أميركا تصعد ضغوطها لإدانة برنامج إيران النووي وتحث وكالة الطاقة على مناقشته «عن كثب»

TT

واشنطن ـ فيينا ـ وكالات الأنباء: تنامي قلق الادارة الاميركية حيال برنامج ايران النووي حملها على مطالبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في فيينا، باتخاذ «تدابير مناسبة» ازاء هذا البرنامج. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر، قد أعلن أول من أمس، ان اجتماع الوكالة الدولية المقرر في فيينا بعد غد، «يتعين عليه ان يبحث الوضع في ايران عن كثب».

وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين «تحدثنا مع الحكومات الاخرى عن الاجتماع. نحن بالتأكيد نعتقد ان مجلس المديرين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية يحتاج الى فحص الوضع في ايران عن كثب وانها تحتاج الى اتخاذ اجراء مناسب».

واذا ما وجد مجلس مديري الوكالة ايران غير متجاوبة فسيكون عليه ان يبلغ مجلس الامن الدولي بذلك. الا ان مصادر دبلوماسية ذكرت ان الولايات المتحدة لا تحاول اخراج قضية ايران من ايدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكن تكثيف الضغط على طهران من خلال الحصول على ادانة مجلس الامن الدولي «لعدم اذعانها» المزعوم.

وفي فيينا ذكر دبلوماسيون أول من أمس ان واشنطن اعدت مسودة قرار يتهم ايران بخرق التزاماتها النووية تجاه الامم المتحدة وذلك قبل الاجتماع المهم لمجلس مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة، مطلع الاسبوع المقبل.

وقال دبلوماسي على دراية بمسودة القرار ان واشنطن اعطت المسودة الى بعض الدول الخمس والثلاثين الاعضاء في مجلس مديري الوكالة لمعرفة هل ستحظى بفرصة في الموافقة عليها.

وقال دبلوماسي لوكالة «رويترز» ان«القرار يقول ان ايران مذنبة بعدم الاذعان ويجب ان تذهب الى مجلس الامن».

وسيبدأ اجتماع مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاثنين المقبل، بمناقشة تقارير الوكالة بشأن عمليات التفتيش النووي في ايران في وقت تتمسك فيه واشنطن بما تقول انه «تقصير ايران المتكرر» في الاذعان لالتزامها بأن تخبر الوكالة بصدق عن نشاطاتها النووية وهو الاتهام الذي يدعمه تقريران من الوكالة عن عمليات التفتيش في ايران هي مبررات واضحة للحكم بعدم الاذعان.

وقال دبلوماسي مطلع على الموقف الاميركي لوكالة «رويترز» ان «الولايات المتحدة تعتقد ان تقريري الوكالة يقدمان دليلا واقعيا كافيا لتأييد الحكم بعدم الاذعان».

وتتهم الولايات المتحدة ايران بتطوير اسلحة نووية سريا فيما تنفي ايران التهمة بشدة.

في طهران يقول دبلوماسيون وبعض المسؤولين الايرانيين ان ضغوط الولايات المتحدة والضغوط المتزايدة من الاتحاد الاوروبي قد تمثل زادا يتغذى عليه المتشددون الايرانيون الذين لا يريدون الامتثال للطلبات الخارجية، فيما يقول دبلوماسيون في فيينا ان صعوبة كبيرة ستعترض واشنطن في الحصول على موافقة مجلس مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مسودة القرار الاميركي مع الاخذ في الاعتبار ان لايران حلفاء اكثر في مجلس مديري الوكالة عن الولايات المتحدة. وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، قد حث ايران، الثلاثاء الماضي، على الموافقة على البروتوكول الاضافي بأسرع وقت واعتماد الشفافية لتبديد المخاوف الدولية حول برنامجها النووي.

وقال نائب الرئيس الايراني محمد علي ابطحي الاربعاء الماضي ان بلاده لم تقرر بعد بشأن القبول بزيارات مفاجئة للمفتشين.