وزارة الأمن الأميركية: «القاعدة» تخطط لتسميم المياه أو التخفي في ملابس نسائية لخطف طائرات

TT

حذرت وزارة الامن الداخلي الاميركية اول من امس من احتمال شن تنظيم «القاعدة» هجمات في الولايات المتحدة، مستخدمة طرقاً جديدة، مثل تسميم محطات تزويد المياه والغذاء او استخدام السيارات المتفجرة او التخفي في ملابس نسائية لتجنب عمليات التفتيش او خطف الطائرات في المكسيك او كندا ثم استخدامها في عمليات ضد الى اهداف اميركية.

لكن الوزارة لم ترفع درجة التأهب الأمني من «المرتفع» (الاصفر) الى «المرتفع جداً» (البرتقالي) لأن «المعلومات الاستخباراتية التي حصلنا عليها غير محددة بطريقة كافية»، حسبما افاد المتحدث باسم الوزارة غوردون جوندرو.

وقال مسؤولون في وزارة الامن الداخلي انهم يتجنبون تغيير مستوى التأهب الامني خشية تعود الاميركيين على التهديدات الارهابية. وكانت الحكومة قد رفعت، مطلع العام الحالي، درجة التأهب الى «المرتفع جداً» لمدة اربعة اشهر، إلا ان الكثير من المواطنين تجاهلوا الامر.

وحسب المسؤولين الاميركيين، فان الحكومة اصدرت تحذيراً اول من امس نتيجة عدة عوامل بينها: اقتراب الذكرى السنوية الثانية لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 والزيادة المقلقة في المعلومات الاستخباراتية التي تشير الى ان نشطاء «القاعدة» يراقبون العديد من الاهداف، والهجمات الاخيرة في السعودية واندونيسيا والعراق.

وكان المسؤولون في شركات الطيران قد اشاروا الى انه حتى قبل تحذير الاربعاء كانوا يتوقعون انخفاض عدد المسافرين يوم 11 سبتمبر الجاري كاجراء احترازي.

واوضح وزير الامن الداخلي توم ريدج، في مؤتمر عن طريق الفيديو مع حكام الولايات والمسؤولين عن الدفاع المدني، انه رغم عدم رفع الوزارة درجة التأهب، يتعين عليهم «فحص اجراءات الامن والحفاظ عليها»، حسبما ذكر جوندرو.

وجاء في بيان ارشادي ارسل الى السلطات المحلية وشركات الطيران والمؤسسات الصناعية الحساسة: «لا نزال نشعر بالقلق من استمرار جهود «القاعدة» للتخطيط لهجمات متعددة ضد الولايات المتحدة والمصالح الاميركية في الخارج. الا اننا، في هذا الوقت، لا نملك معلومات محددة على اهداف فردية او تواريخ لاي هجوم». واضاف البيان: «ربما ادت عمليات القبض في الاشهر الاخيرة على عدد من الاعضاء الرئيسيين للقاعدة حول العالم الى تأخير وربما تعطيل بعض الخطط. غير اننا ندرك ان النشطاء المطلقي السراح يعتبرون الهجمات على الولايات المتحدة ذات اولوية. ان الهدف الرئيسي لـ «القاعدة» هو تنفيذ عمليات متزامنة ضد المصالح الاميركية».

وفي الوقت نفسه، تشير الهجمات الاخيرة التي نفذت ضد اهداف «سهلة» خارج الولايات المتحدة ونسبت الى «القاعدة»، الى ان منفذيها قادرون على استهداف نفس الاهداف غير المحمية نسبيا داخل الولايات المتحدة، حسبما جاء في البيان الارشادي. من بين تلك الاهداف: مجمعات سكنية ومحطات وقود ومطاعم وشخصيات مهمة.

واعرب مسؤولون حكوميون عن قلقهم من ان التفجيرات الاخيرة خارج الولايات المتحدة تشير الى ان «القاعدة» بدأت سلسلة جديدة من الهجمات. ويركز المسؤولون على الهجمات الاخيرة في العراق استهداف (مقر الامم المتحدة والزعيم الشيعي باقر الحكيم) واندونيسيا استهداف (الفندق الاميركي ماريوت) والسعودية استهداف (مجمعات سكنية في الرياض).

واشارت وزارة الامن الداخلي الى انه في الوقت الذي لم تستخدم فيه «القاعدة» اسلحة كيماوية او بيولوجية او اشعاعية او نووية، فان الشبكة تسعى بشدة لتطوير مثل هذه الاسلحة.

ولكن التحذيرات الاهم للوزارة تركزت على شركات الطيران المدنية. واوضح البيان الارشادي «ان مجموعة متزايدة من المعلومات الاستخباراتية الموثوقة تشير الى استمرار «القاعدة» في تطوير خطط لهجمات متعددة ضد اهداف في الولايات المتحدة تتعلق بطائرات مدنية اميركية. وبعض هذه الخطة تهدف الى خطف طائرات ركاب تطير من القارة الاميركية او تعبر حولها، من دون ان يكون مقرراً لها الهبوط في المطارات الاميركية».

واضاف البيان ان نشطاء القاعدة «يدرسون الاوضاع في عدة دول لمعرفة اسهل اجراءات الدخول والحصول على تأشيرات وغيرها من الوثائق. وربما يؤدي تحديد تلك البلاد ذات الاجراءات الاقل تشددا، الى معرفة «القاعدة» لاية شركة طيران يسهل استخدامها والسيطرة عليها من اجل الارتطام باهداف في الولايات المتحدة».

جدير بالذكر ان الحكومة الاميركية اوقفت الشهر الماضي برنامج السماح للاجانب غير الحاصلين على تأشيرات اميركية استخدام المطارات الاميركية كـ «ترانزيت»، بسبب ورود معلومات استخباراتية تفيد بأن «القاعدة» تريد خطف طائرات تعبر الولايات المتحدة واستخدامها في هجمات انتحارية.

وفي الوقت ذاته، اشار مسؤول كبير في مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) الى وجود عدد قليل نسبيا من نشطاء «القاعدة» في الولايات المتحدة، وانهم يجمعون تبرعات ويجندون اعضاء ولا يشاركون في التخطيط لعمليات هجومية. وقال المسؤول: «ان اهتمامنا المستمر هو: ماهو الموجود في الولايات المتحدة الذي لا نعلم عنه شيئاً؟».

ويواصل عملاء مكتب المباحث الفيدرالي في جميع انحاء الولايات المتحدة مراقبة عدد لم يكشف عنه من المشتبه في علاقتهم بـ «القاعدة» الذين يعتقد انهم يشاركون في جمع التبرعات وتجنيد الناشطين لـ «القاعدة»، حسبما ذكر لاري ميفورد المدير العام المساعد لمكتب مكافحة الارهاب والتجسس. واوضح ميفورد ان السلطات الفيدرالية تجري عمليات مراقبة الكترونية او شخصية لمشتبه فيهم في محاولة لمعرفة المزيد عن نشاطاتهم واتصالاتهم. واضاف ميفورد في لقاء مع الصحافيين في مقر المكتب: «لدينا ادلة» على وجود لـ «القاعدة» في الولايات المتحدة.

واكد ميفورد ان التحقيقات مع نشطاء «القاعدة» ساعدت المحققين على تحديد «ارهابيين محتملين» داخل الولايات المتحدة وخارجها. لكنه اضاف انه لا توجد معلومات من المعتلقين ادت الى احباط خطط.

* خدمة «يو. اس. ايه. توداي» و«واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»