دبلوماسيون يتوقعون «معركة احتجاجية» تقودها روسيا والمكسيك ضد قرار متوقع بفرض منع التدخين في الأمم المتحدة

TT

تعود الصحافيون في الوقت الذي ينتظرون فيه انهاء جلسات مجلس الأمن الدولي المغلقة رؤية سفير روسيا لدى الأمم المتحدة سيرغي لافروف يغادر قاعة المجلس، لا ليدلي بتصريح للصحافيين ولا للدردشة معهم، وانما لتدخين سيجارة خارج القاعة التي منع فيها التدخين منذ عام 1995.

الامر ليس مقتصراً على السفير لافروف، لكن هذا الاخير هو الاكثر شهرة في هذه القضية واكثرهم تدخيناً. ويتوقع ان يثير قرار منع التدخين في مبنى الأمم المتحدة، الذي يعتزم الأمين العام كوفي انان اعلانه بداية هذا الاسبوع، عاصفة من الاحتجاجات وسط الدبلوماسيين.

ومبنى الأمم المتحدة الذي يقع في الجهة الشرقية من مدينة نيويورك وعلى الجادة الأولى بين شارعي 48 و42 بقي المعقل الوحيد الذي لم يمسه قانون حظر التدخين الذي بدأه عمدة نيويورك السابق رودولف جولياني وتشدد في تنفيذه وتوسيعه عمدة المدينة الحالي مايكل بلومبيرغ حيث حظر التدخين ليس فقط في الاماكن العامة وانما في جميع مطاعم وحانات نيويورك.

وفي أواخر التسعينات سعت الأمانة العامة للأمم المتحدة لحظر التدخين في مبنى السكرتارية. وقد نجحت نسبياً في تطبيق هذا الحظر، غير ان الأمانة العامة ظلت تفتقد الى السلطات المطلوبة لتنفيذ اجراءات الحظر. وكانت المفارقة ان موظفين كباراً، سواء في الطابق 38 حيث يوجد مكتب الامين العام كوفي انان او في الطوابق الاخرى، هم الذين خرقوا حظر منع التدخين.

وقبل الاعلان عن حظر التدخين في مبنى الأمم المتحدة، قامت الأمانة العامة بتعميم اعلان على موظفي السكرتارية يشعرهم بالبلاغ ويطالبهم بتنفيذ الحظر بصورة طوعية.

وترى مساعدة الناطق الرسمي باسم الأمين العام هوا غينانغ ان هذا القرار محاولة اخيرة من قبل الأمانة العامة لتنفيذ قانون حظر التدخين. وتقول غينانغ: «بسبب الاتفاق مع دولة البلد المضيف، نحن ملزمزن باتباع القوانين المحلية».

لكن الدبلوماسيين في الأمم المتحدة يجادلون بان الأمين العام، باعتباره أعلى موظف مدني في الأمانة العامة للأمم المتحدة، هو المخول باتخاذ أي قرارات بهذا الخصوص.

وقال مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» ان «سلطات الأمين العام تقتصر على مبنى السكرتارية ولا تشمل الجزء الآخر من المبنى حيث تقع قاعة الوفود وقاعات الاجتماعات الاخرى». واكد دبلوماسيون عديدون في المنظمة الدولية انهم لم يتسلموا أي تعميم من مكتب الأمين العام حول قانون حظر التدخين في المبنى.

وتوقع عدد من الدبلوماسيين نشوب «معركة» بينهم وبين الامانة العامة في حال تم تعميم قانون حظر التدخين والتوقف عن اعتباره خياراً طوعياً مثلما هو الحال الآن. وتوقعت المصادر ان تقود روسيا والمكسيك في اللجنة المالية التابعة للمنظمة الدولية حملة منع حظر التدخين في المبنى.

وقد جرت محاولتان في السابق لمنع التدخين في «مقهى فيينا» الذي انشأته الحكومة النمساوية في الطابق الارضي حيث تقع قاعات اجتماعات لجان الأمم المتحدة وقاعات اجتماعات المجموعات الاقليمية. وقبل سنتين جرت محاولة اخرى لمنع التدخين في قاعة اجتماعات اللجنة المالية لكن المشروع احبط بسرعة اثر اعتراض روسيا والمكسيك.

ولا تخفي مصادر الأمانة العامة صعوبة تنفيذ مثل هذا القانون، لأسباب عدة اهمها عدم امتلاك الأمانة العامة الوسائل الكفيلة لتنفيذ هذا القرار. وقال معلقون انهم لا يمكنهم تصور اجبار الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على مغادرة قاعة الوفود ليدخن سيجاره الكوبي.