المغرب: حادث سير لسيارة أمن تقل الفرنسي الحاج أبو عبد الرحمن ومجموعته المتهمة في تفجيرات الدار البيضاء

TT

قررت غرفة الجنايات في محكمة الاستئناف في الرباط، التي التأمت أمس لمحاكمة الفرنسي روبير ريشارد انطوان، المدعو الحاج ابو عبد الرحمن، ومجموعته التي تتكون من 33 متهما، تأجيل النظر في الملف الى يوم الاثنين المقبل بسبب تداعيات حادث سير تعرضت له سيارة أمن كانت تنقل عددا من المعتقلين من سجنهم بمدينة سلا المجاورة للرباط الى مقر المحكمة في العاصمة المغربية من ضمنهم الفرنسي انطون واحمد العزوان وعبد العزيز البراق ورشيد العروسي من الغريبي، وهي الحادثة التي وصفتها مصادر أمنية بـ«البسيطة».

وارتكزت المحكمة في اتخاذ هذا القرارعلى ملتمسات تقدمت بها هيئة الدفاع تتمثل في غياب احد اركان ما وصفته بـ«المحاكمة العادلة» والمرتبط بعلنية الجلسة وبالاخص حضور عائلات المتهمين، ووقوع حادثة سير.

ويعتبر الفرنسي انطون الحلقة الاساسية، حسب تأكيدات المصادر الامنية المغربية، للتنظيم الذي وقف وراء تفجيرات الدار البيضاء، الى جانب اعضاء من «خلية طنجة». وخضعت عناصر الخلية التي اطلق عليها اسم «اسود خلدن» اسوة بمعسكر «خلدن» في افغانستان، الذي خاض فيه الفرنسي انطون تجربته شبه العسكرية لتكوين عقائدي، اعتمادا على مؤطري ومنظري تيار السلفية الجهادية، وبايع عناصر الخلية الفرنسي انطوان «اميرا» حيث قرر هذا الاخير تزويد الخلية بالاسلحة النارية والمتفجرات، كما قرر اقامة معسكر تدريبات شبه عسكرية يخضع خلالها اتباعه لحصص تدريبية في اللياقة البدنية، وكيفية استعمال الاسلحة النارية، بالاضافة الى صناعة المتفجرات، كما اطلع اتباعه ايضا على عزمه انشاء معسكر يكون قاعدة خلفية للقيام بعمليات هجومية على الحواجز الامنية والقوافل العسكرية. وخضعت جماعة «خلية طنجة» لتدريب عسكري دام عشرة ايام في الغابة المحيطة بمنطقة «اكزناية» بضواحي طنجة. وتضمن المعسكر تداريب على استعمال المسدسات وصناعة المتفجرات، وتداريب رياضية لكسب قوة التحمل. كما تخلل التداريب قيام الفرنسي انطون بتجربة تفجير صواعق.

وكان الفرنسي انطون تربطه علاقة قوية بخلية فاس، اذ طلب من عناصرها ايجاد مكان مناسب للتداريب حتى يكونوا مستعدين في اي وقت للقيام بأعمال تخريبية، فاقترحوا من اجل ذلك منطقة «الكيفان» «رأس الماء» لوجود العديد من الكهوف فيها، وتواريها عن الانظار مما يجعل منها مكانا صالحا للتداريب.

وكشفت التحقيقات، التي اجراها الامن المغربي عن انه امام وحدة هدف كل من خلية فاس وخلية طنجة المتمثل في القيام بأعمال تخريبية، تقرر ضم الخليتين الى بعضهما بعضا. ولهذه الغاية انشئ كذلك معسكر بالجبال المحاذية لمدينة شفشاون لتدريب الجماعة على القيام بعمليات اعتداء ضد الاشخاص وبعض المراكز من اجل توفير الاموال لتعزيز ودعم عملياتهم. وقرروا لهذه الغاية الاستعانة بشبكات تهريب المخدرات للحصول على الاسلحة من اجل استعمالها ضد قوات الامن للاستيلاء على ذخيرتها التي كانوا ينوون استخدامها في مهاجمة الثكنات العسكرية للحصول على ما يكفي من العتاد الذي ستكون له فائدة في تحقيق مخططاتهم التخريبية.

وداخل قاعة الجلسات في محكمة الاستئناف في الرباط التي شهدت حراسة أمنية مشددة، اشتد النقاش بين هيئة الدفاع وعلى الاخص المحامي عبد الفتاح زهراش، الذي ينوب على الفرنسي انطوان، ومحمد النكاوي، وهيئة المحكمة حول مفهوم علنية الجلسة بين الاجتهاد الفقهي القانوني وشروطها وعلاقاتها بحضور اوغياب العائلات وامتداد دور هيئة المحكمة والشرطة الادارية حول نفوذها على مبنى المحكمة ومحيطها، ولم يتمالك روبير نفسه فكاد يسقط من شدة الالم ولكن رجليه لم تعودا قادرتين على حمل جسده، فطلب رئيس الجلسة باحضار كرسي للمتهم.

وكان الفرنسي أنطوان مرتديا لباسا رياضيا يحمل رقم 9 للاعب البرازيلي جاردل، واصطف على يمينه باقي المتهمين. ومنهم من ارتدى جلبابا ومنهم ارتدى قميصا قصيرا صيفيا (تي شيرت)، وبعضهم حلق لحيته وشعره بالكامل بينما بدا آخرون وكأنهم خرجوا للتو من حمام دافئ.

واحتجت هيئة الدفاع على مسألتين هما: غياب عائلات المتهمين بسبب منعها من ولوج باب المحكمة حتى تصل الى قاعة الجلسات، ورد رئيس المحكمة ومعه المدعي العام ان الجلسة علنية بدليل ان باب القاعة ظل مفتوحا امام الجميع، وليس لهيئة المحكمة سلطة تمكنها من التحكم خارج باب المحكمة لان ذلك من اختصاص الشرطة الادارية. ثانيا، طلب المحامون من هيئة المحكمة عرض المتهمين، الذين تعرضت سيارة الامن التي كانت تقلهم لحادث سير، على طبيب مختص للنظر في ما اذا كانت حالاتهم خطيرة ام بسيطة.

وقال المحامي زهراش في تصريح للصحافيين انه لاحظ رضوضا في اليد اليمنى لموكله انطوان بسبب شدة الضغط الذي تعرض له اثناء وقوع الحادثة، بيد انه لم يكشف عن تفاصيل الحادثة لأن موكله اكتفى فقط باثارة هذه القضية قصد عرضه صحبة رفاقه على طبيب مختص، واكتفى بالقول ان سيارة الامن كانت تسير بسرعة فائقة.

وفي سياق ذلك، كشف مصدر امني لـ«الشرق الأوسط» ان الامر بسيط ونتج عن توقف سيارة الامن امام اشارة المرور بعدما ضغط السائق على الكوابح (الفرامل) بقوة جعلت الجالسين في السيارة يصطدمون ببعضهم بعضا ويصطدمون بالهيكل الداخلي للسيارة مما نتج عنه اصاباتهم برضوض خفيفة وكدمات بسيطة.

ويتابع انطوان والمتهمون الـ33، بلائحة تهم من أخطرها تكوين عصابة اجرامية والمشاركة في المس بسلامة الدولة الداخلية بارتكاب اعتداءات الغرض منها احداث التخريب والتقتيل في منطقة او اكثر، و جناية المس بسلامة الدولة الداخلية قصد اكتساح حصون ومراكز ومخازن مملوكة للدولة والمشاركة في القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد وتشكيل فرق مسلحة.