بينما استعد الاصوليون للذكرى الثانية لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 بتسريب اخبار عن بث شريط لزعيم «القاعدة» اسامة بن لادن عشية الذكرى الثانية للتفجيرات، تستعد اميركا لعرض 11 فيلما قصيرا تحمل اسم «11/ 9» وتتناول تأثير الهجمات على رؤى 11 مخرجا من دول مختلفة للحدث الذي هز العالم.
وفيما يدور الاصوليون في فراغات على الفضاء مليئة بحوارات ساخنة في المنتديات حول الشخصية التي ستظهر على يمين بن لادن، والتي يعتبرونها «مفاجأة الموسم»، كما في افلام الاثارة، ويتكهن بعضهم بانه ربما يكون الملا عمر زعيم طالبان الذي لم يظهر من قبل في شريط تلفزيوني، او خطاب «قائد المجاهدين العرب» في القوقاز الذي اعلن عن مقتله قبل عام، بعث منسق مؤسسة «سحاب» التي اصدرت من قبل وصايا الانتحاريين المتلفزة رسالة الى «الشرق الاوسط» اول من امس قال فيها ان الشخصية التي ستظهر على يمين بن لادن اسمه سلطان بن بدر «وهو العقل المدبر لجميع الغزوات المباركة التي حصلت في اميركا وكذلك الايدي الخفية التي تسببت بقطع الكهرباء عن اميركا ولندن»، على حد تعبيره.
أما على صعيد الافلام الجديدة التي ستبث في اميركا وخارجها فان طول كل منها 135 دقيقة ويتحدث عن تجربة انسانية تتعلق بصورة او اخرى بالهجمات.
وضمن الافلام المعروضة فيلم اميركي يتعرض لقصة مواطن باكستاني الاصل، اتهم بالانتماء الى «القاعدة»، فقد في تفجير برجي مركز التجارة العالمي، ويتم العثور عليه لاحقا بعد ان يكون قد شارك في انقاذ العديد من زملائه. وهناك فيلم لمخرج بريطاني يتحدث عن دعم المخابرات الاميركية للانقلاب الذي ادى الى الاطاحة بالرئيس التشيلي سلفادور الليندي عام 1973، وهو الامر الذي يتعارض فيما بعد مع السياسات الخارجية الاميركية، فيما يتحدث المخرج البوسني دانيس تانوفيتش عن مذبحة سريبرينتسا التي جرت في 11 يوليو (تموز) عام 1995.
ويتميز شريط المخرج الفرنسي كلود ليلوش بلمحة اكثر انسانية وهو يركز طوال الفيلم على ملامح البطلة، وهي امرأة مصابة باعاقة سمعية، تريد ان تتابع الهجمات على شاشة التلفزيون. ومن الافلام الاخرى فيلم المخرجة الايرانية الشابة سميرة مخملباف وهي تتحدث عن اطفال افغانستان الذين حرموا من مشاهدة التلفزيون في عهد طالبان بفتوى دينية من الملا عمر، وهم يتحدثون عن انهيار برجي مركز التجارة العالمي، بالرغم من انهم لم يروا في حياتهم ناطحة سحاب واحدة.
اما مخرجة بوركينا فاسو ادريسة اويدروغو فقد انهت فيلماً من سلسلة «الحياة تستمر» على هامش الحدث في الذكرى الثانية لـ11 سبتمبر، وفيه تتحدث عن اطفال بلادها الذين رأوا اكثر من مرة على قارعة الطريق بن لادن او اشباها له بعد ان فر من افغانستان، بفعل المطاردة والملاحقة الاميركية.