مقتل قائد كتائب القسام وضابط إسرائيلي وجرح 4 آخرين في اشتباكات في نابلس

قوات الاحتلال تنسف مبنى من 7 طوابق كان يختبئ فيه المقاومون وتشرد 28 أسرة

TT

قتل ضابط صف اسرائيلي وجرح اربعة اخرين احدهم في حالة خطرة وذلك في اشتباكات مسلحة استمرت بضع ساعات خلال عملية لاعتقال قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في مدينة نابلس فجر امس. وحسب المصادر العسكرية الاسرائيلية فان الضابط القتيل هو رعنان كوميني (23 عاما) عضو وحدة الكوماندوز البحرية ليكون القتيل رقم 10 الذي تفقده هذه الوحدة خلال فترة ليست بالطويلة.

وقتل في العملية التي استخدمت فيها قوات الاحتلال الدبابات والصواريخ وطائرات الهليكوبتر ايضا، قائد القسام المهندس محمد عبد الرحيم الحنبلي (27 عاما). وقامت قوات الاحتلال في الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح امس بهدم المبنى الذي كان يختفي فيها الحنبلي في حي المخفية وسط المدينة، ويحمل اسم بناية المصري المكونة من 7 طوابق، وتضم 28 شقة سكنية بعد اخلاء قاطنيها وتشريدهم.

واثار مقتل كوميني امس وكذلك ضابط الصف غبريال ازولاي (20 عاما) خلال عملية مداهمة نفذها الجيش الاسرائيلي في الحارة الشرقية في جنين، قلق قائد جيش الاحتلال في الضفة الغربية الجنرال غادي اشنكوت. ويشعر الجنرال اشنكوت بان هذه الاشتبكات ومقتل الجنود تثبت ارتفاع مستوى الاداء القتالي لدى المقاومين الفلسطينيين.

في غضون ذلك قصفت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في قطاع غزة مستوطنة كفار داروم وسط قطاع غزة بأربعة صواريخ من طراز «ناصر 2». وقالت الالوية في بيان لها انه «في سياق الرد على سلسلة جرائم الاغتيال التي يقوم بها العدو الصهيوني المجرم قامت مجموعة الشهيد بهاء الدين أبو السعيد بإطلاق أربعة صواريخ من طراز ناصر في اتجاه مغتصبة كفار داروم وذلك في تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء (اول من) أمس». واضاف البيان «واعترف العدو بالعملية من دون تحديد الخسائر». وتعهدت لجان المقاومة بالاستمرار في المقاومة والجهاد «حتى يرحل آخر صهيوني عن أرضنا».

من جانبها دمرت قوات الاحتلال في مدينة رفح قطاع غزة منزلا من طابقين تعود ملكيته لعمر بريكة، كما دمرت جزئيا الصالة الوحيدة للافراح في منطقة تل السلطان في المدينة خلال عملية توغل فجر امس. وقالت مصادر امنية فلسطينية ان عدة دبابات ترافقها جرافة وآليات عسكرية توغلت في منطقة تل السلطان المحاذية للشريط الحدودي مع مصر «وسط اطلاق كثيف للنيران وقامت باعمال التخريب والتدمير» قبل ان تنسحب بعد ساعات. واوضحت المصادر ان الجنود الاسرائيليين «جرفوا عشرات الدونمات المزروعة واقتلعوا مائة شجرة زيتون على الاقل كما دمروا سبعة دفيئات زراعية».

وأصيب عشرة فلسطينيين بجروح خلال هجوم شنته قوات الاحتلال على مبنى سكني في خان يونس جنوب القطاع زعمت بانه استهدف اعتقال فلسطيني تتهمه بالتخطيط لهجوم على مستوطنة. ونقل المركز الفلسطيني للاعلام المقرب من حماس عن شهود عيان قولهم إن الجنود الاسرائيليين أطلقوا الغازات المسيلة للدموع على مواطنين فلسطينيين كانوا في موقع الهجوم، في حين سارعت سيارات الإسعاف إلى إخلاء الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات.

وكانت الاشتباكات في نابلس التي ادت الى مقتل الضابط الاسرائيلي وقائد عز الدين القسام في المنطقة قد بدأت عندما قامت قوة تابعة لفرقة الكوماندوز البحرية بتطويق بناية المصري في حي المخفية القريب من حي رفيدا قرب جامعة النجاح الوطنية شمال غرب نابلس، بهدف اعتقال محمد الحنبلي الذي تتهمه بالوقوف وراء مقتل العشرات من الاسرائيليين.

ووصلت هذه القوة التابعة لوحدة النخبة «شايتيت 13» وقوامها مئات الجنود تعززها الاليات وطائرات الهليكوبتر، الى الحي في حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليلة الماضية، وأمرت عبر مكبرات الصوت سكان المبنى بالخروج من منازلهم، خلال عشر دقائق وراح السكان الذين كانوا يغطون في نوم عميق في حينها، يتراكضون بحثا عن مأمن. بعدها اقتحمت قوات الكوماندوز تتقدمها الكلاب البوليسية المبنى طابقا طابقا. وكان الفدائيون مستعدين لذلك، اذ كمنوا للقوة الغازية في المصاعد وليس الغرف، في الطابق الرابع وفاجأوا الجنود باطلاق النار والقاء القنابل والعبوات الناسفة عليهم. واستمر تبادل اطلاق النار الذي استخدمت فيه قوات الاحتلال الصواريخ لحوالي 6 ساعات، قتل خلالها ضابط الصف والحنبلي وأصيب 4 جنود اخرين، جراح احدهم بليغة. وفي وقت لاحق استدعت قوات الاحتلال الدكتور عبد الرحيم الحنبلي والد محمد الحنبلي من أجل تشخيص جثته إلا أنه لم يتمكن من القيام بالمهمة بسبب التشوه في الجثة جراء تعرضه للقصف الصاروخي المباشر.

وبعد العملية قام الجيش بنسف المبنى بالمتفجرات وتدميره بالكامل مما الحق اضرارا بعدد من البنايات المجاورة في ما اشتعلت النيران في بناية قريبة، وهرعت إلى المكان سيارات الإسعاف والطواقم الطبية وطواقم الإطفاء تحسبا لأي طارئ. وتعالت صيحات التكبير من حناجر السكان والجيران الغاضبين الذين لاحقوا ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة أثناء انسحابها.

وزعم الجنرال اشنكوت، ان الهدف من العملية كان اعتقال الحنبلي وشل حركته. وقال الجنرال اشنكوت الحنبلي الذي وصفه بقائد كتائب القسام في الضفة الغربية انه «مسؤول عن مقتل 26 اسرائيليا». وادعى ايضا ان الحنبلي كان يعد لتنفيذ عملية خطيرة، مشيرا الى وجود «تعبئة كبيرة بين اعضاء حماس» لتنفيذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية.

وعلى صعيد اخر نظمت حركة حماس مسيرة جماهيرية حاشدة بعد صلاة جمعة امس متوعدة بقرب الرد المزلزل على عمليات الاغتيال التي تواصلها قوات الاحتلال والتي اسفرت عن تصفية ما لا يقل عن 12 من كتائب القسام اضافة الى احد ابرز قادتها السياسيين المهندس اسماعيل ابو شنب. وانطلقت المظاهرة التي شارك فيها اكثر من 3 الاف شخص بعد صلاة الجمعة من مسجد الخلفاء الراشدين في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع، واعرب المتظاهرون عن رفضهم الانجرار إلى مستنقع الهدنة في الوقت الذي يمارس فيه العدو كل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وقواه الطليعية. وتجاوب نزار ريان الذي القى كلمة الحركة مع مطالبة المتظاهرين بالانتقام فقال ان «رد كتائب القسام المزلزل الانتقامي قادم في الطريق»، وشدد على انه «لا مجال للحديث عن هدنة او مفاوضات».

وانتقد ريان الخلافات بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزرائه محمود عباس (ابو مازن) قائلا «اننا نعجب ان ينشغل البعض في امور غريبة في ما المسجد الاقصى ما زال تحت الاحتلال». واكد ريان انه «لا يمكن لاغلاق حسابات المجاهدين من قبل الاجهزة الامنية ان يؤدي الى وقف ثورة شعبنا».

وتوقفت المظاهرة امام منزل تيتو مسعود الذي اغتالته اسرائيل بقصف سيارته بالصواريخ في يونيو (حزيران) الماضي، بينما يرقد شقيقه خالد في مستشفى الشفاء بغزة في حالة موت سريري اثر قصف سيارته بالصواريخ في منطقة جباليا قبل حوالي الاسبوعين، اما الشقيق الثالث نهرو فهو مطارد من قبل اسرائيل. وردد المتظاهرون شعارات منها «يا تيتو يا شهيد الرد القادم في تل ابيب».