«صقور» واشنطن يعدون لتشديد الضغط على كوريا الشمالية

TT

بكين ـ واشنطن ـ موسكو: وكالات الانباء: اختتمت أمس جولة المباحثات السداسية حول موضوع الازمة النووية الكورية الشمالية الاميركية من دون نتائج ملموسة. وترى جهات مطلعة على سير المباحثات التي استضافتها العاصمة الصينية بكين اخيراً وشارك فيها ممثلون عن الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان والكوريتين الجنوبية والشمالية ان هذه الحصيلة السلبية ستثير مزيداً من الصراع داخل واشنطن بين تيار «الصقور» من «المحافظين الجدد» وغريمه تيار المعتدلين. وفي حين اعربت روسيا عن اقتناعها بأن سلطات كوريا الشمالية في بيونغ يانغ لا تعتزم إجراء تجارب نووية، تحدث ممثل الصين عن مناخ من انعدام الثقة يسود العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ.

فقد نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن الكسندر لوسيوكوف، نائب وزير خارجية روسيا وممثل روسيا في مباحثات بكين، تهوينه من شأن تقارير اميركية تحدثت عن تحضير الكوريين الشماليين لاجراء تجربة نووية، وذلك بقوله انه «لا اساس لها في الواقع». ومن جانب آخر، قال نائب وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال مؤتمر صحافي ان ثمة «شعوراً عميقاً وحقيقياً بانعدام الثقة» بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. ومضى المسؤول الصيني الذي مثل بلاده في المباحثات «يجب اخذ قلق جميع الاطراف في الاعتبار نظرا للشعور الحقيقي والعميق بانعدام الثقة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية»، متابعاً انه «من الضروري مساعدة الاطراف على التقدم وايجاد حل سلمي حقيقي».

في هذه الاثناء يرى محللون في العاصمة الاميركية، انه بعد تمسك المفاوضين الاميركيين والكوريين الشماليين بموافقهم في مباحثات بكين، باشر «صقور» الادارة الاميركية من «المحافظين الجدد» التحضير لمعركة جديدة لفرض وجهات نظرهم حول النهج الذي ينبغي اتباعه حيال كوريا الشمالية. ويلحظ هؤلاء انه منذ وصول الرئيس الاميركي جورج بوش «الابن» الى البيت الابيض، ينقسم فريقه السياسي والعسكري الى معسكرين، الاول معتدل مؤيد للمفاوضات مع كوريا الشمالية لاقناعها بالتخلي نهائياً عن طموحاتها النووية، والثاني محافظ متشدد يصر على اعتماد سياسة «العصا الغليظة» معها. وتأجج التوتر بين المعسكرين اثر الخطاب البالغ التشدد الذي القاه جون بولتون المسؤول الرئيسي في وزارة الخارجية عن ملفات نزع الاسلحة ـ وهو احد أركان «المحافظين الجدد» من المتطرفين اليمينيين ـ واستقالة المعتدل جاك بريتشارد الذي كان مسؤولا عن الملف الكوري الشمالي. ويرى المحللون ان بيونغ يانغ صبت الزيت على النار فجر اول من امس الخميس عندما هددت باجراء تجربة نووية، كما نقل مسؤولون اميركيون، متبنية بذلك نهج بعض «صقور» اليمين الاميركي اخيراً. إذ استبعدت اللجنة السياسية الجمهورية في مجلس الشيوخ فكرة ان تسمح مباحثات بكين بنزع فتيل الازمة الراهنة، ودعت الى اعتماد عقوبات جديدة صارمة حيال كوريا الشمالية مع حصار توافق عليه الامم المتحدة فضلا عن عقوبات متعددة الاطراف.

وحرصت اللجنة على الاشارة الى ان «النهج العام لادارة بوش في مكافحة الارهاب كان حتى الآن يقضي برفض التفاوض مع الارهابيين او الدول الداعمة للارهاب». واكدت اللجنة ان «التصرف خلاف ذلك هو بمثابة القول لايران والدول المارقة والاطراف الاخرى التي تنتهك المعاهدات ان بامكانها تحدي المجتمع الدولي من دون اي تبعات» مذكّرة بأن كوريا الشمالية مصنفة في «محور الشر».

وترى هذه الكتلة اليمينية المتطرفة ان على ادارة بوش التحرك قبل ان تقدم بوينغ يانغ وطهران «على استخدام اسلحتهما كوسيلة ضغط على الولايات المتحدة وحلفائها».

ويعتمد «الصقور» على مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ونائب الرئيس الاميركي ديك تشيني وكذلك على بعض الحلفاء في وزارة الخارجية مثل جون بولتون، الذي يوصف بأنه «رجل البنتاغون في وزارة الخارجية» والذي أطلق في الايام القليلة الفائتة عدة خطابات وتصريحات غاية في التشدد. وفي محاولة لاعادة الهدوء، تدخل وزير الخارجية كولن باول يوم الثلاثاء الماضي قائلاً ان خطاب بولتون الاخير يجسد النهج الرسمي. وسعى ايضا الى التخفيف من تأثير استقالة بريتشارد الاسبوع الماضي، مدعياً ان بريتشارد كان يعتزم ترك منصبه منذ عدة اشهر لكنه (اي باول) نجح في اقناعه بالبقاء لفترة اطول.