إسرائيل وبريطانيا وأستراليا تدرس تركيب أجهزة مضادة للصواريخ على طائراتها المدنية

TT

على الطيار المدني أن يتحول الى عسكري في هذه الأيام، ففي أستراليا اقترح رئيس وزرائها، جون هوارد، بأن تتزود الطائرات المدنية، ومنها التابعة بشكل خاص لشركة «كوانتاس» المعتبرة كبرى شركات الطيران المدني في أستراليا، بمضادات لأي صاروخ قد يستهدف الطائرة وركابها بعمل ارهابي. كذلك ذكرت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية أمس ان الطائرات المدنية الاسرائيلية ستتزود العام المقبل بأنظمة حماية ضد الصواريخ وذلك لهجوم بعد تعرض طائرة تابعة لشركة «أركيع» الاسرائيلية لهجوم فاشل بصاروخ سام بعد قليل من اقلاعها وعلى متنها 261 راكبا من مطار مدينة مومباسا في كينيا بأواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتستعد اسرائيل لتزويد 17 طائرة في البداية بالأنظمة المضادة للصواريخ، بعد الحصول على تمويل من وزارة النقل.

وتصنع اسرائيل أنظمة تسميها «فلايت غراند» يمكن تركيبها بسهولة على طائرات الركاب، وهي عبارة عن أجهزة خداع حرارية لتحويل مسار الصواريخ المعادية، كتلك الموجودة تماما على الطائرات المقاتلة، بحسب ما نقلته الصحيفة عن لسان اسرائيليين يصنعون تلك الأنظمة وسواها في اسرائيل، حيث تستخدمها الآن بعض الطائرات الخاصة التابعة لشركات أو رجال أعمال. وأمس في سيدني، كشف رئيس الوزراء الأسترالي هوارد، عن تفاصيل اقتراحه في مؤتمر صحافي محلي عقده في المدينة، وقال فيه إن الطائرة الأسترالية «معرضة لهجوم بصاروخ وهي في الجو، بعد أن بات ذلك أسهل على الارهابيين من خطفها، خصوصا بعد أن ضاق الخناق عليهم، لذلك فتزويد الطائرات بنظام دفاعي مضاد هو فكرة رائعة وضرورية ويجب اعتمادها بسرعة، فهي لا تكلف الكثير وتزيد الخناق أكثر على الارهابيين» وفق تعبيره.

وذكر ان شركة «كوانتاس» مستعدة لوضع صواريخ على طائراتها، «لذلك طلبت من الحكومة تسهيلات بأكثر من 700 مليون دولار أسترالي في حال اعتمدت تزويد طائراتها بالمضادات، ونحن على استعداد لتغطية هذه الكلفة التي يمكن تعويضها عبر رفع كلفة السفر المدني بنسبة لا تزعج أي مسافر» كما قال.

وشرح أن «كوانتاس» وحدها صرفت العام الماضي أكثر من 180 مليون دولار أسترالي، أي تقريبا 110 ملايين دولار أميركي، على الاحتياطات الأمنية. وأعاد الذاكرة الى عملية اطلاق صاروخي سام ـ 7 روسي الصنع على الطائرة الاسرائيلية في نوفمبر الماضي، وقال: «لا نستطيع أن نتصور مدى حجم كارثة من هذا النوع فيما لو فعلها أحدهم واستهدف طائرة أسترالية بصاروخ أو سواه.. علينا أن نتصرف بسرعة قبل فوات الأوان، لا أن ننتظر غيرنا ليتخذ احتياطات ثم نقوم بتقليده» معلقا بذلك على ما قاله المتحدث باسم وزارة النقل والطيران المدني في أستراليا، حين ذكر أن الأميركيين «قلقون على سلامة الأجواء في العالم كله، فلنتبع الخطوات التي سيقومون بها في مجال الأمن الجوي، ومن بعدها نمشي معهم ونفعل ما يفعلون» وفق ما ذكره جون أندرسون.

وقال أندرسون إن الطائرات الأسترالية ليست هدفا كبيرا للارهابيين في رحلاتها المعتادة داخل أستراليا بالذات «الا اذا كانت تحلق في أجواء كالشرق الأوسط وباكستان وتايلند مثلا، لأنها قد تواجه في تلك الدول بعض الأخطار من مجموعات ارهابية، وهذه مشكلة يمكن حلها بالروية والهدوء، لا بالعجلة المكلفة لمئات الملايين من الدولارات».

وما زالت وزارة الدفاع الأسترالية ناشطة في مشروع قديم لها، يقضي بتطوير قذيفة يسمونها هناك «مورلن» وهي صغيرة ومضادة للصواريخ، ويمكن وضعها على الطائرات والمراكب والسفن والعربات البرية الجوالة في الحروب، وهي ليزرية وتنشط بأمر تتلقاه من شبكة أرضية للرصد، مرتبطة بدورها بقمر صناعي يحدد مسار القذيفة الصاروخية الارهابية ويرسل المعلومات عنها الى المركز الأرضي، الذي يطلق اشارة لقذيفة «مورلن» فتنطلق لتعطيل مسار الصاروخ المهاجم بحيث ينحرف تابعا حرارتها، أي كالقذيفة الصاروخية «رافييل» وهي من صنع اسرائيل، واشترت منها وزارة البحرية الأسترالية وحدات مع توابعها، من أجهزة رصد مبكر وسواها، وتستخدمها الآن في عدد من السفن البحرية «وهي من الأفضل لاستخدامها كمضادات على متن الطائرات» كما قال هوارد.

وفي لندن عبر أمس مسؤول في الخطوط الجوية البريطانية «بريتيش إيرويز» عن المخاوف من هجمات صاروخية محتملة على الطائرات، ودعا الى تزويدها بأنظمة مضادة، وتعزيز أنظمة الحماية حول المطارات لاحباط أي هجوم محتمل بالصواريخ.

وقال جيوف وان، المسؤول عن الأمن في «بريتيش إيرويز» إن الشركة كانت قد سألت صانعين للطائرات في أوروبا والولايات المتحدة، كبوينغ وايرباص، للبحث عن طرق تكفل تحويلهم التكنولوجيا العسكرية «بما يؤدي الى استخدامها على الطائرات المدنية» في اشارة منه الى اعتماد الصواريخ المضادة للصواريخ، أو أجهزة حماية أخرى، بحيث تحمي طائرات الركاب نفسها بنفسها.