كوريا الشمالية تقلل من أهمية المباحثات وواشنطن ترى «الطريق طويلا» لتسوية الأزمة

TT

سيول ـ طوكيو ـ وكالات الانباء: أعربت كوريا الشمالية أمس عن خيبة املها في المحادثات السداسية التي انتهت أول من أمس، وقالت ان المفاوضات حول تطلعاتها النووية «لم تعد ضرورية»، بينما ذكرت الولايات المتحدة انه يتوجب عمل الكثير لحل الأزمة مع بيونغ يانغ. وادلى المشاركون في الوفدين الكوري الشمالي والاميركي بتصريحاتهما عند مغادرتهما العاصمة الصينية بكين بعد انتهاء المباحثات دون احراز اي تقدم يذكر حول النزاع الذي بدأ قبل 11 شهرا.

إذ قال احد اعضاء الوفد الكوري الشمالي طلب عدم كشف عن هويته في مطار بكين الدولي «هذه المباحثات لم تعد ضرورية... وفي النهاية لم نعد نهتم او نتوقع شيئا» من المباحثات. ولم يتضح ما اذا كان المسؤول الذي قال انه يقوم بمقام المتحدث عن الوفد الكوري الشمالي، يشير الى المباحثات التي استمرت ثلاثة ايام في بكين او الى عملية اجراء مفاوضات سداسية بشكل عام. ورغم تصريحاته عن عدم جدوى العودة، رفض المتحدث الاجابة عن سؤال حول ما اذا كانت كوريا الشمالية ستشارك في جولة جديدة من الاجتماعات حول المسألة النووية. وتابع: «ليس لدينا أي بديل طالما ان الولايات المتحدة تريد تجريدنا من الاسلحة». ورأت كوريا الشمالية التي رفضت واشنطن توقيع معاهدة عدم اعتداء معها، ان المباحثات السداسية استخدمت لاجبارها على نزع أسلحتها، مؤكدة ان هذه المفاوضات «غير مجدية بل ضارة في كل جوانبها». وصرح متحدث باسم وزارة خارجية كوريا الشمالية انه «خلافا لتوقعاتنا تبين ان المباحثات ليست سوى جدل انحدر الى استعراض مسرحي لإجبارنا على نزع أسلحتنا». ونقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية عن المتحدث قوله «أصبحنا أكثر اقتناعا من قبل انه ليس امامنا من خيار سوى مواصلة تعزيز الردع النووي لدينا كاجراء للدفاع عن النفس لحماية سيادتنا».

وللعلم لم تؤد المباحثات الى نتيجة إلا ان الدول المشاركة فيها وهي كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا، اتفقت على ضرورة اجراء مزيد منها لحل الازمة المستمرة منذ 10 اشهر حول تطلعات بيونغ يانغ النووية.

من ناحية اخرى، كررت الصين دعوة جميع المشاركين في المباحثات الى مواصلة الجهود واللقاءات بهدف التوصل الى حل للأزمة عن طريق الحوار، كما جاء في بيان لوزارة الخارجية الصينية. فقد قال جيمس كيلي الموفد الاميركي الى المباحثات في تصريحات بثتها وكالة انباء الصين الجديدة «ما زال امامنا طريق طويل» لتسوية الازمة المرتبطة بالبرنامج النووي الكوري الشمالي. واضاف كيلي وهو مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون آسيا والمحيط الهادئ في اول تصريح رسمي مباشر يدلي به منذ وصوله الى بكين للمشاركة في المحادثات ان «مختلف الاطراف تعمل من اجل حل سلمي للمسألة».

وكانت واشنطن قد حذرت انها لن تذعن «للابتزاز» النووي واتهمت بيونغ يانغ بتعطيل المباحثات التي جرت بكين. واشارت وزارة الخارجية الاميركية الى ان بيونغ يانغ «أقرت صراحة» بأنها تمتلك السلاح النووي وهددت بانها ستجري تجربة نوويه وحذرت من انها تمتلك السبل للقيام بذلك.

الا ان المراقبين يقولون ان تصريحات بيونغ يانغ عادة ما يكون مبالغا فيها وربما لا تعكس نياتها الحقيقية. وقال ديفيد زويغ الخبير السياسي في جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا «الاميركيون معتادون على تبجح كوريا الشمالية ولن يبالغوا في رد فعلهم على تصريحاتها بأنها ستقوم بتجربة اسلحة نووية».