رسالة تحذير من مسؤول إصلاحي إيراني وصلت إلى الحكيم قبل أسبوع من اغتياله

TT

أثار مقتل زعيم المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق آية الله محمد باقر الحكيم حالة من الذعر والقلق لدى الأوساط الشيعية القريبة من ايران في العراق، وقد تفاوتت الردود بين اتهام بقايا النظام البعثي المخلوع وجماعات شيعية راديكالية قريبة من مقتدى الصدر، واتهام فيلق القدس التابع للحرس الثوري الذي سبق ان وجه أحد قادته تحذيرات الى الحكيم وقادة حزب الدعوة بالابتعاد عن الشيطان الاكبر وعدم التعاون مع الحاكم المدني الاميركي بول بريمر وإلا فان مصير عبد المجيد الخوئي سيكون بانتظارهم. وقد برزت آثار الخلاف والتباعد بين الزعيم الشيعي الراحل محمد باقر الحكيم والجهات الايرانية المكلفة بالشأن العراقي مثل استخبارات الحرس وفيلق القدس واستخبارات مرشد النظام الخاصة في الأسابيع الأخيرة حينما تبين ان حفيد الامام الخميني السيد حسين الخميني الذي لجأ الى العراق يتمتع بحماية المجلس الأعلى وان ابن رئيس المجلس للثورة الاسلامية في العراق رياض الحكيم صديق حميم له ويساعده في تحركاته. وكان آية الله الحكيم قد رفض منذ عودته الى العراق ان يكون أداة في أيدي استخبارات الحرس وفيلق القدس لتنفيذ مخططات كان يعتبرها مسيئة للشيعة ومتعارضة مع مصالح العراق الوطنية.

وكشف مصدر قريب من الاصلاحيين في ايران عن رسالة تلقاها الحكيم قبل اسبوعين من مسؤول اصلاحي بوزارة الأمن الايراني الذي كان من اقرب اصدقائه طيلة سنوات اقامته في ايران، حذره خلالها من مخطط لتسويته والآيات الأربعة الكبار (السيستاني وفياضي وسعيد الحكيم وبشير النجفي) لاخلاء النجف من رموز المرجعية المستقلة. وطالب المسؤول الايراني الحكيم بتوكيل أحد مساعديه ليؤم صلاة الجمعة في حرم الامام علي بالنجف لبضعة اسابيع. وبعد وصول الرسالة بيومين تعرض آية الله محمد سعيد الحكيم يوم الجمعة الماضي وبعد صلاة الجمعة لمحاولة اغتيال.

وسيترك غياب الحكيم على حد قول حجة الاسلام محمد الطباطبائي من مدرسي الحوزة الدينية بقم ومن الشخصيات القريبة من زعيم المجلس الأعلى الراحل، فراغا لا يستطيع أحد ان يملأه، وشقيق آية الله الحكيم، حجة الاسلام عبد العزيز الحكيم عضو المجلس الانتقالي لادارة العراق، يفتقر الى مكانة دينية وسياسية بمستوى شقيقة الاكبر، كما انه لم يبق من اسرة الحكيم من يتمتع بصفات الحكم القيادية وبمؤهلاته ومواهبه، اذ ان شقيقه الاكبر السيد مهدي الذي كان على رأس معارضي صدام حسين منذ قيام النظام البعثي قد اغتيل في الخرطوم على ايدي عملاء النظام العراقي في بداية التسعينات، كما ان عددا من اشقائه الآخرين واعمامه واقاربه ممن كانوا على مستواه، قد قتلوا او اعدموا بعد هروب الحكيم الى ايران وتأسيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق. والشخص الوحيد الذي كان يمكن ان يتولى رئاسة المجلس الأعلى بغياب الحكيم هو آية الله السيد محمود الهاشمي الذي شارك الحكيم في تأسيس المجلس، غير انه اصبح ايرانيا، ويرأس الآن السلطة القضائية في ايران.