الجنرال زيني يحذر إدارة بوش: نواجه مخاطر الفشل في العراق بسبب عدم وجود استراتيجية

TT

انتقد الجنرال الاميركي المتقاعد انتوني زيني سياسة ادارة الرئيس جورج بوش مع عراق ما بعد الحرب، معتبرا انها تفتقد الى استراتيجية متماسكة وخطة جادة وللموارد المطلوبة. وقال المبعوث الاميركي السابق الى منطقة الشرق الاوسط والذي لا تزال الخارجية الاميركية تستشيره حتى الآن: «ليست هناك اية خطة او آلية لجمع العناصر المشتتة»، ولذلك «فاننا معرضون لخطر الفشل».

وفي خطاب حماسي القاه امام مئات من ضباط مشاة البحرية (المارينز)، اعاد زيني الى الاذهان تورط الولايات المتحدة في حرب فيتنام خلال الستينات والسبعينات. واوضح جنرال البحرية المتقاعد الذي اصيب بجرح بالغ اثناء خدمته كضابط مشاة في تلك الحرب: «لقد تشكلت مشاعرنا وحساسياتنا، انا وزملائي، ونحن نخوض القتال في فيتنام، حيث استمعنا الى الترهات والاكاذيب وشهدنا باعيننا التضحيات». ثم تساءل قائلاً: «الآن أسالكم: هل نحن امام تكرار ما حدث؟».

واعتبر مراقبون ان ملاحظات زيني مثيرة لانه كان قد ايد الرئيس بوش خلال حملته الانتخابية عام 2000، والتي جاءت عقب تقاعد زيني من وظيفته الاساسية، وتحوله للخدمة كمستشار في وزارة الخارجية في مجال مكافحة الارهاب في اندونيسيا والفلبين.

وكان يشغل الموقع الذي تولاه فيما بعد جنرال الجيش تومي فرانكس، كقائد للقيادة الوسطى التابعة للجيش الاميركي، والتي تقع تحت مسؤولياتها العمليات العسكرية الاميركية في العراق وفي منطقة الشرق الاوسط.

وهذه ليست المرة الاولى التي يتبنى فيها الجنرال زيني موقفا معارضا لادارة بوش. فقد اعرب خلال الشتاء الماضي علنا عن تشاؤمه من قرار شن الحرب ضد العراق.

وللتأكيد على مدى تحول وجهات نظره منذ عام 2000، لمح زيني الى ان ادارة بوش تقوم حالياً بالحاق الضرر بالجيش الاميركي، بنفس الطريقة التي تحدث عنها بوش ونائب الرئيس ديك تشيني خلال الحملة الانتخابية، اثناء انتقادهما لادارة الرئيس السابق بيل كلينتون. وقال زيني: «لا يمكننا المضي قدما بتفكيك قواتنا المسلحة والقيام بأشياء كهذه التي نفعلها الآن».

وتساءل زيني ايضا حول قرار ادارة بوش الذي اتخذ في يناير (كانون الثاني) الماضي بمنح وزارة الدفاع (البنتاغون) الإشراف على جهود ما بعد الحرب في العراق، قائلا: «لماذا تكون وزارة الدفاع هي هيئتنا الحكومية المسؤولة عن اعادة بناء العراق؟ انه لامر لا معنى له».

كذلك انتقد زيني ادارة بوش لعدم اعدادها خططاً مبكرة ولعدم بذلها جهودا قصوى من اجل الحصول على قرار للامم المتحدة، لمح العديد من دول العالم الى انه شرط مسبق لمساهمتها في عمليات حفظ السلام في العراق. وقال الجنرال المتقاعد: «لقد قمنا بالتأكيد بتجاوز الامم المتحدة. لماذا؟. لا اعرف. وها نحن الآن نعود اليها وننشد دعمها».

وقد لقيت ملاحظات زيني، التي ادلى بها في آرلنغتون امام لقاء مشترك ضم المنتسبين الى «معهد البحرية الاميركية» و«جمعية مقاتلي المارينز»، وهما هيئتان تضمان ضباطا محترفين، ترحيبا حارا من الحضور الذي حيا زيني مطولا في نهاية اللقاء. وقد حمل بعض الضباط معهم اشرطة تسجيل للكلمة التي القاها زيني، كي يزودوا الآخرين بها.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»