قالت مصادر لبنانية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان الموقف اللبناني الرسمي لم يتبدل او يتغير بالنسبة للملف العراقي، مؤكدة ان لبنان لن ينفرد في اي قرار بشأن هذا الملف حرصاً منه على وحدة الموقف والتضامن العربيين. وافادت انه بالنسبة الى الطلب الاميركي الاخير للبنان، عبر السفير فنسنت باتل، الذي يدعوه لاستقبال وفد مجلس الحكم الانتقالي العراقي والمشاركة في قوة عسكرية في العراق ودعم الجهود الاميركية في هذا البلد، فإن لبنان يتعاطى معه بناء على مواقفه الثابتة التي اعلنها قبل وبعد الاحتلال الاميركي ـ البريطاني للعراق.
واشارت المصادر ايضا الى ان لبنان اكد رفضه المشاركة في اي قوة في العراق تسبغ الشرعية على الاحتلال القائم في هذا البلد. وانه يشدد على ان امن العراق يجب ان يحفظه العراقيون انفسهم وان تكون الامم المتحدة هي الوحيدة المخولة المساعدة على تحقيق ذلك.
وحول استقبال وفد مجلس الحكم الانتقالي العراقي والقبول بحضور ممثل عنه اجتماعات مجلس الجامعة العربية التي ستعقد في التاسع من سبتمبر (ايلول) المقبل في القاهرة، تقول المصادر نفسها ان لبنان لن يخرج في هذا الاطار عن الاجماع العربي وان التعامل مع هذا الموضوع يجب ان يأتي في اطار قرار واجماع عربيين وان مشاورات تدور حالياً بشأنه لبلورة الموقف المناسب منه ورأت المصادر ان استقبال وفد مجلس الحكم الانتقالي في العراق ومشاركة ممثل عنه في الاجتماعات العربية الرسمية يجب ان يكونا نتيجة قرار عربي اجماعي اولاً، علماً ان لبنان يعتبر ان الامم المتحدة يجب ان تضع يدها على الملف العراقي وتجري انتخابات حيادية ينبثق منها ممثلون شرعيون للشعب العراقي وحكومة شرعية تدير شؤونه وتمثله في المحافل العربية والاقليمية والدولية. واوضحت المصادر ان هذا الموقف عكسه لبنان خلال اجتماع لجنة المتابعة في القاهرة اخيراً وانه سيؤكده مجدداً خلال اجتماع مجلس الجامعة الشهر المقبل.