مومياء «فرعون الخروج» تعود إلى مصر من أتلانتا الأميركية في أكتوبر المقبل

TT

تعود مومياء الملك رمسيس الأول، أحد أهم الفراعنة المصريين، الى القاهرة في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل بعد ان سرقت من مصر منذ نحو 150 عاما. وقال مسؤولون في متحف مايكل كارلوس في جامعة إيموري باتلانتا الاميركية ان المومياء الملكية ستعود الى القاهرة بعد معرض خاص تستضيفه الجامعة يبدأ في منتصف سبتمبر (ايلول) المقبل عن الاثار المصرية، وسيكون عنوان المعرض «رمسيس الاول.. البحث عن الفرعون المفقود». وكان متحف مايكل كارلوس في اتلانتا قد اشترى مومياء الفرعون الملكي عام 1999 من متحف شلالات نياغرا، من دون ان يعرف المسؤولون عن المتحف الاهمية الاثرية والتاريخية للمومياء الملكية.

ومن المقرر ان يسافر الدكتور زاهي حواس الامين العام لهيئة الآثار المصرية الى اتلانتا بداية اكتوبر المقبل لتسلم المومياء التي ستوضع في متحف خاص في الاقصر.

وقال خبراء في الاثار المصرية بلندن لـ«الشرق الأوسط» ان المومياء الملكية هي الاولى من نوعها خارج الاراضي المصرية، وهي من خبيئة «الدير البحري» بالاقصر التي عثر عليها في نهاية القرن الثامن عشر، وهي على الارجح للملك رمسيس الاول والد سيتي الاول جد الفرعون رمسيس الثاني. وقال احمد عثمان الباحث الاثري بلندن وصاحب اكثر من كتاب عن ملوك الدولة الحديثة في التاريخ المصري القديم في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط»، ان وفاة الملك رمسيس الاول تتزامن مع الدليل الاثري الوحيد الذي يتحدث عن خروج جماعات عبرانية وسامية من سيناء الى فلسطين، مشيرا الى ان النص الكتابي موجود باللغة الهيروغليفية على حائط كبير في معبد سيتي الاول «ابن رمسيس الاول» في الكرنك بالاقصر. وقال انه حسب الدلائل الاثرية فان سيتي الاول اضطر الى ترك عملية التحنيط لمومياء والده، وسافر الى سيناء لمطاردة القبائل العبرانية، الا ان هناك بعض علماء الاثار يعارضون هذا الرأي ويشيرون الى ان «فرعون موسى» هو رمسيس الثاني. وأشار احمد عثمان الى ان المومياء الملكية ظلت موجودة في متحف شلالات نياغرا منذ سرقتها من الاقصر بجنوب مصر قبل 150 عاما، الى ان بيعت قبل عامين الى متحف مايكل كارلوس بجامعة ايموري باتلانتا بنحو مليوني دولار مع تسع مومياوات اخرى وعدة قطع اثرية. واشار الى ان مدير متحف ايموري هو اول من اكتشف ان المومياء ملكية بسبب عدة شواهد منها وضع اليدين للمومياء وطريقة التحنيط، التي تتشابه الى حد كبير مع مومياوات «الرعامسة» من الدولة الحديثة.

وتشير اختبارات الأشعة على مومياء رمسيس الاول باستخدام مادة الكربون المشع الى أنها عاشت في فترة بحدود 1293 قبل الميلاد، أي في فترة الدولة الحديثة التي جاء منها الملوك العظام في التاريخ المصري القديم، وأعرب المسؤولون في المتحف عن رغبتهم في مقارنة الحمض النووي للمومياء مع الحمض النووي لمومياوات تنتمي للأسرة نفسها في مصر، مثل مومياء سيتي الاول ابن رمسيس الاول، ومومياء رمسيس الثاني حفيده وكلتاهما محفوظتان في المتحف المصري بميدان التحرير في القاهرة.

واوضح الباحث الاثري عثمان ان «اهتمام لاكوفارا مدير متحف جامعة ايموري باتلانتا بالمومياء المجهولة جاء بعد ان عثر عليها داخل تابوت يمتاز بالفخامة واتقان الصنع وروعة النقوش، مما يوحي بأن صاحبها لا بد ان يكون واحدا من الفراعنة، ولاحظ وضع اليدين وهما متقاطعتان على الصدر على طريقة اوزوريس، ووجود صفائح ذهبية رقيقة تفصل بين اصابع القدمين مما يؤكد الطبيعة الملكية لصاحب المومياء». ويضيف عثمان «كذلك ادرك خبراء الآثار وجود شبه بين ملامح هذه المومياء ومومياء الفرعون سيتي ابن رمسيس الاول وهو اصلع الرأس معقوف الأنف مثل باقي الفراعنة الرعامسة، وتبين بعد فحصها بأشعة «اكس» انها تشبه مومياوات «الرعامسة» الذين كونوا الاسرتين، وحكموا البلاد حوالي قرن ونصف القرن». والمعروف ان رمسيس الاول مات في ظروف غامضة اثناء محاولة بعض القبائل البدوية مغادرة مصر الى فلسطين، ولم يعثر على مومياء في مقبرته بوادي الملوك. ويقول آلان ديكسون مدير العلاقات العامة في متحف ايموري ان «هناك تكهنات اثيرت حول الخاصية الملكية للمومياء الموجودة في المتحف في فترة الثمانينات، ولكن لم نكن نتخيل انها للفرعون رمسيس الاول من الدولة الحديثة في التاريخ المصري القديم».