قوات الاحتلال تقتل كادرين من «كتائب القسام» في عملية اغتيال خامسة في غضون 10 أيام

السلطة تعتبر أن العملية تعرقل أي احتمال لإجراء محادثات مع إسرائيل و«حماس» تتوعد بالإنتقام

TT

اغتالت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس كادرين آخرين من كوادر عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس». واعتقلت مسؤولا سياسيا كبيرا في حركة «الجهاد الاسلامي» في جنين بتهمة التخطيط لعمليات تفجيرية.

ومجددا توعدت كتائب عز الدين القسام بالانتقام لمقتل كادريها العسكريين بينما استنكرت السلطة الفلسطينية الاعتداء الاسرائيلي وحملت واشنطن المسؤولية عن هذا التصعيد العسكري. واعتبرته عدوانا اسرائيليا جديدا هدفه تعطيل خطة «خريطة الطريق» وعرقلة عملية السلام. وقال وزير الإعلام الفلسطيني، نبيل عمرو، في تصريح لوكالة رويترز «إن عملية الاغتيال انهت احتمالا لإجراء محادثات جديدة مع إسرائيل» ودعا عمرو الولايات المتحدة للتدخل من أجل كسر دائرة العنف في المنطقة.

وتأتي هذه العملية بعد اقل من 48 ساعة على اغتيال حمدي حسن كلخ احد قواد كتائب القسام في منطقة المقابر بالحي النمساوي من مدينة خان يونس مساء يوم الخميس الماضي. وهي الخامسة منذ العملية التفجيرية في القدس الغربية في 19 اغسطس (آب) الجاري التي اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 21 اسرائيليا وجرح اكثر من مائة. وبذلك يصل الى 10 عدد الذين اغتالتهم اسرائيل من قادة وكوادر «حماس» في غضون الايام العشرة الماضية.

وكانت اسرائيل قررت بعد عملية القدس استئناف سياسة الاغتيال ووسعتها لتشمل قياديين سياسيين وبدأت باغتيال اسماعيل ابو شنب احد ابرز قادة حركة «حماس» السياسيين واكثرهم اعتدالا وذلك في 21 اغسطس واغتالت معه اثنين من مرافقيه وهما مؤمن بارود وهاني ابو العمرين. وفي 24 اغسطس تمكنت اسرائيل من اغتيال 4 من كوادر القسام هم احمد رشيد اشتيوي ووحيد حامد الهمص ومحمد كنعان ابو لبدة واحمد محمد ابو هلال في مدينة غزة. لكنها فشلت بعد يومين في اغتيال احمد مسعود في منطقة جباليا شمال قطاع غزة وقتلت مسنا وجرحت عددا آخر. وتعتبر اسرائيل احمد مسعود المسؤول عن تطوير مدى صواريخ القسام. يذكر ان اسرائيل اغتالت شقيقه تيتو مسعود في يونيو (حزيران) الماضي. وفي 28 اغسطس اغتالت اسرائيل حمدي حسن كلخ في منطقة المقابر بالحي النمساوي من مدينة خان يونس. واستخدمت اسرائيل في عملية الاغتيال هذه المرة التي استهدفت فريد ميط، 29 عاما، وعبد الله عقل، 34 عاما، وهما من سكان مخيم البريج للاجئين كما في المرات الاربع السابقة، طائرات هليكوبتر من طراز اباتشي الاميركية الصنع. ويعتقد بأن عقل كان المستهدف الرئيسي في هذه العملية.

واطلقت طائرات الاباتشي في هذه العملية التي اصيب فيها عدد من المدنيين، في حوالي الساعة الثالثة و 45 دقيقة من بعد ظهر امس حسب التوقيت المحلي، اربعة صواريخ على السيارة وهي من طراز «بيجو تندر» الفرنسية الصنع، التي كان ميط وعقل يستقلانها، على شارع صلاح الدين الذي يربط شمال غزة بوسطها وجنوبها، لدى اقترابها من مركز الشرطة مقابل مخيم النصيرات وسط القطاع. واصيبت السيارة اصابة مباشرة واشتعلت النيران فيها، الامر الذي ادى الى تفحم جثتيهما. وحسب مصادر فلسطينية فإن 3 طائرات اباتشي شاركت في الاعتداء اضافة الى طائرتين مقاتلتين من طراز «اف 16» كانتا تحلقان في الجو من اجل صرف الانظار. وقامت طائرات الأباتشي بإطلاق بالونات حرارية بعد ارتكاب جريمتها تحسبا لاطلاق النار عليها.

وكانت كتائب القسام قد ردت امس على عملية اجتياح القوات الاسرائيلية لمنطقة بيت حانون شمال القطاع وجرف البساتين والاراضي بإطلاق النار من أسلحة رشاشة متوسطة على قافلة عسكرية اسرائيلية كانت تسير على طريق كارني ـ نتساريم وذلك في الساعة الواحدة و45 دقيقة من بعد ظهر امس. وقالت كتائب القسام في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه ان مقاتليها أصابوا «الهدف بدقة، في ما اعترف الصهاينة بإصابة إحدى السيارات. وغادر مجاهدونا موقع العملية تحفظهم رعاية الرحمن». واعلنت كتائب عز الدين القسام في نفس البيان عن قصف مستوطنة كفار داروم بأربع قذائف هاون في الساعة 12 ظهرا.

الى ذلك واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على المدنيين الفلسطينيين لا سيما في مدينة الخليل. واصابت ما لا يقل عن 3 فلسطينيين في المدينة وهي تحاول فرض حظر التجول المستمر على البلدة القديمة ومحيطها المتواصل منذ 12 يوما، وخلال حملة المداهمات والتفتيش لمنازل المواطنين في مواقع مختلفة في المحافظة واعتقلت مواطنين من سكان بلدة دورا جنوب غربي الخليل.

وحسب مصادر طبية في مستشفى «عالية الحكومي» في الخليل، فقد أدخل إلى المستشفى صباح امس 3 فلسطينيين بعد اصابتهم برصاص قوات الاحتلال. وأوضحت هذه المصادر، أن نور الدين الشرباتي، 32 عاما، أدخل إلى قسم العمليات في المشفى إثر إصابته بعيارين في اليد والخاصرة، بينما اجريت عملية لاحد افراد عائلة زاهدة أصيب بعيار معدني في العين، كما تلقى الإسعاف مواطن آخر أصيب بعيار مطاطي.

وكانت تدابير قوات الاحتلال المتصلة بفرض حظر التجول، تواصلت امس في البلدة القديمة والأحياء المحيطة إلى جانب مركز المدينة ومنطقتي الصحة والمنارة، حيث استخدمت دوريات الجيش الإسرائيلي الراجلة والمحمولة الأعيرة المعدنية وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية شديدة الانفجار.

وواصلت قوات الاحتلال فرض التجول على مخيم بلاطة شرق نابلس كما واصلت حملة المداهمات وهدم جدران المنازل بحثا عن مطلوبين مزعومين.