الشيخ ياسين يهدد بتلقين إسرائيل «درسا لن تنساه» و«القسام» تنفي التهديد بقتل شارون

TT

قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر أمس عنصرا في كتائب عز الدين القسام في شمال قطاع غزة واقتحمت حي تل السلطان في رفح جنوب القطاع، واصابت فلسطينيا واعتقلت 4 اشقاء كما اعتقلت فلسطينيا آخر في محافظة قلقيلية شمال الضفة الغربية. وفي خطوة احترازية اعلنت سلطات الاحتلال حالة الاستنفار العام وشددت الحصار على محمل مدن الضفة الغربية وقراها وعلى الخط الاخضر الفاصل بينهم، كما فرضت طوقا امنيا على قطاع غزة، تحسبا لعمليات انتقامية تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية ردا على محاولة اغتيال الشيخ احمد ياسين، مؤسس حركة حماس ومساعده الايمن اسماعيل هنية في مدينة غزة اول من امس. ونشرت قوات الشرطة المئات من عناصر حرس الحدود على امتداد خطوط التماس مع الضفة الغربية وفي محيط مدينة القدس. وعبرت الشرطة عن خشيتها من امكانية انطلاق مقاومين فلسطينيين من شمال الضفة الغربية لتنفيذ عمليات تفجيرية داخل اسرائيل، ومنعت قوات الاحتلال الآلاف من العمال من دخول الاراضي الاسرائيلية، رغم انه لم يمض سوى ثلاثة ايام على قرارها السماح لهم بالعمل. وأغلق معبر بيت حانون شمال القطاع غزة ومعبر رفح الدولي في الجنوب بصورة جزئية، وواصلت إغلاق مفترق الشهداء جنوب مدينة غزة والعديد من الطرق الرئيسة في مختلف أنحاء القطاع، خاصة الساحلية والمواصي : رفح، والغربية الواصلة بين خان يونس ـ رفح، وأبو العجين الواصلة بين دير البلح وخان يونس. الى ذلك هدد الشيخ ياسين امس بتلقين اسرائيل درسا لن تنساه على جرائمها المتواصلة.

الشيخ احمد ياسين يتوعد اسرائيل بتلقينها «درسا لن تنساه». وقال الشيخ ياسين اثناء مسيرة تأييد له ضمت طلابا من الجامعة الاسلامية ومرت من امام منزله لتهنئه بنجاته من محاولة الاغتيال «ان هذا الشعب الحي المجاهد مستعد ان يقاوم الاحتلال وهو مستعد للجهاد حتى آخر قطرة من دمه، ولا يمكن ان نستسلم للاحتلال وسنلقن العدو درسا لن ينساه ابدا وسيدفع ثمنا باهظا».

وبشأن الرد على محاولة اغتياله، قال انه من اختصاص كتائب عز الدين القسام. وقال «الكتائب تقرر أين ومتى وكيف. وهذا مرهون للجناح العسكري».

واعتبرت كتائب القسام في بيان لها حول محاولة اغتيال الشيخ ياسين رأس هرم الحركة واسماعيل هنية، انعطافا كبيراً وخطيراً في المواجهة مع قوات الاحتلال. ودعت جميع خلاياها في القدس والخليل ونابلس ورام الله وطولكرم وغزة وكل المدن والقرى، الى اعلان حالة الاستنفار القصوى والتخطيط المميز والمنظم لضرب العدو في كل مكان وبكل الوسائل المتاحة.

وقالت في بيانها الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «إن هذا الإجرام الذي تمثل بمحاولة اغتيال راس الهرم السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، ورمز الأمة العربية والإسلامية وكذلك الأستاذ القائد الكبير إسماعيل هنية بطائرات F16 الأميركية ليمثل انعطافا كبيراً وخطيراً في مواجهة هذا العدو المجرم الإرهابي القاتل» واهاب البيان «بشعوبنا العربية والإسلامية أن تقف إلى جانب شعبنا الذي يتعرض لمحاولة طمس هويته الإسلامية المقاومة وندعوهم لتسيير المظاهرات الكبيرة والحاشدة من الجامعات والمساجد والنقابات والمدارس، رداً على هذه الجريمة النكراء» وحمل البيان «الإدارة الأميركية المجرمة وعلى رأسها الإرهابي بوش مسؤولية الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بما تقدمه له من دعم وإسناد كاملين على جميع المستويات، ونعتبرها شريكاً للصهاينة في كل جرائمهم». وردا على قرار الاتحاد الاوروبي بادراج اسم «حماس» على قائمة الارهاب «نقول لحكومات العالم إن «حماس» حركة تحرر ولم تمارس يوماً إرهاباً ضد أحد وإنما تقاوم احتلال اغتصب أرضنا وشرد شعبنا وقتل شبابنا وشيوخنا وأطفالنا ودمر بيوتنا وأقتلع أشجارنا ومارس كل جرائمه بحقنا، فقمنا بالرد على جرائمه فهل تسمون هذا إرهاباً؟ إن الأفضل لهذه الحكومات أن تنشغل بوقف هذا الاحتلال لا أن تدين دفاعنا عن أنفسنا» وادانت القرار للاتحاد الأوربي «الذي وفر غطاءً لهذه الجريمة البشعة وأعطى الصهاينة مزيداً من الضوء الأخضر للاستفراد بشعبنا وقضيتنا» كما جاء في البيان.

وفي هذا السياق اعتبر مصدر مسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محاولة اغتيال الشيخ ياسين «إرهاب دولة منظم ومعلن»، و«جريمة بشعة طالت الأطفال والمدنيين الأبرياء». واكدت الجبهة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «أن الرد الوطني الشامل لردع العدوان يتطلب إعادة بناء الوحدة الوطنية ببرنامج موحد وقيادة وطنية موحدة، وإنهاء الصراع المتفاقم بين محاور السلطة الفلسطينية بتشكيل قيادة جماعية تضع حداً للقرارات الانفرادية وتدخلات الإدارة الأميركية وحكومة شارون لتعميق الصراع بين أطراف السلطة، وعلى حساب المصالح الوطنية والقومية العليا لشعبنا الفلسطيني وشعوب الأمة العربية».

وفي بيان ثان اوضحت الكتائب، انه لم يصدر عنها تصريح يهدد باغتيال رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون مؤكدة ان «كل صهيوني يغتصب فلسطين هو هدف لكتائب الشهيد عز الدين القسام، ولم نحدد شخصاً بعينه ونترك ذلك لتقديرات مجاهدينا ومدى قدرتهم للوصول إلى أهدافهم». واصدرت كتائب القسام بيانا ثالثا اعلنت فيه مقتل محمد عبدالله ابو الحسنى،17 عاما، من بلدة جباليا في شمال القطاع، بينما كان يقوم بمهمة استكشافية. وقالت الكتائب في بيانها الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه ان ابو الحسنى اصيب في قدميه وهو يقوم بالمهمة الاستطلاعية على الشريط الحدودي شرق جباليا، ثم منعوا سيارات الاسعاف من الوصول اليه وتركوه ينزف حتى لفظ انفاسه الاخيرة.

وفي رفح جنوب القطاع اقتحم جيش الاحتلال حي تل السلطان واصاب رصاصه فلسطينيا واعتقل اربعة اشقاء. ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» عن شهود عيان، قولهم أن أكثر من عشرين آلية عسكرية انطلقت من مستوطنة رفيح يام والشريط الحدودي وتوغلت لمئات الأمتار في الحي، تحت غطاء كثيف من إطلاق النار من الرشاشات الثقيلة وغطاء جوي.

وباشر الجنود حملة تفتيش واسعة ومداهمات للمنازل التي عبثوا في محتوياتها، واعتقلوا الأشقاء الاربعة وهم من عائلة طباسي، بينما أصيب هاني أبو السعود، 19 عاما، بشظايا في الرأس.

وفي الضفة الغربية اقتحمت قوات الاحتلال قرى عمورية وخربة قيس وفرخة وقراوة بني زيد في منطقة سلفيت. وداهمت عددا من المنازل وقامت بتفتيشها بحجة البحث عن السلاح والمقاومين. وذكرت المصادر الفلسطينية ان القوات سيطرت على منزل فلسطيني بعد طرد أفراد أسرته.