أربعة مرشحين في انتخابات بعبدا ـ عاليه

الرئيس أمين الجميل: إلى أي حد تفيد المعركة شعار الاستقلال؟

TT

انتهت منتصف ليل امس مهلة تقديم الترشيحات للانتخابات النيابية الفرعية في دائرة بعبدا ـ عاليه بجبل لبنان لملء المقعد الذي شغر بوفاة النائب والوزير السابق بيار حلو الشهر الماضي، والمقررة في 14 سبتمبر (ايلول) المقبل.

وحتى مساء امس كان عدد المرشحين لا يزال اربعة، ابرزهم نجل النائب الراحل هنري بيار حلو المدعوم من رئيس الحزب القومي التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ووزير الدولة طلال ارسلان والرئيس السابق للجمهورية امين الجميل والحزب السوري القومي الاجتماعي وحركة «امل» التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحزب «الكتائب اللبنانية» ومعظم القوى المؤيدة للسلطة. ويبرز في مواجهته حكمت ديب مرشح قائد الجيش السابق الجنرال ميشال عون، مدعوماً من بعض اركان «لقاء قرنة شهوان» الذي يضم معارضين مسيحيين وترعاه البطريركية المارونية، بالاضافة الى مرشحين آخرين هما عماد الحاج ومنير بجاني.

وقد حددت وزارة الداخلية اللبنانية المهلة الاخيرة لسحب الترشيح بمنتصف ليل الثلاثاء المقبل، علماً بأن اتصالات تجرى مع المرشحين الاخيرين في محاولة لحملهما على اعلان الانسحاب من المنافسة التي اضحت محصورة عملياً بين حلو وديب، من دون اسقاط حساب المفاجآت من قبل المرشحين الآخرين.

وتحدث الرئيس الجميل امس علانية للمرة الاولى عن الموضوع الانتخابي قائلاً انه يفضل «عدم خوض معركة انتخابية» معتبراً انها «ستتخذ طابعاً طائفياً». وقد زار الجميل، الذي خالف قوى المعارضة المسيحية الاخرى بدعم هنري حلو، البطريرك الماروني نصر الله صفير امس حيث اكد ان موقفه نابع من «منطلقات غير انتخابية، بل سياسية ووطنية». ووجه انتقادات غير مباشرة للشعارات التي يطلقها عون في المعركة. وقال: «لقد اعتبرت في هذه المرحلة بالذات ان جرح الجبل لم يندمل بعد وعودة المهجرين لا تزال خجولة والناس نعرف انها تعاني من مآسٍ معيشية نظراً الى الظروف المعروفة، فلذلك كان الرأي انه من الافضل عدم خوض معركة انتخابية في الجبل، خصوصاً انها ستتخذ طابعاً طائفياً او تصادمياً في الشكل الذي نلمسه اليوم. واعتقد انه في الجبل، وخصوصاً بعد اخذ رأي اهلنا فيه، كان الخيار تجنب هذا التشنج ولا سيما ان الوضع اليوم دقيق ولا يحتمل هذه الاشياء».

وعن الخلاف ضمن العائلة بسبب هذا الموقف بعد تأييد نديم بشير الجميل نجل شقيقه الرئيس الراحل، لترشيح ديب، قال: «ليس هناك من مشكلة فالقضايا العائلية نعالجها ضمن العائلة ولكل رأيه. انما كما ذكرت نحن مقتنعون بما سنقوم به. والمرشح الذي ندعم نلتقي مع والده منذ القدم وكذلك مع العائلة. وهي تلتقي معنا في محطات مهمة. ونعرفه انه رجل مستقل. فالبعض يحاول ان يلصقه بالسلطة او ببعض الاطراف. ولكن كلنا نعلم انه رجل مستقل، ففي الانتخابات الاخيرة كان على لائحة ضد لائحة وليد جنبلاط. اذاً ليس، هو ربما، المرشح المفضل لوليد جنبلاط. وقد يكون وليد بك كما نحن، اعتبر ان من الافضل في هذه المرحلة تجنيب الجبل هذه المعاناة التي تأخذ طابعاً حاداً وطابعاً طائفياً (...) واسأل الى اي حد هذه المعركة تفيد شعار الاستقلال؟ فالذي يفيد شعار الاستقلال في هذه المعركة التي لها خصوصيتها هو ما نفعله اليوم».

واعتبر الجميل ان «لقاء قرنة شهوان ليس حزباً او طرفاً في انتخابات المتن الاخيرة. وكان على الحياد وترك الحرية لكل اعضائه. ولا اعتقد ان هذا الامر يؤثر على لقاء قرنة شهوان. بل على العكس فأنا على تواصل مع كل اطراف القرنة سواء كانوا يوافقونني الرأي او يخالفونني».

من جهة اخرى، كرر امس حزب «الوطنيين الاحرار» المعارض بعد اجتماعه برئاسة رئيسه دوري شمعون انه «غير معني بهذا الاستحقاق استناداً الى الاسباب التي توسعنا في شرحها والتي سنتناولها تباعاً في اطار توجيهاتنا الحزبية ولقاءاتنا مع المواطنين». واكد الحزب ان موقفه اتخذ «بعد تبلور صورة غير مشرقة لمجرياته المرتقبة وانعكاساتها السلبية». وطلب من جميع المحازبين «التزاماً صارماً ودقيقاً بمواقف الحزب وتقيداً مثالياً بما يصدر عنه في هذا المجال ليظلوا قدوة في التعلق بالمبادئ وتقديمها على كل الاعتبارات والاغراءات. وهذا ما يشرفهم ويعضد الحزب الذي اختاروا النضال تحت رايته».

وزار المرشح حلو امس مقر «حركة التجدد الديمقراطي» والتقى رئيسها النائب نسيب لحود وعضوي اللجنة التنفيذية كميل زيادة وانطوان حداد. وعرض لهم برنامجه الانتخابي وافكاره السياسية. واكدت حركة التجدد في بيان اصدرته انها «ستتابع اتصالاتها ومشاوراتها من اجل اتخاذ الموقف النهائي من الانتخابات الفرعية الاسبوع المقبل».