هجوم على مسجد سني ببغداد ومتظاهرون في النجف يهتفون «الموت للبعثيين والموت لأميركا»

TT

اصيب ثلاثة عراقيين بجروح امس اثر قيام مجهولين بمهاجمة مسجد تابع للطائفة السنية اثناء اقامة الصلاة في «مدينة الشعب»، شمال شرقي بغداد، حسبما افاد احد المصلين.

وقال شهاب احمد، 35 عام، الوكالة الصحافة الفرنسية «كنا حوالي مائة مصل وقد انتهينا للتو من اداء صلاة الفجر في مسجد قباء في حي الصحة في مدينة الشعب عندما هاجمنا اربعة مجهولين مجهزين برشاشات»، واضاف ان «المجهولين اطلقوا حوالي خمسين رصاصة مما ادى الى اصابة ثلاثة من المصلين الشباب بجروح».

واوضح ان احد الجرحى اصيب بثلاث طلقات في اعلى الكتفين والبطن والثاني في ظهره والثالث في ساقه. واضاف «صدمنا وفوجئنا بالهجوم ورغم اننا غير مسلحين حاولنا القاء القبض على المهاجمين ولحقنا بهم لكنهم هربوا نحو سيارة حمراء بدون ارقام كانت تنتظرهم في الخارج».

واكد ان المهاجمين لا بد انهم من «المأجورين وغايتهم احداث فتنة بين السنة والشيعة لكنهم خسئوا لان شيوخ المساجد السنية والشيعية اجتمعوا في هذا المسجد امس بعد الحادث واتفقوا على حماية المساجد من كل معتد اثيم حيث يقوم شيعيون بحماية مسجدنا بالمشاركة مع السنة».

وشاهد مراسل الوكالة اثار رصاصات اخترقت باب المسجد وعلى جدرانه الخارجية والداخلية. وتم نشر العديد من الحراس يحملون رشاشات حول المسجد.

ومن جانبه، ندد الشيخ وليد العزاوي امام وخطيب المسجد في خطبة الجمعة امام مئات المصلين بالهجوم الذي استهدف المصلين، وقال «في صباح هذا اليوم في شهر رجب الحرام حيث كان حتى الجاهليون يوقفون القتال وعندما كانوا يرون القاتل بأم اعينهم لم يكونوا يشهرون اسلحتهم احتراما لهذا الشهر المقدس، هاجمنا الغادرون بعشرات الطلقات النارية».

واضاف ان «الطلقات اخترقت الحديد والخشب ووصلت الى محراب رسول الله وحتى الثريا التي علقت في السقف لم تسلم من الرصاص فهل هكذا يتم احترام حرمة المساجد يا محسوبين على الاسلام».

واوضح العزاوي الذي بكى في خطبته عدة مرات والذي بدا عليه التأثر الكبير من الاعتداء ان «الرصاصات اصابت ثلاثة ابرياء ذنبهم انهم كانوا يقولون لا الله الا الله محمد رسول الله، فبردا وسلاما لجرحانا الذين اصيبوا باصابات طفيفة بإذن الله يكتب لهم الشفاء العاجل».

وقال «اقول لكل هؤلاء القتلة المجرمين الذين سفكوا دماء المسلمين في يوم الجمعة الماضي في الارض النجفية المقدسة، اقول لهؤلاء ان الله رعانا وشعورنا وقلوبنا ومشاعرنا مع كل شهيد وجريح سقط في حضرة الامام علي واقول لهم ان فعلتكم هذه لم يفعلها الا اليهود عندما اقتحموا المسجد الاقصى وقتلوا المصلين الابرياء».

وكان يشير الى اعتداء النجف الذي اودى بحياة 83 شخصا بينهم اية الله محمد باقر الحكيم، في 29 اغسطس (اب) الماضي. وفي مدينة النجف تظاهر الاف المصلين الشيعة امس بعد اسبوع على مقتل الزعيم الشيعي محمد باقر الحكيم في هذه المدينة المقدسة للشيعة على وقع هتافات «الموت للبعثيين والموت لاميركا».

وخرج المصلون من مرقد الامام علي في النجف بعد انتهاء صلاة الجمعة وساروا في شوارع المدينة وهم يدعون الى الثأر للحكيم ويهتفون بحياة فيلق بدر، الجناح العسكري للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق.

وكانت اصابع الاتهام قد وجهت الى البعثيين بالوقوف وراء اغتيال الحكيم بالتعاون مع اصوليين ، بينما يأخذ الزعماء الشيعة على الاميركيين عدم قيامهم باتخاذ الاجراءات المناسبة التي كان يمكن ان تحول دون حصول الاعتداء في النجف يوم الجمعة الماضي.

ومنذ الصباح الباكر، انتشر المسلحون في شوارع مدينة النجف خوفا من اعتداءات جديدة. وكان رئيس هيئة علماء المسلمين في بغداد (الكرخ) علي الجبور قد اعلن ان وفدا من الهيئة زار اول من امس عائلة اية الله الحكيم والحوزة العلمية في النجف لتقديم التعازي وان الهيئة اقامت مجالس العزاء على روح الفقيد الحكيم.

وفي اول جمعة بعد حادث النجف المروع، الذي اغتيل فيه اية الله محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وحوالي 100 شخص معه، توحدت كلمة خطباء الجمعة في مساجد بغداد، والمدن العراقية الاخرى، على تأكيد قدرة الشعب العراقي على تجاوز المحن، وابعاد المجتمع عن كل اشكال التفرقة الطائفية، حيث ادى جميع المصلين في كل انحاء العراق صلاة الغائب على ارواح ضحايا حادثة النجف. ودعا خطباء الجمعة، السنة والشيعة، الى ادراك ابعاد المؤامرة التي يراد منها تفرقة الصف، واغراق البلاد في حرب اهلية.. مثمنين الشعور العالي بالمسؤولية لدى كل العراقيين الذين شملتهم المحنة والتفافهم حول بعضهم، واغطاء مثل يقتدى به بين الشعوب على تلاحم الشعب وقواه السياسية والاجتماعية.