ألمانيا تدعو إلى إشراك الدول العربية في حفظ السلام بالعراق تحت مظلة الأمم المتحدة

TT

برلين ـ ا.ف.ب ـ ورويترز: دعا وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الى «تدخل متزايد للدول العربية تحت مظلة الامم المتحدة» في العراق بدلا من تدخل غربي، بهدف وقف دوامة العنف والفوضى التي يعيشها هذا البلد حاليا.

وقال فيشر في حديث لصحيفة «هاندلسبلات» الاقتصادية الالمانية امس «بدون استراتيجية تضع في الصدارة التحرير وخصوصية العراق وتدخلا متزايدا من الدول العربية تحت مظلة الامم المتحدة»، فان آفاق النجاح تبقى صعبة في العراق. وكانت المانيا التي انتقدت منذ البداية الحرب التي شنها التحالف الاميركي ـ البريطاني على العراق بدون تفويض من الامم المتحدة، قد اكدت مؤخرا وبوضوح رفضها ارسال قوات الى العراق. وقال فيشر ان المانيا تفضل عملية تقودها الامم المتحدة وفقا للخطوط التي تم تحديدها لافغانستان، مع جدول زمني واضح لعودة السيادة للشعب العراقي. واضاف «سنوافق على ان يحتفظ التحالف بالسيطرة على الامن وعلى الوضع»، معربا عن «القلق الشديد لتطور» الموقف وعن «عدم اقتناعه بان الوقت تأخر» لتغيير السياسة المتبعة.

واضاف ان النجاح في العراق «يُقاس بنظرة السكان الى القوات الاجنبية باعتبارها قوات احتلال او تحرير. يجب تسليم زمام الامور الى العراقيين في اسرع وقت ممكن، وان تشارك دول اسلامية في جهود تحقيق الاستقرار. وذلك يتطلب دورا قياديا للامم المتحدة». وقال فيشر «اكرر تأييدي لعملية سياسية تقودها الامم المتحدة مماثلة لمؤتمر بيترسبرغ» الذي نظم سنة 2001 بالقرب من بون من اجل افغانستان. واشار الى انه على الرغم من هشاشة الوضع في افغانستان، فان «هناك اجماعا على المراحل والجدول الزمني وهو ما ليس موجودا في العراق». واردف قائلا «لا بد ان يكون واضحا انها تتعلق بالحرية وعودة السيادة العراقية وفقا لجدول زمني متفق عليه ومسار عمل متفق عليه». واضاف ان نجاح اي خطة من هذا القبيل سيتوقف على ما اذا كان الناس سينظرون الى الجنود الاجانب على انهم محتلون ام محررون.

وقال الوزير الالماني ان الوضع في العراق مختلف عن الوضع في افغانستان حيث يشارك جنود المان في عملية حفظ السلام وانضموا الى حرب الولايات المتحدة ضد مقاتلي «القاعدة» وطالبان. وقال «تم احراز تقدم كبير في افغانستان حتى وان كان الوضع هناك ما زال صعبا للغاية».

وذكر فيشر استعداد برلين للمشاركة في عملية الاعمار المدني في العراق عند الانتهاء من وضع خطط ملموسة. وقال «بمجرد وجود هذه الخطط فاننا سنبحث بكل ترحيب ما يمكننا القيام به في اطار امكانياتنا المحدودة». وبشأن وجود قوات اجنبية في افغانستان، حذر فيشر من «الاعتقاد ان المجتمع الدولي يستطيع يوما كسر سلطة الزعماء الاقليميين». وقد ابدت المانيا تأييدها لارسال قوة الى قندز في شمال البلاد لحماية الاشغال التي تقوم بها فرق الإعمار المدني. وقال المستشار الالماني جيرهارد شرودر اول من امس انه يؤيد ايضا تعزيز قيام الامم المتحدة بدور. ولكنه اضاف ان المانيا لا تعتزم ارسال اي قوات لمساعدة عملية حفظ السلام هناك.