الحملة الانتخابية حالت دون ممارسة الوزيرة المغربية ياسمينة بادو للرياضة ووجباتها الغذائية تقتصر على «السندويتشات»

TT

همس شاب يرتدي قميصا أبيض طبع عليه«الميزان» الرمز الانتخابي لحزب الاستقلال المغربي، وشعار «الثقة في المستقبل» في اذن زميل له قائلا «الأستاذة وصلت». قبل وصول «الاستاذة» كان فرع حزب الاستقلال في الدار البيضاء ــ آنفا الكائن في شارع بوركون غاصا بمناضلي الحزب. الكل هنا ينادي ياسمينة بادو، وزيرة الأسرة والتضامن والعمل الاجتماعي، بلقب «الأستاذة».

غالبية المواطنين من النساء المسنات نسبيا، بعضهن تبدو عليهن علامات الاعاقة، كن يحملن ملفات ويرغبن في مقابلة «الأستاذة».

في المكتب القريب كانت مجموعة من شبيبة الحزب يستعدون لجولة جديدة في أزقة الدائرة التي ترشحت فيها الوزيرة بادو ضمن لائحة حزب «الاستقلال».

وضعت اللمسات الاخيرة، وخاطبت ياسمينة فريق عملها قائلة: «اليوم تأخرنا عن حملتنا». هذا اليوم الخامس من الحملة الانتخابية. تحركت «الأستاذة» متقدمة الركب ووقف الى جنبها أعضاء اللائحة الانتخابية ويوجد في مقدمتهم أستاذ جامعي وطبيب ومهندس معماري وطالب وخياطة ورئيسة لجمعية المعاقين.

وقالت الوزيرة بادو «لقد اخترت برنامجا مخالفا لباقي المرشحين في حملتي الانتخابية، اساسه الاتصال المباشر مع المواطنين في احيائهم، هذه الليلة سأعقد ثلاثة لقاءات».

كان اللقاء الأول مع نساء الحي عقد في منزل احدى العائلات المساندة لحزب الاستقلال. وجهت «الأستاذة» التحية للحاضرات، وغالبيتهن من النساء المسنات كن يغطين شعرهن. تحدثت بادو بلغة اقرب الى الدارجة حتى تتواصل معهن، بدأت بضرورة هذه الانتخابات وشددت على «سياسة القرب» وان يظل المرشح على اطلاع بالمشاكل اليومية للمواطنين. ثم قدمت الخطوط العريضة لبرنامجها مؤكدة انها تلتزم ان تطبق نسبة مئوية كبيرة منه، ولم تنس التركيز على المرأة ومشاكلها ومشاكل المسنين والمعاقين، مؤكدة التزامها من خلال مشاريع واضحة على ايجاد الحلول لبعض هذه المشاكل.

«الأستاذة» حذرة في تكهناتها بنتائج الانتخابات، وعن اختيارها بدء حملتها الانتخابية بعقد اجتماع مع النساء، اوضحت ان الامر يتطلب العمل، وانها لا تفكر الا في ان تقوم بحملة واسعة وان تتصل بغالبية مواطني دائرتها.

الاجتماع الثاني عقد في حي آخر، وخلال المسافة الرابطة بين الحيين ارتفعت شعارات تجمع بين تلك التي يرددها الطلبة اليساريون وتلك التي يرفعها الطلبة الاصوليون في مسيراتهم، بالاضافة الى شعارات الحزب.

كان الاجتماع الاخير في هذه الأمسية مع الرجال، غالبية الحاضرين كانوا من الشباب، فاق العدد 50 شخصا، كان خطاب «الأستاذة» مختلفا هذه المرة قدمت برنامج الحزب الخاص بفئة الشباب وركزت على اعداد ملاعب لكرة القدم والنظافة والبيئة وتشجيع الاستثمار لخلق مناصب الشغل.

في الساعة العاشرة ليلا انهت «الأستاذة» حملتها الطويلة، التي كانت تسرق بعض اللحظات فيها لتجيب عن الرسائل القصيرة التي تتوصل بها عبر هاتفها النقال، «انها رسائل من زوجي، نظل على اتصال دائم، يبعث لي رسالة كل 15 دقيقة تقريبا للاطمئنان علي، زوجي يدعمني بشكل كبير، وهذا يساعدني كثيرا، كل قرار اقدم عليه لا بد ان استشيره، وأنا معجبة به كثيرا، لذلك فرأيه مهم بالنسبة لي».

وتعترف الوزيرة بادو بأنها مقصرة في حق عائلتها خاصة ابنتيها «كنت اخصص لهم نهاية الاسبوع، ومع بداية الحملة الانتخابية لم أعد استطيع القيام بذلك، وعائلتي تقدر ذلك، وتتكفل أمي الآن بالصغيرة».

وتكتفي الوزيرة بادو خلال الحملة الانتخابية في ما يخص طعامها بتناول «سندويتش»، وتعود الى المنزل في ساعات متأخرة من الليل وبمناسبة انغماسها في الحملة توقفت «الاستاذة» عن ممارسة الرياضة.

بادو لا تفكر في السباق نحو نيل منصب «عمدة الدار البيضاء»، هذه مسألة تأتي بعد مرحلة الانتخابات، وسيقررالحزب بشأنها.