الشرطة العراقية تعتقل أربعة من تنظيم «القاعدة» اعترفوا بعملية تفجير النجف وتلاحق 3 هاربين

تضارب حول هوية أجنبيين اعتقلا * المهاجمون وصلوا النجف قبل 3 أيام وأقاموا عند صديق لم يعرف نواياهم واعترفوا بمخطط اغتيالات

TT

اعلنت مصادر الشرطة العراقية في مدينة النجف امس القاء القبض على اربعة متورطين في عملية اغتيال آية الله محمد باقر الحكيم في النجف بينهما عراقيان وسعوديان، وقالت ان التحقيقات كشفت ان الأربعة يرتبطون بتنظيم «القاعدة»، وذلك بينما وعد الرئيس الاميركي جورج بوش بتقديم المساعدة في العثور على الجناة، وقال انه طلب من المسؤولين الاميركيين في العراق «ان يعملوا عن كثب» مع المسؤولين عن الامن في العراق ومع مجلس الحكم الانتقالي «للعثور على الذين نفذوا هذا الهجوم المروع واحالتهم الى العدالة».

وقال ضابط كبير في الشرطة العراقية امس انه تم اعتقال الاربعة مساء اول من امس الجمعة، وأكد ان التحقيقات معهم افادت بانهم مرتبطون بتنظيم «القاعدة» الذي يقوده اسامة بن لادن، وقال ان البحث ما يزال جاريا عن ثلاثة متورطين آخرين هاربين. وأكد مصدر امني ان الاربعة اعترفوا بأنهم منفذو الاعتداء.

وقال الضابط الذي يقود التحقيقات الأولية في عملية التفجير التي اودت بحياة الحكيم، ان المعتقلين ابلغوا المحققين بان هناك خططا للقيام بعمليات اغتيال لسياسيين ورجال دين عراقيين آخرين فضلا عن القيام باعمال تخريب ضد امدادات الماء والكهرباء وانابيب نقل النفط.

وقال الضابط الذي رفض ذكر اسمه ان المواد التي صنعت منها متفجرة النجف هي من نوع المادة نفسها التي صنعت منها العبوات التي انفجرت في الشاحنة التي هاجمت مقر الأمم المتحدة في بغداد في 19 اغسطس (آب) الجاري. وأضاف ان المعتقلين اعترفوا بان عملية التفجير كانت تستهدف «ابقاء العراق في حالة من الفوضى بحيث لا تستطيع القوات الاميركية والشرطة العراقية من تركيز الانتباه على مناطق الحدود وذلك لاتاحة الفرصة لمقاتلين آخرين بالعبور الى العراق.

وقال الضابط ان الأربعة وصلوا الى النجف قبل ثلاثة أيام من عملية التفجير، وأمضوا الوقت في ضيافة صديق لم يكن على معرفة بنياتهم.

وقال الطبيب الشرعي لمدينة النجف العراقية امس ان حصيلة ضحايا الانفجار الذي وقع بينما كان المصلون يغادرون مسجد الامام علي عقب صلاة الجمعة امس ارتفعت الى 87 قتيلا واكثر من 200 جريح.

وقال الطبيب عيسى محمد الويلي «ارتفع عدد القتلى الى 87» واضاف «واجمالا اعتقد ان هناك اكثر من 200 جريح». وافادت انباء اخرى ان حصيلة القتلى يمكن ان تتجاوز المائة.

واعلن عمار عبد العزيز الحكيم ابن اخ آية الله محمد باقر الحكيم امس ان دفن عمه سيتم الثلاثاء في النجف بعد نقل رفاته (اليوم) الى بغداد و(غدا) الى كربلاء. وقال ان «جثمان السيد الحكيم سينقل الاحد الى بغداد حيث ستقاسم مراسم تأبين عند الساعة 00،7 بالتوقيت المحلي في مسجد الكاظمية ثم الى كربلاء الاثنين حيث تنظم مراسم مماثلة. وسيتم الدفن الثلاثاء في النجف».

وكان مسؤول في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في النجف ذكر في وقت سابق امس ان جثة الحكيم لم يعثر عليها حتى الآن. ولكن يبدو انه تم التمكن فيما بعد من التعرف على الرفاة التي تعرضت لحروق شديدة بفعل التفجير.

وكان الرئيس بوش الذي يمضي اجازته في مزرعته في كراوفورد (تكساس ـ جنوب) أدان اول من امس اعتداء النجف، واعلن ان القوات الاميركية ستساعد في ملاحقة المسؤولين عن هذه العملية. اضاف «ان هذا العمل الارهابي الحقود استهدف (آية الله الحكيم) في مكان من اقدس الاماكن الشيعية كما استهدف آمال الشعب العراقي بالحصول على الحرية والسلام والمصالحة».

وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم الرئيس الاميركي، كلير باكن «ما زلنا مصممين على قهر الارهاب ومواصلة العمل لتحسين مستوى حياة الشعب العراقي».

واشاد بوش في بيانه بآية الله الحكيم مذكرا بانه كان قد اعتقل وعذب في ظل نظام صدام حسين بسبب اعتقاداته الدينية وانه امضى سنوات عدة في المنفى. واضاف «ان اغتياله وكذلك اغتيال العديد من الرجال والنساء الابرياء الذين تجمعوا للصلاة، يدل على وحشية اعداء الشعب العراقي» واكد انه «يجب التغلب على قوى الارهاب وهكذا سيكون وان الجهود المشتركة بين العراقيين والمجتمع الدولي ستتوصل الى فرض السلام والحرية».

* إدانات

* ومن جهته ندد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد باعتداء النجف مؤكدا ان منفذي هذه العملية لم ينجحوا في الوقوف امام المرحلة الانتقالية التي «ستخلص العراق من بقايا نظام صدام حسين». وكذلك دان وزير الخارجية الاميركي كولن باول في بيان «هذه الجريمة الحقودة ضد الشعب العراقي والمجتمع الدولي».

كما أدانها الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر الذي قال في بيان له ان «اعتداء النجف يظهر ان اعداء العراق الجديد لن يتراجعوا امام شيء. لقد قتلوا عراقيين ابرياء ودنسوا اكثر الاماكن قداسة لدى الاسلام».

ونظمت صباح امس مظاهرة في موقع الاعتداء في النجف والبصرة وجهت خلالها «دعوة الى الانتقام» لمقتل الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق.

وتظاهر آلاف الاشخاص حول ضريح الامام علي في النجف، ورفع المتظاهرون صور الحكيم وهم يضربون بايديهم على صدورهم ويهتفون «الله اكبر يا حسين زعيمنا الحكيم وين» و«نقسم بالحسين ان ننتقم لمقتل الحكيم» و«لا لا اميركا».

وحمل المتظاهرون لافتة كتب عليها «شعب العراق يعد بمعاقبة المجرمين وكل الذين يريدون الهجوم على المرجعية والحوزة والنجف الاشرف».

وقال عمار عبد العزيز الحكيم ابن شقيق القتيل الذي كان موجودا في المظاهرة ان «هذه الجموع تريد ان تنقل رسالة الى العالم كله تقول سنواصل التحرك والقتال والتضحية حتى نرفع علم الاسلام على بلاد الرافدين». واضاف «قلنا لقوى الاحتلال ان العراق للعراقيين وليس لهم وقلنا لهم ايضا ان الامن لا يمكن تأمينه الا بايدي القوى المؤمنة لانها تعرف العدو من الصديق». ورددت الجموع «الله اكبر» و «الموت لاميركا الموت للبعثيين».

وفي مدينة البصرة كبرى مدن الجنوب تظاهر حوالي خمسة الاف شخص وسط المدينة تحت حماية قوات الشرطة. وكان على رأس المتظاهرين صلاح البطاط مسؤول المجلس الاعلى في البصرة وقاسم الجبوري ممثل حزب الدعوة الشيعي. وحمل المتظاهرون اعلاما حمراء رمزا «للشهيد» وبيارق خضراء وصور الحكيم. ورددوا هتافات من بينها «لا اله الا الله» و«الموت لاسرائيل» و «الموت للبعثية». وكتب على لافتة «مسؤولية مقتل الحكيم تعود للاميركيين والبريطانيين لانهم اهملوا الامن».

وادانت المملكة السعودية امس الاعتداء باعتباره «عملا اجراميا» يستهدف استقرار العراق و«شق وحدة صف الشعب العراقي».