جريمة اغتيال الحكيم تثير استياء عربيا ودوليا واسعا

دعوات عربية تناشد الشعب العراقي التمسك بوحدته في وجه كل محاولات غرس الفتنة

TT

اثارت عملية اغتيال آية الله محمد باقر الحكيم في عملية التفجير التي جرت عقب صلاة الجمعة في مدينة النجف اول من امس ردود فعل واسعة اعرب من خلالها العديد من الدول والمؤسسات عن حزنها لفقدان رجل دين كان يعمل من اجل استعادة الاستقرار والرفاهية للعراق وضمان حريته وسيادته.

فقد أدانت جامعة الدول العربية الانفجار ودعت الشعب العراقي الى «رص صفوفه في وجه محاولات غرس بذور الفتنة».

واعرب عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية في بيان وزع امس عن «استيائه من عملية التفجير الارهابية»، مشيرا الى ان مثل هذه العمليات «تعبر عن تطور خطير وتصاعد مؤسف فيما تشهده الساحة العراقية من مظاهر الانفلات الامني». كما دعا موسى الشعب العراقي الى «الاصرار على رص صفوفه في وجه كل دعوات ومحاولات غرس بذور الفتنة والخلافات» والى «ترسيخ وحدته من اجل انقاذ الوطن وانهاء الاحتلال وبناء عراق جديد يتمتع بالامن والاستقرار».

وشجبت المملكة العربية السعودية بشدة حادث التفجير، ووصف بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي امس الحادث بانه «من الاعمال الاجرامية التى تستهدف الارواح البريئة وزعزعة الامن والاستقرار فى العراق وشق صف وحدة الشعب العراقي الشقيق واعاقة الجهود الدولية المبذولة من اجل اعادة اعمار العراق واستقراره».

وبعث الشيخ صباح الاحمد الصباح رئيس الوزراء الكويتي اول من امس ببرقية تعزية للعراقيين وعائلة الحكيم. وقالت وكالة الانباء الكويتية ان الشيخ صباح اعرب عن «حزنه العميق لاغتيال اية الله حكيم وعشرات الابرياء» وقدم «تعازيه الحارة لعائلات الضحايا والشعب العراقي الشقيق».

واستنكرت الحكومة الاردنية الجريمة، وقال نبيل الشريف وزير الاعلام الاردني «ان هذه الفعلة النكراء موجهة ضد مسيرة الأمن والاستقرار في العراق». وقال: ان هذه الافعال الاجرامية لا تخدم الاهداف التي يتطلع اليها الشعب العراقي وتدخل ضمن المساعي الرامية الى زعزعة استقرار وتماسك الشعب العراقي.

وقال المؤتمر العالمي للديانات والسلام الذي يشرف عليه الامير الحسن بن طلال ولي العهد الاردني السابق في رسالة نعي وجهها الى اسرة الفقيد «ان العراق يعيش في حالة مخاض متسارعة الايقاع، الا ان العدالة والانسانية ستبقى ضالتنا المنشودة، وتبقى المعركة دائرة بيننا وبين قوى الشر والطغيان».

وأدان كبار رجال الدين الشيعة في البحرين امس اغتيال رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق اية الله محمد باقر الحكيم واعلنوا اقامة مجلس عزاء اعتبارا من ليلة امس.

وقال بيان صدر امس عن حوزة السيد جواد الوداعي ومكتب الشيخ عيسى قاسم وحوزة الشيخ عبد الامير الجمري وحوزة السيد علوي الغريفي والمكتب العلمائي للشؤون الدينية، ان العالم الاسلامي «فجع بنبأ استشهاد السيد الحكيم». واضاف البيان «ندين ونستنكر هذه الجريمة البشعة التي اودت بحياة شخصية علمائية عملاقة ذات دور قيادي بارز في عراقنا الجريح.. عرف عنها الجهاد والنضال والاخلاص والنتاج الفكري الثري والتفاني في خدمة الدين والوطن طيلة عقود من الزمن».

وأعرب البيان عن الأمل بان يكون رحيل الحكيم «مدعاة لوحدة الشعب العراقي ولملمة صفوفه والوقوف في وجه اولئك الذين لا يريدون خيرا بالعراق واهله».

واستنكر رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني جريمة الاغتيال وقال ان «ان الهدف من وراء هذه الجريمة النكراء، هو ايقاع الفتنة بين المسلمين وضرب وحدة الشعب العراقي الشقيق».

واكد الامين العام لحزب الله اللبناني الشيعي السيد حسن نصر الله ان «استشهاد» الحكيم، «سيقوي عزم الشعب العراقي على انقاذ بلده المحتل من ايدي كل العتاة». واضاف «وستخيب آمال كل اولئك القتلة والمجرمين الخونة بفعل وحدة الشعب العراقي وصدقه ووعيه وعزمه على انقاذ بلده المظلوم والمحتل من ايدي كل العتاة والطواغيت».

وعبر الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا امس عن «صدمته» ازاء اعتداء النجف، معتبرا انه يظهر ان المسلمين «ايضا ضحايا الارهاب».

وقال سولانا في طهران خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايراني كمال خرازي ان هذا الاعتداء يظهر ايضا ضرورة التعاون على الصعيد الدولي لمكافحة الارهاب. وقال سولانا «اصبت بصدمة حين وردني خبر اغتيال الزعيم الديني محمد باقر الحكيم وآمل ان يحاكم الفاعلون». واضاف «هذا يظهر ان على كل دولة ان تتعاون مع الدول الاخرى لمكافحة الارهاب. لقد نسينا ان المسلمين ايضا ضحايا الارهاب».

واعلنت ايران الحداد لثلاثة ايام اثر مقتل رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق و81 شخصا اخر على الاقل في اعتداء بالسيارة المفخخة.

وحذرت منظمة العفو الدولية من خطر وقوع حرب اهلية في العراق ودعت التحالف الذي تقوده واشنطن لمنع اعمال الثار بعد الاعتداء.

وأدانت فرنسا عملية التفجير، ودعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى نقل الحكم الى العراقيين «من دون تأخير» وبرعاية الامم المتحدة معلنا ان المقاربة الامنية وحدها غير كافية لتوفير الاستقرار في العراق.

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى «وقف دوامة العنف» في العراق من خلال دور اكبر تلعبه الامم المتحدة، وذلك خلال تصريح صحافي في بورتو روتوندو بجزيرة سردينيا حيث استقبله رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلسكوني.