غرق غواصة نووية روسية في بحر الشمال

TT

اعترفت المصادر العسكرية الروسية بغرق الغواصة النووية «كي إيه 159» في بحر بارينتس (جزء من المحيط المتجمد الشمالي) أي في نفس البحر الذي سبق ان ابتلع الغواصة النووية الروسية «كورسك» في صيف عام 2000. وقالت المصادر ان سيرغي ايفانوف وزير الدفاع سارع بابلاغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يقوم حاليا بزيارة عمل الى ايطاليا بالحادث. ولعل هذا الاعلان السريع يعتبر ضمنا محاولة من جانب الاوساط الرسمية لتفادي التقصير الذي سبق ان اثار انتقاد الاوساط السياسية والاجتماعية لبوتين لتأخره في التحرك لدى الاعلان عن غرق الغواصة «كورسك» ومواصلته لقضاء اجازته على شاطئ البحر الاسود. الا ان المصادر الرسمية الروسية لم تشر بعد ـ حتى كتابة هذه السطور ـ الى اي رد فعل من جانب الرئيس الروسي الذي يواصل زيارته لايطاليا.

الجهاز الصحافي لوزارة الدفاع الروسية في اعلانه عن الحادث قال انه وقع في الرابعة فجر امس على مسافة ثلاثة اميال شمال غربي جزيرة كيلدين على عمق 170متراً تحت وقع قوة الامواج خلال عملية «قطرها» الى محطة الاصلاح في بلدة بوليارني.

وأشار نيكولاي ديريابين رئيس الجهاز الصحافي الى ان الغواصة كانت مؤمنة تماماً بعد اتخاذ قرار رفعها نهائياً من الخدمة عام 1989 بعد اربعين سنة من تاريخ انضمامها الى القوات البحرية.

أما فيكتور كرافتشينكو رئيس اركان القوات البحرية الروسية فذكر ان المفاعلين النوويين الموجودين على متن الغواصة «كي إيه 159» كانا خارج نطاق الخدمة بعد اغلاقهما عام 1989، وان اجهزة الانقاذ استطاعت انتشال جثتي اثنين من افراد الطاقم الذين كان عددهم عشرة افراد لم تكتب النجاة الا لواحد فقط منهم. وتتواصل الآن عمليات البحث عن جثث السبعة الباقين وان اشار كرافتشينكو الى ان الامل ضعيف جدا في العثور على احياء بين بقية افراد الطاقم بسبب برودة المياه التي لا يستطيع المرء البقاء فيها على قيد الحياة اكثر من 45 دقيقة الى جانب سوء الاحوال الجوية. وتتضارب الانباء حول مدى احتمالات العمل من اجل رفع الغواصة الغارقة، فبينما تقول بعض المصادر بضرورة انتشال الغواصة يقول الاميرال المتقاعد يوري سيناتسكي المسؤول السابق عن عمليات البحث والانقاذ في البحرية السوفياتية السابقة ان الغواصة كانت في طريقها الى التصفية النهائية بعد نزع سلاحها وتأمين مفاعيلها في الوقت الذي لا تتوفر لدى القوات البحرية الاموال او الوسائل التقنية اللازمة لرفعها.