اختتام المؤتمر العالمي للشباب بصدور إعلان الدار البيضاء وسط جدل حول الموقف من عضوية إسرائيل

TT

ترأست الأميرة للاحسناء أول من أمس في قصر المؤتمرات بالدارالبيضاء الجلسة الختامية للمؤتمر العالمي للشباب نيابة عن شقيقها العاهل المغربي الملك محمد السادس، الرئيس الفعلي للمؤتمر الذي انعقد في المغرب منذ يوم 16 الى 28 من الشهر الجاري بمشاركة نحو 1000 شاب من 148 دولة.

وتمت خلال الجلسة تلاوة اعلان الدارالبيضاء الصادر عن المؤتمر، الذي أعلن فيه المؤتمرون تبني اقتراح العاهل المغربي في كلمته التوجيهية للمؤتمر بإنشاء مؤسسة دولية للشباب بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة والحكومات ومؤسسات دولية أخرى قصد العمل في مناخ من التضامن والتسامح والشراكة، من أجل تشجيع التنمية المستديمة، وتعبئة الشباب لتحقيق أهداف الألفية للتنمية.

ودعا «اعلان الدارالبيضاء» حكومات الدول المشاركة ووكالات الأمم المتحدة الى تخصيص حصة 7.0% من ميزانيتها السنوية للمشاريع التي ينشؤها الشباب. وحث الاعلان منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية على المبادرة لاعطاء المثل بتخصيص 7.0% من ميزانيتها المقبلة لدعم المشاريع الشبابية كما تضمن الاعلان عدة توصيات حول التربية والتكوين وتعبئة الشباب باعتبارهم ثروات بالنسبة لحكوماتهم وليس بصفتهم مشاكل،عبر تبني سياسات ملائمة للشباب وإشراكهم في القرار والثقة بقدراتهم وكفاءاتهم.

وأنهى المؤتمر أشغاله وسط جو من التوتر والجدل حول طبيعة المشاركة الاسرائيلية في المؤتمر وحدود صلاحياتها،فبينما دعت بعض الوفود الأجنبية، خاصة وفود أميركا اللاتينية بعض الدول الأوروبية، بمساندة من منظمة «بيس شيلد» الدولية، وهي الهيئة المنظمة والراعية للمؤتمر، الى إشراك المجموعة الاسرائيلية كعضو كامل العضوية وتمتيعها بحق التصويت على مقررات المؤتمر،عارضت الوفود العربية ذلك التوجه، معتبرة أن الاسرائيليين الثلاثة الذين حضروا المؤتمر انما حضروا بوصفهم يمثلون فرع منظمة «بيس شيلد» في تل أبيب، وليس كوفد رسمي يمثل دولة اسرائيل.

وقبل انعقاد الجلسة النهائية المغلقة، التي تمت خلالها المصادقة على «اعلان الدار البيضاء»، والتي منع الصحافيون والملاحظون من حضورها، شوهد ممثل كولومبيا في بهو قصر المؤتمرات وهو يروج لفكرة اشراك عضو من المجموعة الاسرائيلية في الاجتماع وتمتيعه بحق مناقشة التوصيات وحق التصويت عليها.

ومع بداية الاجتماع تدخل دافيد ولكومب رئيس منظمة «بيس شيلد» الدولية وطالب بالسماح لممثل اسرائيل بالمشاركة في الاجتماع وتمتيعه بحق التصويت، الا أن ممثل المغرب يونس السكوري انتقد بشدة هذا الاقتراح. وأشار الى أن المنظمين التزموا خلال التحضير للمؤتمر بعدم مشاركة اسرائيل لكون المغرب ليست له علاقات دبلوماسية معها كدولة. ودعا السكوري ممثل منظمة «بيس شيلد» الى السهر على الوفاء بهذا الالتزام.

وأمام المعارضة المغربية تدخل بعض المشاركين مطالبين بطرح اقتراح اشراك اسرائيل للتصويت. ومرة أخرى تدخل السكوري موضحا أن الاجتماع مخصص لممثلي الدول بينما المجموعة الاسرائيلية تمثل جمعية أهلية ولا تشكل وفدا رسميا يمثل دولة اسرائيل، وأن السماح لهم بالمشاركة في الوقت الذي منعت فيه باقي الجمعيات الأهلية من ذلك فيه نوع من التمييز والاجحاف. ولم يجد الوفد المغربي أمام اصرار بعض الوفود من أوروبا وأميركا اللاتينية على طرح الاقتراح للتصويت سوى التلويح بالانسحاب من الجلسة.

ومن أبرز نقاط الخلاف الأخرى التي أثارت جدلا قويا داخل المؤتمر، وأبرزت مرة أخرى عمق الهوة الثقافية بين العالم العربي والاسلامي والغرب، مسألة التعامل مع الشواذ جنسيا، فبينما دعت الوفود الغربية الى تضمين اعلان الدار البيضاء توصية تطالب بتقبل الشواذ جنسيا والتسامح تجاه هذه الظاهرة، وعارضت الوفود العربية تضمين الاعلان مثل هذه التوصية معتبرين هذه الظاهرة نوعا من الانحراف أو المرض النفسي.

وانعكست هذه التوترات على عملية التصويت على الاعلان. فممثلو أميركا اللاتينية الذين حضروا الاجتماع صوتوا كلهم ضد الاعلان، عقابا للمنظمين على عدم اشراك المجموعة الاسرائيلية. كما امتنعت عدة وفود عن التصويت بسبب عدم تضمن الاعلان للاقتراح حول التسامح ازاء ظاهرة المثلية الجنسية. وصوت 16 عضوا لصالح الاعلان دون تحفظ، وصوت 10 أعضاء لصالح الاعلان بتحفظ، وصوت 4 أعضاء ضد الاعلان فيما امتنع 16 عضوا عن التصويت.