واشنطن لا تسعى لـ«خنق» بيونغ يانغ لكن قيامها بتجربة نووية «مثير للقلق»

كارتر يندد بموقف ادارة الرئيس بوش التي صنفت كوريا الشمالية على انها جزء من «محور الشر»

TT

واشنطن ـ سيدني ـ وكالات الأنباء: وجهت الولايات المتحدة تحذيرا لكوريا الشمالية من عواقب اقدامها على تنفيذ تهديدها باجراء تجربة نووية. وقال مسؤول اميركي كبير طالبا حجب هويته: «التهديدات التي وجهتها كوريا الشمالية باجراء تجربة نووية او بإظهار قدرتها على ذلك مثيرة للقلق. وآمل ان تدرك بيونغ يانغ ان الاعمال الاستفزازية يمكن ان تؤدي الى عواقب سلبية في مناخ المباحثات على الأقل».

واوضح ان مثل هذا العمل من قبل بيونغ يانغ «سيوجه ضربة خطيرة للآمال في ايجاد تسوية تفاوضية»، لكنه لم يذهب الى حد القول ان الولايات المتحدة ستنسحب من المفاوضات السداسية الحالية. واعرب ايضا عن خيبة امله لموقف كوريا الشمالية «العدواني والمثير للحيرة في المباحثات» رغم ان الولايات المتحدة قالت صراحة انها لا تنوي «خنق» بيونغ يانغ لأنها تريد تسوية تفاوضية للازمة.

واشار المسؤول ايضا الى ان الولايات المتحدة لا تتوقع ان تلتزم بيونغ يانغ بجميع المطالب قبل ان تقدم تنازلات من جانبها، الا ان واشنطن لم تقرر بعد الحد الادنى للاجراءات التي تثبت ان كوريا الشمالية تخلت عن برنامجها النووي.

من جهة اخرى علم ان الولايات المتحدة واستراليا واليابان وفرنسا ستجري اول مناورات بحرية من نوعها ترمي الى اعتراض السفن التي يشتبه في حملها اسلحة دمار شامل خلال الفترة من 12 الى 14 من الشهر الحالي في بحر كورال. وعلى الرغم من ان هذه المبادرة غير موجهة لكوريا الشمالية بالتحديد فلا احد يشك في ان هدفها هو بيونغ يانغ التي تتهمها واشنطن ودول اخرى بتهريب مخدرات واموال مزيفة وصواريخ. وقال ناطق بلسان وزارة الخارجية الاسترالي امس: «ستكون اول مناورات اعتراضية من نوعها وستقودها استراليا، ستكون سلسلة من المناورات البحرية والجوية والبرية للتدريب على الاعتراض». واضاف قوله ان قوات دفاعية من الولايات المتحدة واستراليا وفرنسا ستشارك في مناورات «حارس المحيط الهادي» في حين ستقدم اليابان افرادا من خفر السواحل.

وطرحت الولايات المتحدة مبادرة لنشر الامن في مايو (ايار) مع توقيع 11 دولة على المبادرة التي ستتضمن اعتراض السفن والطائرات التي يشتبه في حملها اسلحة دمار شامل. والدول السبع الاخرى في المبادرة هي بريطانيا والمانيا وايطاليا وهولندا وبولندا والبرتغال واسبانيا. وسترسل بعض هذه الدول مراقبين الى مناورات بحر كورال.

وستكون مناورات «حارس المحيط الهادي» الاولى من بين عشر مناورات مزمعة خلال الاشهر المقبلة. وقد اثارت قلقا في الصين وبين الخبراء القانونيين بشأن احتمال ان تكون «غير قانونية». لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسترالية قال ان اي اعتراض في اعالي البحار «سيتم في اطار القانون الدولي والمحلي».

وفي حادث بارز وقع في ديسمبر (كانون الاول) الماضي اعترضت اسبانيا سفينة كورية شمالية في بحر العرب تحمل صواريخ «سكود» الى اليمن وسلمت السفينة الى الولايات المتحدة. وسمحت واشنطن للسفينة بمواصلة رحلتها بعد التأكد من ان شحنة الصواريخ تلك لا تمثل انتهاكا لأي قوانين. ورفضت كوريا الشمالية انتقادات الولايات المتحدة لصادراتها من الصواريخ بوصفها «تدخلا» في شؤونها الداخلية.