القبض على مراهق أميركي طور نسخة ماكرة من دودة كومبيوترية خطيرة شلت نظم الكومبيوتر

TT

ألقى محققون في مكتب المباحث الفيدرالي الجمعة، القبض على مراهق في ولاية مينيسوتا بتهمة اطلاقه نسخة محسنة من دودة «بلاستر» الكومبيوترية التي عطلت شبكة الانترنت وشلت، بداية هذا الشهر، النظم الكومبيوترية حول العالم من ماريلاند الى السويد. وقبض على جيفري لي بارسون ، وهو طالب يبلغ من العمر 18 عاما، في منزل والديه في هوبكنز. ووجه مكتب المدعي العام الاميركي في سياتل له، تهمة الاضرار عمدا بآلاف الكومبيوترات التابعة لمؤسسة «ردموند»، وشركة «مايكروسوفت» في واشنطن، وشركات أخرى، وأفراد.

ووقف الفتى، الذي يبلغ طوله 6 اقدام واربع بوصات (1.9 متر تقريبا)، ووزنه 320 رطلا (145.1 كلغم)، والذي وصفه احد جيرانه بأنه فتى كفوء أكاديمياً، امام قاض في محكمة في سانت بول، من دون ان يدلي بأي دفوع ضد التهمة. ثم افرج عنه من دون كفالة وعاد الى منزله. وامتنع لايونيل نوريس محامي بارسون عن مناقشة القضية.

وحسب لائحة الادعاء، فان بارسون لم يقم بإخفاء آثاره، بل بدا وكأنه يتباهى باطلاقه الفيروس. ووفقا لنسخة من موقع بارسون الانترنتي، سجلتها بوابة «غوغل» الانترنتية، فان بارسون اعلن انه صنع الدودة التي سميت «بي 2 بي. تيكد. سي». التي انتشرت بين الافراد الذين يستفيدون من خدمات تحظى بالشعبية، يستخدمها ملايين من الناس الذين يتشاركون في ملفات الاغاني والفيديو والافلام السينمائية، مثل خدمات «كازآ» و«آي ميش». ووفقا للادعاء فان بارسون استخدم اسما وهميا على الانترنت هو «تيكد». ومع ذلك فان الموقع الانترنتي له لم يحتو على اي اشارة الى «بلاستر».

ويزعم الادعاء ان بارسون حسّن فيروس «بلاستر» الأصيل الموجود فعلا، الذي بدأ انتشاره في 11 اغسطس (آب) الجاري، ثم اطلق نسخته، وهي نسخة ماكرة تعرف في ما تعرف من الاسماء الاخرى، باسم «بلاستر بي». وافترض خبراء في أمن الكومبيوتر، الجمعة، ان بارسون ربما انزل من الانترنت الدودة الاصلية ثم طعّم برنامجها برموز اضافية. وأمر قاضي المحكمة الجمعة بأن يوضع بارسون قيد الإقامة الإجبارية في منزله، وان يمنع من الدخول الى الانترنت. ويواجه الفتى، ان ثبتت جريمته، حكما بالسجن 10 اعوام ودفع غرامة قدرها 250 ألف دولار.

وقال جون ماكاي المدعي العام في مؤتمر صحافي في سياتل، «بإلقاء القبض (على الفتى) فاننا نريد توجيه رسالة الى مجرمي الفضاء المعلوماتي، هنا وحول العالم، بأن وزارة العدل تعتبر هذه الجرائم خطيرة». واصدر توم ريدج وزير الأمن الداخلي بيانا ثمن فيه عاليا عملية القاء القبض على المتهم. وأضاف ماكاي ان مكتبه لا يزال يبحث عن واضع برنامج الدودة الكومبيوترية الاصلية «بلاستر».

ووفقا للادعاء، فان الآثار التي خلفها بارسون ظهرت ملامحها، فور عثور المحققين على عنوان الموقع الانترنتي www.t33kid.com، وهو مزروع داخل الدودة «بلاستر بي». واستدعى المحققون ممثلي شركة «كاليفورنيا ريجينال انترنت إنك» وهي صاحبة عنوان بروتوكول الانترنت المطابق لعنوان الموقع الانترنتي، بهدف تحديد هوية الشخص الذي سجل الموقع. وعثروا على اسم شخص يدعى برايان ديفيس من واتاوغا بولاية تكساس.

وأخبر ديفيس السلطات انه يشرف على استضافة موقع www.t33.kid.com، الا ان انشاء هذا الموقع والاشراف عليه يجري تحت إمرة مستخدم اسمه «تيكد». وقدم معلومات ارشدت السلطات الى موقع انترنتي آخر يشرف عليه نفس المستخدم المجهول انطلاقا من كومبيوتر منزلي. وبالاعتماد على قاعدة معلومات عمومية، تمكنت السلطات من الوصول الى منزل بارسون.

وبعد استصدارهم امرا قضائيا، فتش المحققون منزل بارسون في 19 اغسطس الجاري واحتجزوا سبعة كومبيوترات لفحصها جنائيا. واعترف بارسون للمحققين اثناء التفتيش بأنه حسّن دودة «بلاستر». وووصف كيرتس ماكاي، وهو جار بارسون، الفتى بانه «طالب عادي يهوى اللعب مع الكومبيوتر، انه فتى جيد، لم تحدث له اي مشاكل». وأضاف «بالتأكيد انه لا يريد ايذاء أحد».

وتستغل دودة «بلاستر» الكومبيوترية الاصلية عيبا في احد اجزاء نظام تشغيل وندوز لشركة «مايكروسوفت» الذي يستخدم في 90 في المائة من الكومبيوترات الشخصية حول العالم، وهو الجزء الذي يسمح بالتشارك في الملفات عبر الشبكات. وقد شل الفيروس السريع الكومبيوترات حول العالم، مما ادى الى تعطيل اعمال هيئة وسائط النقل في ماريلاند في 12 من الشهر الجاري. وقال المحققون ان نسخة بارسون المحسنة نشرت العدوى بين 7 آلاف كومبيوتر، أمرت جميعها بمهاجمة موقع شركة «مايكروسوفت» الانترنتي. وقال براد سميث مستشار «مايكروسوفت» العام، اثناء المؤتمر الصحافي في سياتل، ان نسخ «بلاستر» المتعددة، كلفت الشركة ملايين الدولارات، بينما قال ماكاي ان الاضرار التي نتجت عن دودة «بلاستر بي» كانت معتبرة، الا انه لم يتحدث بالتفصيل عنها.

و«بلاستر» واحد من الفيروسات التي عطلت الكومبيوترات المنزلية وكومبيوترات الشركات هذا الصيف، ونشرت المخاوف من احتمالات شل الفيروسات للنشاطات الاقتصادية التي اصبحت تعتمد على البريد الالكتروني والانترنت. وفي الاسبوع الماضي سابقت السلطات الاميركية والكندية الزمن، بهدف الحد من اضرار فيروس «سوبيغ اف» وهو واحد من الفيروسات في سلالة «سوبيغ» التي ظهر اولها في شهر يناير (كانون الثاني) من هذا العام.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»