مسؤولون استخباراتيون: القوات الأميركية في العراق اعتقلت ناشطاً من «القاعدة» بحوزته 11 صاروخاً والزرقاوي عاد إلى العراق

TT

كشف مسؤول اميركي ان القوات الاميركية في العراق القت القبض على رجل يعتقد انه من نشطاء تنظيم «القاعدة» وبحوزته 11 صاروخا، من طراز «ارض ـ جو»، مضيفاً انه تلقى تدريبات لدى مقاتلي «انصار الاسلام» حول كيفية استخدام الاسلحة ضد القوات الاميركية. وهذه هي المرة الاولى التي تلقي فيها القوات الاميركية على شخص يعتقد انه من شبكة اسامة بن لادن داخل العراق.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ان الرجل اعتقل في الرمادي (غرب بغداد) في 20 اغسطس (آب) الجاري، مع شخصين آخرين. ويعتقد ان احد الرجلين الآخرين او كليهما من جماعة «انصار الاسلام».

وقال مسؤولون استخباراتيون ان الرواية التي قدمها العضو المفترض في «القاعدة» خلال التحقيقات «قابلة للتصديق». لكنهم رفضوا الاشارة الى وضعه القيادي او ما اذا كان قد نفذ هجمات ضد القوات الاميركية او مواقع اخرى قبل القاء لقبض عليه.

ونفى مسؤول كبير في مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (اف. بي. آي) علمه بالقبض على هذا الشخص، لكنه قال ان القبض على «ارهابيين من القاعدة وبحوزتهم مثل هذه الاسلحة يبعث على القلق العميق». واضاف المسؤول الذي طلب هو الآخر عدم الكشف عن اسمه: «يا الهي. هذا يهمنا. مثل هذه النوعية من الاسلحة قادرة على الحاق اضرار كبيرة. اذا ارادوا اسقاط طائرة او اطلاقه على مبنى او مجمع او اي شيء من هذا القبيل، فسيلحقون ضررا كبيرا من ناحية الاصابات والوفيات».

وقال مسؤول المباحث الاميركية انه يبدو انها المرة الاولى التي يلقى فيها القبض على شخص مفترض من «القاعدة» وبحوزته صواريخ. وذكر المسؤول بحادثة اطلاق عناصر مفترضة من «القاعدة» العام الماضي صاروخين مماثلين على طائرة ركاب اسرائيلية اثناء مغادرتها مطار مومباسا بكينيا، الا انهما لم يصباها.

وقال مسؤول المباحث الاميركية: «الجميع يعتقد ان الارهابيين سيستخدمون مثل هذه الصواريخ ضد طائرات يصعب اصابتها. لكن هناك العديد من الاهداف الثابتة التي يسهل اصابتها بمثل هذه الصواريخ».

ومن جانبه، قال انتوني كوردزمان، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الاميركية والذي يعمل حالياً محللاً عسكرياً للشؤون العراقية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن: «الامر الذي يدهشني هو عدد الصواريخ التي عثر عليها. العثور على هذه الكمية من الصواريخ في البلد يعكس وجود مشكلة» امنية.

وكان المسؤولون الاميركيون في العراق قد ذكروا للصحافيين في الاونة الاخيرة ان جماعة «انصار الاسلام»، التي طردتها القوات الاميركية من قواعدها في شمال العراق خلال الحرب، اعادت تجميع قواتها وصارت تنشط في بغداد واماكن اخرى.

وقد كثفت المنظمة نشاطاتها في الآونة الاخيرة، حسبما افاد مسؤولون اميركيون اول من امس. وقال مسؤولون استخباريون اميركيون انهم نقلوا معلومات استخباراتية من مخبرين وتسجيلات تشير الى ان قيادي «القاعدة» ابو مصعب الزرقاي عاد الى العراق. وكانت مصادر دبلوماسية اكدت وجوده ضمن معتقلين آخرين من «القاعدة» في ايران.

ويعتقد المسؤولون الاميركيون ان الزرقاوي، وهو اردني الجنسية، متورط في عملية اغتيال الدبلوماسي الاميركي لورانس فولي في الاردن العام الماضي. وكان مسؤولون استخباراتيون اميركيون قالوا ان الزرقاوي كان ينشط خلال فترة حكم صدام حسين في بغداد واماكن اخرى في العراق، الا ان المسؤولين الاميركيين لم يعثروا على ادلة قاطعة بان حكومة صدام تعاونت مع «القاعدة».

ويشعر مكتب المباحث الاميركي بالقلق لوجود نشطاء من «القاعدة» في العراق، لا سيما اولئك الذين دخلوا البلاد في الاسابيع الاخيرة وربما يعدون لهجمات.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»