رامسفيلد يوجه رسالة تحد من تكريت: ما تحقق إنجاز كبير والمطلوب جيش عراقي جديد

وزير الدفاع الأميركي يؤكد تجنيد ضباط الجيش العراقي السابقين والعمل على إنشاء جهاز استخبارات

TT

قام دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي امس بزيارة القوات الاميركية في تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين، فيما بدا انه اشارة تحد لفلول النظام المخلوع الذين ما يزالون يواصلون هجماتهم ضد القوات الاميركية. ودعا الى تكوين جيش وجهاز استخبارات جديدين في العراق، وقال ان «المسألة تتركز على معرفة كيفية تحقيق ذلك».

وتجاوز رامسفيلد المزاج المتشائم الذي يخيم على بعض الجنود الذين اعدوا لزيارته بالتأكيد على ان ما تحقق حتى الآن يعد انجازا كبيرا، وان المشاكل الامنية التي يسببها البعثيون ومقاتلون اجانب «خطيرة ولكن يمكن تسويتها».

وقالت السارجانت غرين، 40 عاما، والتي طلبت عدم الافصاح عن اسمها الاول «اذا امكن لي التحدث الى رامسفيلد فانني سأطلب منه ان يحدد لنا يوما للعودة». واضافت «اننا هنا منذ ستة اشهر وتشير الاشاعات الى اننا سنبقى هنا حتى مارس (اذار) القادم على الاقل. وهذا الامر ليس له ما يبرره على الاطلاق».

وحث رامسفيلد الدول الحليفة على ارسال قوات اضافية قوامها 15 الف جندي لكن هناك حاجة لتسوية خلافات لكي يقر مجلس الامن طلب المساعدة الذي وجهته الولايات المتحدة لتقديم مساعدة دولية.

وكان رامسفيلد اكد بعد محادثات مع المسؤولين الاميركيين في بغداد امس على ضرورة انشاء جيش عراقي جديد وزيادة القوات المتمركزة في العراق.

واجتمع رامسفيلد مع بول بريمر الحاكم المدني الاميركي الاعلى وكبير الضباط الاميركيين في العراق ريكاردو سانشيز، حول انشاء هذا الجيش. وقال لصحافيين «المهم الآن هو انشاء قوة عراقية كبيرة». واوضح انه بحث مع ضباط في الاستخبارات تزايد الهجمات على قوات التحالف في العراق. لكن محادثيه اكدوا له انهم لا يملكون معلومات دقيقة عن دوافع منفذي هذه الهجمات ولا عددهم. واضاف ان هؤلاء المسؤولين الذين التقاهم «لا يملكون رؤية كاملة» للوضع.

وقال رامسفيلد ان هناك 55 ألف عراقي حاليا في 5 أجهزة امنية تشمل الجيش والشرطة والميليشيات وحرس الحدود والمباني، متوقعا ان يرتفع العدد الى 100 الف العام المقبل. واشار الى انه يتم الاستعانة بضباط الجيش العراقي السابقين ممن لم يتعدوا رتبة مقدم.

وحول مشاركة دول اخرى في القرار السياسي بالعراق اذا قدمت قوات، قال رامسفيلد «انه لا يوجد شك في انه بحجم ما تقدمه دولة من قوات واموال لدعم العراق سيكون لها مقعد على الطاولة للعمل معنا ومع مجلس الحكم العراقي وحكام الاقاليم العراقية»، معربا عن اعتقاده أن ايجاد صيغة لإرضاء الدول الاخرى يجب ألا يكون مشكلة، فلا بد ان هناك نماذج كثيرة في الامم المتحدة يمكن ان يطبق احدها.

ودافع رامسفيلد عن «التقدم» الذي تحقق في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين، وقال ان وكالة الاستخبارات المركزية والسلطة المؤقتة للتحالف في العراق تعملان من اجل اقامة جهاز عراقي للاستخبارات. ولكنه اضاف ان «المسألة تتركز على معرفة كيفية تحقيق ذلك». واشار في هذا الصدد الى ان قراراً اتخذ لتجنيد ضباط عراقيين سابقين في الجيش العراقي الجديد.

وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى ان الهدف هو اقامة جيش يضم اربعين الف رجل، موضحا انه «خلال سنة يفترض ان يكون لدينا 12 الف رجل». وتابع ان حوالي ستين الف عراقي جندوا في قوات امنية، وخصوصا الشرطة وحرس الحدود. وقال «ما نحتاج اليه هو مزيد من القوات العراقية».

وقبل زيارة رامسفيلد زاد الجيش الاميركي عدد القوات المنتشرة حاليا حول تكريت الواقعة على مسافة 175 كيلومترا شمال بغداد الى ثلاثة امثال ما كانت عليه. واشتبك جنود اميركيون هذا الاسبوع مع مقاومين عراقيين اطلقوا عليهم قذائف مورتر بالقرب من قاعدتهم التي تقع في احد قصور صدام التي كان يستخدمها الرئيس العراقي قبل ان تطيح به القوات التي تقودها الولايات المتحدة في ابريل (نيسان) الماضي.

وانتشر جنود اميركيون في الشوارع المحيطة بمجمع القصور لتنظيفها قبل الزيارة، وان كانت جميعها لم تصبح جاهزة لاجراء استقبال رسمي.

وقال الجندي بركة ديفيس في قاعة المطعم «اعتقد شخصيا ان المهمة انتهت ولذلك يجب ان نرحل. انني جاهز للعودة الى الوطن».

ووجهت الى رامسفيلد انتقادات شديدة من داخل الجيش وخارجه لتمديد انتشار القوات بسبب عدم الاستعداد لارسال مزيد من القوات الاميركية الى العراق. وللولايات المتحدة 150 الف جندي في العراق مقارنة مع 22 الف جندي من دول اخرى بينهم 11 الف جندي بريطاني.

وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها رامسفيلد الى بغداد منذ انتهاء الحرب في العراق.

* رامسفيلد يوجه رسالة

* وقال رامسفيلد «بينما تعمل الولايات المتحدة مع السعوديين والكويتيين والاردنيين لحماية حدودهم نحن لسنا سعداء عن حقيقة ان اشخاصاً يأتون عبر الحدود السورية والايرانية، وهم يعلمون اننا غير سعداء بذلك». وقال ان الجهود الايرانية والسورية لمنع عبور الحدود «متقطعة وغير منتظمة».