.. والحص يرى في فضيحة كهرباء لبنان مبرراً كافياً لإطاحة الحكومة

TT

شن الرئيس السابق للحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص هجوماً قاسياً على مجلس الوزراء ورئيسه رفيق الحريري بسبب ما سماه «فضيحة الكهرباء» معتبراً انه «لو حدث في اي بلد آخر ما حدث في لبنان لقامت الدنيا ولم تقعد الا بعد اطاحة الحكومة» التي اتهمها بأنها «اغتالت موسم الاصطياف» بسبب ازمة الكهرباء.

الحص قال في تصريح له امس في بيروت: «ان فضيحة الكهرباء لا يعادلها فجوراً الا غياب مجلس الوزراء بسبب غياب رئيسه في اجازة. ولو حدث مثل هذا في اي بلد آخر يتمتع بالحد الادنى من الديمقراطية لقامت الدنيا ولم تقعد الا بعد اطاحة الحكومة ومحاسبة المسؤولين على اهمالهم وفسادهم. هذا القدر من اللامبالاة بمصالح الناس يفوق كل تصوّر. والناس تشتم من وراء فضيحة الكهرباء روائح الهدر والتبديد والاهمال والسرقات. ولا تصدق ان احداً من المسؤولين عن هذه الفضيحة سيحاسب في بلد تعوّد لفلفة كل القضايا التي تطاول اسماء كبيرة».

واضاف في هجوم مباشر على الرئيس الحريري «لقد اغتالت الحكومة بهذه الفضيحة موسم الاصطياف واوقعت الناس جميعاً في حال من المعاناة لا تطاق. ومع ذلك فإن المسؤولين في غيّهم يعمهون وفي ترفهم يرفلون. ان ما نشهد هذه الايام هو منتهى التفريط في مقام رئاسة الوزراء. وكل هذا يعزز القول ان الاصلاح لن يستقيم الا اذا بدأ بإصلاح النظام السياسي الذي غابت عنه المساءلة والمحاسبة ودبّت في اوصاله عوارض الفساد واللامبالاة والشلل».

من جهة ثانية، تساءل النائب نعمة الله ابي نصر: «هل كنا بحاجة الى الغرق في العتمة لنفهم مدى الظلام السياسي الذي وصلت اليه البلاد نتيجة الممارسات والخيارات السياسية والاقتصادية منذ العام 1992 وحتى اليوم ونتيجة غياب المساءلة والمحاسبة واضعاف مؤسسات الرقابة؟». وتابع في تصريح له امس: «ان ما نعيشه في لبنان اليوم يكاد لا يصدق، فالدولة التي كلفتنا اعادة اعمارها 35 مليار دولار من الديون، عاجزة عن تمويل كلفة المحروقات لتوليد الكهرباء، وبدلاً من تحديد هوية المسؤولين عن الهدر والفساد في ملف الكهرباء ومحاكمتهم تتأجل اجتماعات مجلس الوزراء (...) ان هذا الوضع المخزي من شأنه في دولة ديمقراطية ان يؤدي الى استقالة الحكومة ومحاكمة المتورطين».

كذلك، انتقد رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب اسامة سعد الحكومة «التي تذهب في اجازة للراحة والبلاد تعيش في الظلام». وقال في تصريح له امس تعليقاً على ازمة الكهرباء: «كأنه لا يكفي اللبنانيين ما يعانون من ضنك العيش وصعوبات الحياة حتى يأتي الانقطاع المتواصل للكهرباء ليضيف فوق مآسيهم مأساة جديدة، ويحول حياتهم جحيماً لا يطاق. وما نسمعه من تحليلات وتبريرات تتعلق بهذا الموضوع وما نشهده من اجراءات ليست سوى تضليل وخداع وتهرب من تحمل المسؤولية وهو امر تعودنا عليه من الحكومة لسنوات طويلة».