الأمم المتحدة تعتزم خفض عدد موظفيها في العراق

TT

الامم المتحدة ـ أ.ب: قال مسؤولون من الامم المتحدة امس ان المنظمة الدولية ستخفض عدد موظفيها المعتمدين لدى العراق بنسبة 90 في المائة بعد الحادث الذي تعرض له مقرها في بغداد بالاضافة الى اعمال العنف المستمرة في البلاد، حيث يوجد في العراق حوالي 400 من اعضاء الامم المتحدة، بالاضافة الى 110 في بغداد.

وكان الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان قد أمر بمراجعة أمنية في العراق بعد تفجير 19 أغسطس (آب) الذي أدى الى مقتل اكثر من 24 شخصاً من بينهم سيرجو فييرا دي ميلو مندوب الامم المتحدة في العراق وجرح 164 اخرين.

وكانت نقابة موظفي الامم المتحدة قد طلبت من انان سحب كل العاملين من العراق الى حين استقرار الامن في البلاد. ويرجح بعض المسوؤلين ان خفض الموظفين سوف يؤثر على برنامج النفط مقابل الغذاء في العراق. وحسب بعض المسؤولين انه «ليس من الأكيد ان الامم المتحدة ستبقى في العراق». وهذا الجدل المحصور حتى الآن على مستوى كبار المسؤولين في الأمم المتحدة وبعض الدبلوماسيين سيتوسع الاسبوع المقبل بعد عودة منسق الشؤون الامنية للامم المتحدة تون ميات الى نيويورك من بغداد التي اوفده اليها انان. وقال مصدر من الامم المتحدة «اننا في داخل المنظمة، كلما سمعنا اخبار الوضع كلما فكرنا وتساءلنا حول الحكمة من ابقاء اشخاص هناك». واشار الى ان مسألة ابقاء او سحب موظفي المنظمة الدولية من العراق مطروحة على اعلى المستويات في مقر المنظمة في نيويورك، وذلك بعد عشرة ايام على الاعتداء الذي استهدف مقرها في بغداد. من جهة اخرى أحيا العاملون في مكتب الامم المتحدة ببغداد امس ذكرى زملائهم الذين قتلوا خلال هجوم قبل عشرة ايام. ووقف نحو 150 من العاملين الذين بدت عليهم ملامح الأسى في ركن من المبنى الذي دمر في الانفجار للاستماع الى خطب تأبين الضحايا. وقالت المتحدثة فيرونيك تافو «من المهم ان نفعل هذا هنا عند فندق القناة الذي كان يضم مقر الامم المتحدة في العراق». وكان هذا الحفل هو الاحدث في سلسلة من الجنازات وحفلات التأبين التي نظمت في كل أنحاء العالم للضحايا ومن بينهم دي ميلو. وقال راميرو لوبيز دا سيلفا القائم بأعمال رئيس بعثة الامم المتحدة «أود أن أؤكد لكم ولشعب العراق أن الامم المتحدة ما زالت تقوم بأنشطة في العراق بالتضامن الكامل مع شعب العراق في هذه اللحظة التي يحتاجون فيها لنا».

وكان هناك تسعة من القتلى من العراقيين كما أن أغلب الحاضرين في المراسم التي نظمت امس من العاملين المحليين. وينتمي باقي الضحايا الى البرازيل وبريطانيا وكندا ومصر وايران والاردن والفلبين واسبانيا والولايات المتحدة. وقال تيم هيلينج الذي يعمل في منظمة الصحة العالمية خلال المراسم «من الامور الطيبة ان تكون هناك فرصة لتذكر العاملين المحليين. لقد كانت هناك دعاية مكثفة لسيرجيو دي ميلو وهو بالطبع شيء جيد ولكن كان هناك ايضا الكثير من العاملين العاديين الذين قتلوا». ويباشر العاملون في الامم المتحدة حاليا مهامهم داخل خيام ومبان سابقة التجهيز قرب فندق القناة الى حين اعداد مبان جديدة وهو ما قد يستغرق شهرا.