الشرطة العراقية استيقظت متأخرة في عملية مداهمة مع الأميركيين بتكريت

TT

تكريت (العراق) ـ رويترز: مع تردد اذان الفجر انسلت نحو ست مركبات عسكرية اميركية محملة بالرجال من قاعدتهم واصطفت بانتظار موعد الساعة 5.45 صباحا مع الشرطة العراقية.

وكان هدف غارة قبل فجر امس التي جرى التخطيط لها بعناية مزرعة قرب تكريت يعتقد ان بها اسلحة مخبأة وربما اعضاء سابقين من فدائيي صدام.

وكانت هناك مشكلة صغيرة واحدة.. فالشرطة العراقية لم تحضر.

وبعد نحو ساعة.. وكان قد ضاع عنصر المفاجأة، حيث استيقظ سكان تكريت مع شروق الشمس.. اصطف نحو 30 من رجال الشرطة العراقية الذي أوقظوا على عجل الى جانب نظرائهم الاميركيين وانطلقت القافلة.

وحين وصلوا الى المزرعة في الحقول المتربة والتي يمكن تمييزها بالكاد من الصحراء المحيطة خارج تكريت تخلف الاميركيون ليضربوا طوقا أمنيا، بينما تقدم العراقيون.

وقال الليفتنانت ديفيد بويرير بينما يراهم ينتشرون في الحقول ويؤمنون المباني ويعتقلون صاحب المزرعة «هذا ما نعمل من اجله».

وتتوق قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة لتدريب قوة شرطة وطنية جديدة لمساعدتهم في مواجهة هجمات المسلحين والفوضى العامة وللاعداد لتسليم السلطة في المستقبل.

ولا يحظى ذلك بأهمية في تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ومركز المقاومة المناهضة للاميركيين.

والفرقة الرابعة مشاة بالجيش الاميركي التي يوجد مقرها في احد قصور صدام السابقة في تكريت تنفذ مئات الدوريات والمداهمات كل ليلة للقضاء على المقاومين والحفاظ على النظام في الشوارع.

وعقب الحرب مباشرة كان الجنود الاميركيون يقومون بالمهمة وحدهم، لكنهم كثيرا ما يتقاسمون الواجبات الان مع اعضاء من الشرطة العراقية التي جرى تطهيرها واعيد تدريبها. ويأمل الاميركيون ان يمكن للعراقيين في نهاية الامر اداء المهمة بأنفسهم.

وقال العميد حامد ياسين نائب قائد الشرطة المحلية اثناء غارة امس في تكريت «أنا فخور جدا برجالي لانهم يحققون الامن للمدينة.. الأمن للناس». واضاف «هناك اناس مرضى قليلون جدا يقاتلون ضد الاميركيين لكننا سنعثر عليهم». لكن الهجمات لا تستهدف الاميركيين فقط. فالمقاومون يعتبرون الشرطة التي تتعاون مع المحتلين «عملاء للعدو» ويستهدفونها من حين لآخر.

وقبل يومين فقط نجا قائد شرطة تكريت طالب شامل احمد بأعجوبة من الاغتيال حين فتح مسلحون النار على سيارته بينما كان متجها الى العمل، وأصيب سائقه بجراح خطيرة.

وشامل هو رابع قائد يعينه الاميركيون لشرطة تكريت منذ اعلان انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في الاول من مايو (ايار) الماضي. واقيل الثلاثة الآخرون لعدم الكفاءة.

وقد اعرب الاميركيون في المزرعة خارج تكريت عن سعادتهم بالاداء العراقي رغم الاستيقاظ المتأخر. وعثر على كميات من الذخيرة المدفونة.

واحتج صاحب المزرعة بأن تلك الذخائر تركها الجيش العراقي اثناء فراره قبل شهور، لكن الاميركيين لا يصدقونه.

واظهرت اجهزة الكشف عن المعادن وجود المزيد والمزيد من صناديق الذخيرة.. لكن كانت هناك مشكلة واحدة فقط هي ان الشرطة العراقية لديها «جاروف» واحد فقط.