم اعضاء الكونغرس لديهم قناعة بان الحكومة السودانية غير جادة في الوصول الى اتفاق سلام في المفاوضات الجارية في كينيا مع الحركة الشعبية لتحرير السودان.

ورفض اريك بارتون المستشار بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن لصحيفة «الصحافة» السودانية، الاتهامات بتحيز بلاده لصالح الحركة الشعبية التي يتزعمها جون قرنق. ورأى ان التوصل الى اتفاق سلام في السودان قد يؤسس لاقامة اكبر سفارة اميركية في المنطقة بالخرطوم. ويزور فريق من المركز الاميركي الخرطوم حاليا لاستطلاع اراء القوى السياسية السودانية بمختلف توجهاتها حول عملية السلام السودانية. وقال بارتون «اذا كانت الحكومة جادة.. لتوصلت الى اتفاق سلام.. لكن المفاوضات وصلت الى جولتها السابعة دون ان يتحقق هذا الهدف». واضاف «هناك قناعة بدأت تتشكل داخل الولايات المتحدة وهي ان السلام لن يتحقق خلال الجولات المقبلة ما لم تبد الحكومة السودانية جديتها».

ورفض اعضاء الفريق الاتهام الموجه للولايات المتحدة بان لها مآرب اخرى من عملية السلام السودانية، واكدوا ان واشنطن دخلت بثقلها وراء العملية بدوافع انسانية بحتة وانه ليس من اللائق اتهام شخص او جهة تشارك في عملية سلام بالسعي لتحقيق اهداف سيئة، مؤكدين ان تحقيق السلام في السودان غاية في حد ذاته. ورأى اعضاء الفريق ان التوصل الى اتفاق سلام من شأنه ان يفتح صفحة بيضاء بين الحكومة السودانية والولايات المتحدة ويعود بمكاسب كبيرة للحكومة السودانية منها عودتها بقوة الى حظيرة الاسرة الدولية.

وحسب صحيفة «الصحافة» فان الفريق قال ان الادارة الاميركية تريد من الخرطوم ابداء مزيد من الجدية في تجفيف منابع الارهاب وان تتبني حربا حقيقية لما تراه واشنطن مفارخ للارهاب. من جهة ثانية اعلن المبعوث البريطاني الى السودان آلان غولتي الموجود في الخرطوم انه يمكن التوصل الى اتفاق سلام بين الحكومة السودانية وحركة قرنق ينهي 20 عاما من الحرب الاهلية في السودان «في وقت قريب جدا». وقال غولتي ردا على سؤال من صحافيين ان فرص التوصل الى تسوية في السودان كبيرة جدا و«في وقت قريب جدا». واضاف «انني متفائل، سنتوصل الى السلام في السودان. ومثل الكثير من السودانيين، اعتقد انه لا يوجد بديل لعملية السلام الجارية حاليا لوضع حد لمعاناة الشعب السوداني».

وكان المبعوث السوداني يتحدث في ختام زيارة استغرقت يومين الى السودان بعد ان زار اوغندا وكينيا. وتتابع بريطانيا والولايات المتحدة عن كثب المحادثات السودانية التي تجري برعاية ايقاد (الهيئة الحكومية للتنمية). واضاف غولتي ان جولته تأتي ضمن التحضيرات لسلسلة جديدة من المحادثات ستبدأ في 10 سبتمبر (ايلول) في كينيا. وقد خرج وفدا الحكومة والحركة الشعبية في 23 اغسطس (اب) من مباحثات نانيوكي (كينيا) بدون الاعلان عن اي تقدم مكتفين بالاتفاق على الالتقاء مجددا في العاشر من سبتمبر (ايلول). وقد تركزت المباحثات التي انتهت اخيرا تحديدا على تقاسم الموارد والسلطة خلال فترة السنوات الانتقالية الست التي ينص عليها بروتوكول الاتفاق الذي وقع في ماشاكوس (كينيا) في يوليو (تموز) 2002 والتي سينظم في نهايتها استفتاء على حق الجنوب في تقرير المصير.