الوفد العراقي في القاهرة للمشاركة في اجتماعات الجامعة العربية وخلافات حول صيغة تمثيل بغداد

TT

يحسم وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التشاوري اليوم في القاهرة برئاسة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ووزير الخارجية المصري أحمد ماهر مسألة تمثيل العراق في اجتماعات المجلس الوزاري للجامعة، المقرر ان تبدأ رسميا غداً بمشاركة وزراء خارجية 22 دولة عربية. وقال مصدر دبلوماسي: «من المقرر ان يرأس وفد العراق وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي سيصل الى القاهرة اليوم».

وعلمت «الشرق الأوسط» ان مسألة تمثيل العراق ما تزال تخضع لمشاورات، حيث تعارض بعض الدول هذه المشاركة، وفي المقابل قد تطرح مصر حلا وسطاً يسمح بمشاركة العراق في الاجتماعات بشكل غير رسمي.

وطلبت سورية امس من جامعة الدول العربية ادراج بند جديد يتعلق بمحاولة اسرائيل دخول السوق العراقية وبيع السلع والمنتجات الاسرائيلية فيها، على جدول أعمال اجتماعات الدورة 120 للمجلس الوزاري للجامعة العربية، ليصل بذلك عدد البنود المدرجة على جدول الأعمال الى 16 بنداً، تتناول الملف العراقي من مختلف جوانبه، والقضية الفلسطينية وتطوراتها في ضوء الاحداث الجارية هناك، سواء ما يتعلق بالصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين او الخلافات الفلسطينية ـ الفلسطينية.

وقال الأمين العام المساعد للشؤون العربية في الجامعة السفير احمد بن حلي لـ«الشرق الأوسط»: «سيبحث وزراء الخارجية العرب الملف العراقي من جميع جوانبه وتطوراته، وسيقومون ببلورة موقف عربي موحد من القضية العراقية برمتها على اجتماع مجلس الأمن الدولي، عقب اجتماع مجلس الجامعة العربية بأيام قليلة». واضاف ان الأمين العام للجامعة سيقدم تقريرا الى وزراء الخارجية حول موضوع العراق يتناول فيه كافة الاتصالات التي جرت في هذا الشأن ونتائجها.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان قائمة اسماء الوفد العراقي الذي تم ابلاغ الأمانة العامة للجامعة العربية رسميا بها تضم الى جانب زيباري، فوزي الحريري مدير مكتبه، والسفير موفق المهدي والمستشار يوسف النعمة من وزارة الخارجية العراقية، وصفاء البياتي القائم بأعمال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية. وكشفت مصادر عراقية النقاب عن ان زيباري سيجري فور وصوله الى القاهرة مشاورات مكثفة مع عدد من وزراء الخارجية العرب، خاصة احمد ماهر رئيس الدورة الجديدة لمجلس وزراء الخارجية العرب بالاضافة الى موسى لضمان مشاركة العراق في هذه الاجتماعات.

وبموازاة ذلك علمت «الشرق الأوسط» ان وفدا يضم عددا من الفعاليات السياسية وقادة بعض الفصائل العراقية المناوئة لمجلس الحكم الانتقالي العراقي سيصل الى القاهرة غداً لحث وزراء الخارجية العرب على عدم منح مجلس الحكم العراقي مقعد العراق الدائم لدى الجامعة، ورفض مشاركته في أول اجتماع موسع على مستوى رسمي يعقده وزراء الخارجية العرب منذ الإطاحة بنظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين في التاسع من شهر أبريل (نيسان) الماضي.

وقال دبلوماسيون عرب ان الحملة التي تقودها التيارات السياسية والوطنية العراقية المناوئة لمجلس الحكم العراقي من شأنها ان ترفع أي حرج عن الدول العربية اذا ما قررت رفض محاولة المجلس المشاركة في هذا الاجتماع.

لكن صفاء البياتي الدبلوماسي العراقي الذي عينه مجلس الحكم الانتقالي في منصبه قبل شهرين قلل لـ«الشرق الأوسط» من اهمية هذه المحاولة، مؤكدا ان «مثل هذه الامور لا تقلق مجلس الحكم الانتقالي، لأن العراق يسير في اتجاه البناء الديمقراطي وحرية الرأي، التي يجب ان يكون اساسها احترام الثوابت الوطنية في هذا البلد». وشدد على ان شغل العراق لمقعده في الاجتماع الوزاري العربي هو «تحصيل حاصل لواقع جديد ينبغي على العالم العربي التعامل معه بجدية».