معلومات إسرائيلية تؤكد وجود خطة لعملية قتل جماعي لقيادة «حماس»

TT

تشهد اسرائيل احدى اعلى حالات الاستنفار الامني هذه الايام في كل تاريخها، وذلك تحسبا لعمليات تفجير انتقامية كبرى من حركة «حماس» وغيرها من حركات المقاومة الفلسطينية، لكنها في الوقت نفسه اكدت انها ستواصل محاولة تصفية كل قادة «حماس» بلا استثناء، واعترفت ان نجاة الشيخ احمد ياسين مؤسس الحركة وغيره من زعماء الحركة كانت نتيجة فشل في المعلومات، وليس فقط بغرض اعطاء انذار لهم.

وكانت اجهزة الامن الاسرائيلية قد بدأت حالة الاستنفار منذ صباح اول من امس، أي قبل تنفيذ محاولة الاغتيال في غزة. ورغم انه كان يوم سبت، الذي تكون فيه اسرائيل بعطلة شاملة، استدعيت قوات الشرطة وحرس الحدود والمخابرات والغيت الاجازات وانتشروا في المدن المرشحة لعمليات تفجيرية من القدس جنوبا وحتى كريات شمونة شمالا ونصبت الحواجز بين المدن. وقام الجيش بتعزيز اطواقه حول الضفة الغربية من جميع الاتجاهات وشوهدت مروحيات المراقبة التابعة للجيش والشرطة تحلق طول النهار والليل فوق سماء الخط الأخضر، تراقب اي تحرك من منطقته الشرقية (الضفة الغربية) الى الجانب الغربي منه (اسرائيل).

ودلت هذه النشاطات بوضوح على ان اسرائيل عرفت ماهية الابعاد الخطيرة لعملية الاغتيال الجماعي هذه، وانها ستسفر عن رد فعل كبير ربما يكون ذلك «التفجير الكبير» الذي تحسبت منه او عدة تفجيرات في آن واحد. واختارت مجابهة هذا الخطر فقط بالوسائل العسكرية، علما بأن هذه الوسائل لم تحقق النجاح على مدى السنوات الثلاث من عمر الانتفاضة. وتبين ان قادة الجيش ترددوا في اتخاذ قرار بتنفيذ عملية الاغتيال الجماعي، عندما بلغهم النبأ ان جميع قادة «حماس» قرروا الاجتماع في بيت الدكتور مروان ابو راس (المعروف بصداقته مع قادة «حماس»، لكنه لا يعتبر من قادتها). وقبل ان يلتئموا في ذلك البيت، بدأت نقاشات محمومة حول الموضوع، فقال المؤيدون للعملية ان هذه فرصة تاريخية طالما انتظروها لتصفية جميع القادة، اذ ان قادة «حماس» لم يعقدوا اجتماعا كهذا منذ فترة طويلة. وفي الاسابيع الاخيرة اختار كل منهم مخبأ خاصا به بعيدا عن بيته وارتكبوا الآن خطأ عمرهم ويجب الا يتاح لهم ان ينجوا، خصوصا ان في صفوفهم، سيكون محمد ضيف، قائد الذراع العسكرية لحركة «حماس» الذي يعتبر المطلوب الاول لدى اسرائيل.

أما المعترضون فقالوا انهم يتحفظون بشأن المساس بالشيخ احمد ياسين، اذ اصبح هذا الرجل رمزا بالنسبة للجمهور كله وهو مقعد، والمساس به يثير غضب مئات الوف الفلسطينيين، كما انهم اعترضوا على الاغتيال الجماعي الذي سيسفر عنه ضحايا اخرى بريئة من الجيران.

وقرروا الاحتكام الى رئيس الوزراء، آرييل شارون، الذي كان ساعتئذ في بيت ولده للاحتفال بعيد ميلاد حفيده فحسم باتجاه تنفيذ عملية الاغتيال وقال انه هو ايضا ليس معنيا باغتيال احمد ياسين «ولكن، ماذا نفعل اذا كان قد اختار الحضور مع قادة «حماس» العسكريين؟ وجاء ليبحث معهم في العمليات التفجيرية القادمة؟!».

ثم رفض شارون المخاوف بأن اغتيالا جماعيا كهذا سوف يؤدي الى مسلسل عمليات تفجيرية كبرى وواسعة داخل اسرائيل وقال: «وهل هم ينتظرون عملية اغتيال حتى يخرجوا بعملياتهم» انهم يخططون ليل نهار لتنفيذ العمليات.

وانطلقت قوات الاحتلال، جوا وبرا، من جهة وبواسطة عملائها الفلسطينيين من جهة ثانية، ترصد تحركات قادة «حماس» بهدف تصفيتهم في آن واحد، وليس صحيحا ما قيل امس بأنها خططت فقط لتوجيه انذار لهم.

وكما اعترفت اوساط امنية امس فان المعلومات الاستخبارية قالت ان الاجتماع عقد في الطابق الثالث من المبنى الذي يعود لعائلة الراس فقامت بتفجيرها وتدمير جميع جدرانها. ولكن تبين ان الاجتماع عقد داخل منزل في الطابق الارضي من المبنى ولاحظ قادة «حماس» ان الطائرات الاسرائيلية تحوم في السماء فسارعوا الى الانفضاض وترك المكان، فجاء التفجير المدمر ساعتئذ، عندما كان معظمهم قد غادروا، الامر الذي اعتبر فشلا ذريعا للاحتلال.

ومع ذلك، فان القيادات العسكرية الاسرائيلية تقبل التقويم بالفشل وتعزي نفسها بالقول ان «هذه العملية نجحت في توفير عنصر التحذير ليس فقط لقادة «حماس» فهذه رسالة الى كل القادة الفلسطينيين الضالعين في عمليات الارهاب، نقول لهم فيها اننا نراقب تحركاتهم خطوة خطوة ونستطيع الوصول اليهم فردا فردا».