استمرار البحث عن نصف قتلى برجي نيويورك.. رغم مرور سنتين على الكارثة

TT

بعد مرور عامين على هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، لا يزال العمل في مشرحة مدينة نيويورك مستمرا لتحليل الموروثات البشرية لبعض الضحايا الذين لم يتم التعرف عليهم.

لا تزال عائلات بعض الضحايا تنتظر الحصول على قطعة جلد او جزء من عظم لمعرفة اشلاء ذويهم. انهم ينتظرون نتائج اكبر فحص جنائي في التاريخ، يتعلق بمحاولة التوفيق بين الحمض النووي لذويهم مع المواد الجينية التي تم استخلاصها من بقايا الجثث التي عثر عليها بعد الهجمات.

ومع اقتراب الذكرى السنوية الثالثة لهجمات سبتمبر، لم يعثر على آثار 45 في المائة من نحو 2800 شخص قتلوا في الهجوم على مركز التجارة العالمي. وهناك 1268 قتيلاً لم يمكن التعرف عليهم، و42 شخصا لا يزالون في عداد «المفقودين» بسبب عدم تقدم احد للحصول على شهادة وفاة لهم ولعدم العثور على اشلائهم.

وكان ضحايا الهجوم على برجي مركز التجارة قد سحقوا بفعل انهيار اكثر من ثلاثة مليارات طن من الحطام، الذي كان مثل «هجوم ضخم بالهاون عليهم»، على حد تعبير روبرت شالر مدير الفحص البيولوجي في المكتب الصحي لنيويورك.

وقد استعاد الباحثون 19893 قطعة بشرية بينها سن واحدة. وقد عثر على شخص واحد ممزقاً الى 200 قطعة.

وقد اعتاد شالر مراقبة الباحثين في منطقة «غراوند زيرو» حيث انهار البرجان. ويتذكر انه في احد الايام احضر الباحثون قطعاً صغيرة من عظام الاضلع. ويقول انه تساءل: «كيف تم العثور عليها»، وهي رمادية اللون مثل كل الاشياء التي حولها».

وقد عثر فقط على 300 جثة كاملة. وامكن التعرف على 12 جثة فقط بمجرد النظر اليها. ويشار الى ان اختبارات الحمض النووي هي المدخل المهم لتحديد هوية معظم الضحايا.

ولم يتمكن المكتب الصحي لنيويورك من التعرف حتى الآن على 62 في المائة من الاشلاء التي عثر عليها، بسبب انها محترقة او متحللة الى درجة يصعب استخلاص الحمض النووي منها.

وفي كل شهر يضيف تحليل الحمض النووي، عددا محدودا من الاسماء الى قائمة الموتى. ففي ابريل (نيسان) 2002 عندما تم التعرف على 126 جثة قال شالر انه يأمل التعرف على باقي الضحايا وعددهم 2000، اي 71 في المائة ممن قتلوا. ثم بدأت الارقام في الانخفاض، اذ تم التعرف على 93 شخصاً في اغسطس 2002 و14 في يناير (كانون الثاني) الماضي و9 في يوليو (تموز) الماضي. وفي الشهر الماضي تلقت اربع عائلات انباء عن العثور على ذويها.

وحتى الرقم النهائي لضحايا الهجوم على مركز التجارة، ليس مستقراً، بسبب تكرار الاسماء والتزوير والتقارير الخاطئة عن الاشخاص المفقودين. فقد تم احتساب عدد الضحايا في الذكرى السنوية الاولى للاعتداء بـ2801. وبعدها بعام اصبح الرقم 2792. ولا يزال الرقم غير مستقر.

ويقول المسؤولون في نيويورك انه من الممكن عدم معرفة الرقم الدقيق للقتلى، بسبب القتلى الذين لا يسأل عنهم ذووهم.

*خدمة «يو. اس. ايه. توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»