مسؤولو استخبارات عرب وغربيون: القاعدة تتجمع في العراق والزرقاوي موجود في بغداد... وقيادة التنظيم انتقلت إلى إيران

لقاء سري بين الزرقاوي وسيف العدل نقل الجبهة الى العراق * السعودية عثرت على كم هائل من الوثائق والأدلة وأرسلت وفدين إلى طهران بطلب تسليم

TT

بعد عامين من هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 أصبحت قيادة أسامة بن لادن معزولة وضعيفة وظلت تعتمد بشكل متزايد على أعمال العنف التي يقوم بها المتطرفون الموجودون في شتى أنحاء العالم لإبقاء حضورها. لكن منظمة «القاعدة» أصبحت الآن مصممة على فتح جبهة جديدة في العراق لفرض نفسها كطليعة للمنظمات الأصولية المتطرفة التي تخوض حربا مقدسة وذلك وفقاً لمصادر اجهزة الاستخبارات في أوروبا والولايات المتحدة والدول العربية.

وبدأ التحول صوب العراق في شهر فبراير (شباط) الماضي مع استعداد الولايات المتحدة لخوض الحرب حسبما قالت هذه المصادر. إذ التقى قائدان ميدانيان في بيت آمن يقع شرق إيران وكان أحدهما محمد إبراهيم مكاوي القائد العسكري للقاعدة والمعروف باسم سيف العدل. وقد رحب بالضيف أبو مصعب الزرقاوي الذي كان قد هرب قبل فترة قصيرة من المنطقة الكردية العراقية توقعا منه أن تكون المنظمة التي كان معها ستُستهدف من قبل القوات الأميركية حسبما ذكرت مصادر استخبارات عربية.

وترتب على ذلك اللقاء إرسال الزرقاوي إلى العراق كي يكون رجل القاعدة في العراق ولكي يفتح فصلا جديدا في تاريخ تنظيم القاعدة التي ستكون تهديدا جديا للولايات المتحدة هناك. وقال مسؤول عربي على معرفة بالمعلومات الاستخبارية: «الوحش أصبح قريبا منكم. أنا لست متأكدا إن كنتم تستطيعون قتله». وأضاف نفس المسؤول أن «العراق هو ساحة القتال الجديدة وهو المكان المثالي وسيكون المكان المثالي».

فبعد سقوط طالبان في أفغانستان انتقل مركز ثقل قيادة القاعدة إلى إيران. ووفرت أجهزة الأمن الايرانية التي لا تخضع إلا إلى سلطة الزعماء الدينيين المتشددين حماية القيادة، وهذا يتضمن سيف العدل وسعد أحد أبناء أسامة بن لادن إضافة إلى وجوه كبيرة حسبما يقول بعض مسؤولي الاستخبارات.

ومن فنادق موجودة في شرق وجنوب إيران قامت منظمة القاعدة بالتخطيط لتفجيرات 12 مايو (ايار) للمجمعات السكنية في الرياض حسبما قالت مصادر الاستخبارات.

وبعد هجمات الرياض بدأ الإيرانيون تحت ضغط السعوديين باعتقال أفراد القاعدة في إيران. وقال مصدر أوروبي إن الإيرانيين «جمدوا وجففوا» المنظمة. كذلك قامت السلطات السعودية بإجراءات مشددة على المستوى المحلي ضد اتباع منظمة القاعدة.

لكن الوقت كان متأخرا للقبض على الزرقاوي، إذ أنه تمكن من العودة إلى العراق. وحسب تقارير أجهزة الاستخبارات العربية فان الزرقاوي موجود حاليا في بغداد على الرغم من أنه ما زال ينسحب إلى الحدود الإيرانية متى ما شعر بأن أمنه مهدد حسبما ذكر نفس المسؤولين.

مغناطيس للأجانب بدأ مئات من الأجانب عبور الحدود العراقية مع سورية وإيران والسعودية وإلى حد أقل من الحدود العراقية مع إيران وتركيا حسبما قال مسؤول عسكري أميركي في مقابلة جرت معه في الفترة الأخيرة. ووفق ما ذكره هذا المسؤول فان هناك 220 مقاتلا أجنبيا في قبضة القوات الأميركية في العراق حاليا لكن المسؤولين الأميركيين والعرب قالوا أيضا إن القاعدة لم تندمج بعد في العراق وإن مهمة الزرقاوي في تشكيل شبكة جديدة وإدارة المقاتلين في البلد ما زالت في طورها الجنيني.

وأدى احتلال العراق الذي كان مركزا للخلافة الإسلامية قبل أكثر من 8 قرون إلى تصاعد الدعوات في المساجد عبر العالم الإسلامي للقتال في العراق. فمصر على سبيل المثال أعلنت في الأسبوع الماضي أنها اعتقلت 23 رجلا وهي تبحث عن اثنين آخرين ينتمون إلى جماعة إرهابية ويتكون المشتبه فيهم من 19 مصريا وثلاثة بنغلاديشيين وتركي واندونيسي وماليزي وهؤلاء كانوا يخططون لمقاتلة القوات الأميركية في العراق حسبما قال وزير الداخلية المصري حبيب العادلي في مقابلة أجرتها معه مجلة «المصور».

واعتقلت القوات الكردية في الفترة الأخيرة تونسيا يحمل جوازا إيطاليا وكان يحاول العبور إلى العراق من إيران. كذلك اعتقلت سورية ورحلت جزائريا وشخصا يحمل الجنسية الألمانية نظم سفر مجموعة من المتطرفين إلى العراق وهو من نفس المسجد الذي كان يحضره محمد عطا في هامبورغ والمشتبه بقيادته لهجمات 11 سبتمبر. وقالت السلطات الألمانية إن الرجل طليق حاليا لكنه تحت المراقبة وله أواصر بالزرقاوي ويقوم بتجنيد المتطوعين في إيطاليا للقتال في العراق. ويقول مسؤول عربي يجاور بلده العراق: «إنهم قادمون. إنهم قادمون من كل مكان».

وبعد اللقاء الذي جرى في بيت آمن في شهر فبراير وضعت السلطات الإيرانية الأردني من أصل فلسطيني مصعب الزرقاوي، 42 سنة، تحت الإقامة الإجبارية حسب مصادر استخباراتية عربية. لكن ليس واضحا لماذا قاموا بذلك. وكان الزرقاوي رئيسا لمجموعة من العرب الذين ربطوا أنفسهم بمنظمة «أنصار الإسلام» الكردية الأصولية التي تسعى إلى إقامة دولة إسلامية في شمال العراق. وتسود قناعة أن «أنصار الإسلام» متحالفة مع «القاعدة» حسب ما تذكره الحكومة الأميركية. ويعتقد أن الزرقاوي له شبكة من العلاقات في الشرق الأوسط وأوروبا.

ووصلت أخبار احتجاز الزرقاوي إلى العاصمة الأردنية عمّان وهذا ما دفع المسؤولين الأردنيين الى تقديم طلب الى السلطات الإيرانية بتسليمه إلى الأردن وتضمن هذا الطلب ما يقرب من عشر صور فوتوغرافية له حسبما ذكر مسؤولون عرب وأميركيون. وكان الزرقاوي مطلوبا لعلاقته في مخطط لتفجير فندق بعمَّان عشية الاحتفال بحلول الألفية واغتيال الدبلوماسي الأميركي لورنس فولي في عمَّان في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

لكن الإيرانيين رفضوا الطلب الإيراني حول الزرقاوي وكشف هذا الأمر حينما قال كولن باول وزير الخارجية الأميركي في الأمم المتحدة في شهر فبراير الماضي إن هناك اواصر قوية بين حكومة صدام حسين والقاعدة.

وقُطعت أحدى ساقي الزرقاوي في عيادة ببغداد سنة 2002 وهذا ما أثار احتمال وجود علاقة تجمعه بوجوه حكومية عراقية سابقة، لكن المسؤولين الأوروبيين رفضوا ذلك على أساس أن الزرقاوي كان ميدانيا مستقلا مكررين ما تردد على لسان بعض المتواطئين معه في ألمانيا.

وفي أواخر الربيع من هذه السنة أطلق سراح الزرقاوي وسمِح له بالسفر إلى العراق عبر طرق التهريب حسبما قالت المصادر. وآنذاك كانت القوات الأميركية والبريطانية تحتل العراق، وقالت المصادر إن الزرقاوي أصبح آنذاك ما ظل الولايات المتحدة تردده بدون أن تتمكن من إثباته في مجلس الأمن الدولي: رجل القاعدة في العراق.

وقال ماثيو ليفت المحلل المختص في الشرق الأوسط والذي كان يعمل في قسم مكافحة الإرهاب بمكتب المباحث الفيدرالي والآن في معهد واشنطن الخاص بوضع السياسات للشرق الأدنى، إن الزرقاوي «سيكون الشخص المناسب للسيطرة على الأمور. فهو لديه علاقات متميزة مع مجموعات أخرى من بعثيين ومتطرفين في المنطقة الكردية، وفي ألمانيا... وهم سيعملون مع أي شخص يحتاجون إلى العمل معه. فهو التجسيد الحقيقي لشبكة إرهاب على المستوى الدولي».

ويقدّر عدد المقاتلين الأجانب داخل العراق حاليا ما بين الألف وعدة آلاف حسب تقديرات أوساط الاستخبارات في واشنطن. ويقول مسؤولون عسكريون أميركيون في العراق إن عدد المقاتلين أقل بكثير من هذا الرقم لكنهم لا ينكرون التهديد الموجود الذي يمثله المقاتلون الأجانب أو الصعوبة في مراقبة حدود العراق.

فالحدود العراقية ـ السورية على سبيل المثال قاحلة وغير مرسومة ويتخللها الكثير من الطرق الوعرة. ووسط ذلك المشهد القاحل هناك العديد من الوديان الصخرية والقرى المنتشرة التي تحصل على مياهها من الآبار. وأكثر الطرق هناك يستخدمها المهربون الذين ينقلون بالدرجة الأولى الخراف والماشية الأخرى وهم يستخدمون هذه الطرق غير الرسمية منذ عقود كثيرة. وهذه الحال تنطبق على الحدود الجبلية بين العراق وإيران.

وقال المسؤولون الأميركيون إن هناك أدلة تثبت أن «القاعدة» أو مقاتلين آخرين كانوا وراء التفجيرات الأخيرة التي جرت في العراق وهذا يشمل الهجوم على مقر الأمم المتحدة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن «الكثير من وكالات الاستخبارات تظن أن البعثيين وراء أعمال العنف الجارية الآن». خطر سيظهر في المستقبل القريب ولكن الخوف من القاعدة يبدو بارزا حتى على وجوه أولئك الذين يصورون الوضع في العراق في أزهى الصور. قال مسؤول أميركي كبير ببغداد: «هناك قلق حقيقي من العناصر التي تفد إلى هذه البلاد. ولا أشعر ان لديهم المقدرة حاليا لانهم في مرحلة التخطيط والتنظيم وصياغة الاستراتيجية. ولكن خطرهم سيظهر في المستقبل».

التفاوض مع ايران فعندما حوصر بن لادن في جبال تورا بورا بافغانستان عام 2001، قرر هو ونائبه أيمن الظواهري إرسال القائد العسكري سيف العدل إلى إيران للتفاوض حول ملاذ آمن لعناصر القاعدة التي تفرقت بعد الحرب. وكانت للظواهري علاقات قوية وقديمة مع أحمد فهيدي، الذي كان قائدا وقتها لقوات القدس، وهي كما تقول المخابرات الأوروبية، قوة عمليات خاصة إيرانية. وقد ابرمت بالفعل إتفاقية بين الطرفين. ولكن قيادة إيران المنتخبة، بقيادة الرئيس محمد خاتمي، ظلت تنفي باستمرار وجود قيادات كبيرة من القاعدة بالبلاد، وأشارت إلى تسليم بعض المقاتلين إلى السعودية، كدليل على حسن النوايا الإيرانية. ولكن خاتمي لم يكن يتحكم في أجهزة الأمن مثل الحرس الثوري، الذي يخضع لمكتب المرشد الأعلى أية الله علي خامنئي.

كان من بين الذين وصلوا إلى إيران مع سيف العدل أحد أبناء بن لادن، ومحفوظ ولد الوليد، الذي يعرف كذلك بابي حفص، وهو موريتاني كان يرأس اللجنة الدينية التي كانت تخرج الفتاوى التي تبيح الهجمات، وكذلك أبو محمد المصري، وهو مصري الجنسية فعلا، ومطلوب في تفجيرات السفارتين الأميركيتين بشرق أفريقيا عام 1998، وكان يعمل مسؤولا ماليا للقاعدة يدير تجارة المنظمة في الماس كوسيلة لإخفاء اصل الأموال.

كما ذهب إلى إيران أيضا نائب الظواهري أبو خير وسليمان أبو غيث المتحدث باسم القاعدة والذي سحبت منه جنسيته الكويتية بعد أن ظهر في قناة الجزيرة وتعهد بالانتقام من الهجمات الجوية الأميركية ضد افغانستان. وبعد القبض على كبار قادة القاعدة في أماكن مختلفة من العالم، أصبحت مجموعة إيران، المصحوبة بعناصر من صغار الأعضاء من ضمنهم بعض من شاركوا بعد ذلك في تفجيرات الرياض، هي القيادة الحقيقية للقاعدة، وخاصة أن بن لادن والظواهري اختفيا في الجبال الواقعة على الحدود بين أفغانستان وباكستان، واصبحت مقدرتهما على الاتصال بأتباعهما محدودة جدا ولا تتعدى في بعض الأحيان الرسائل الشفاهية أو الخطابات المكتوبة باليد.

وصاحب ذلك بعد عام، انهيار البنية التنظيمية للقاعدة في أماكن أخرى من العالم، وذلك باعتقال رمزي بن الشيبة الذي يدعي التخطيط لهجمات 11 سبتمبر 2001، وذلك في باكستان. وتتالت بعد ذلك الاعتقالات للشخصيات القيادية لأن كل معتقل كان يقود إلى آخرين. ومن بين المعتقلين اليوم قائد عمليات الجبهة الأميركية خالد شيخ محمد، وهو مخطط آخر لهجمات سبتمبر، واثنان من المشاركين في الهجوم على المدمرة الأميركية كول بالشواطئ اليمنية في 12 أكتوبر (تشرين الاول) 2000 هما توفيق بن عطاش وعبد الرحيم النشيري. وفي الشهر الماضي اعتقلت الشرطة التايلندية رضوان عصام الدين، المعروف كذلك بالحنبلي، وهو قائد المنظمة الإرهابية المسماة الجماعة الإسلامية بجنوب شرقي آسيا، والمتهم بتنسيق الهجمات الدموية ضد الغربيين في بالي وجاكرتا باندونيسيا. وقد اعتقلت الولايات المتحدة وحلفاؤها الآخرون آلافا من الأعضاء الآخرين بالقاعدة ومن المتعاطفين معها.

ويقول المسؤولون العرب والأميركيون الملمون بتفاصيل التحقيقات، ان أغلب القادة المعتقلين تعاونوا مع الولايات المتحدة التي استخدمت كل أساليب الضغط الممكنة باستثناء التعذيب الجسدي المباشر، للتشويش على المعتقلين وتدمير روحهم المعنوية. وفي بعض الحالات لجأ المسؤولون الأميركيون الذي يحتجزون هؤلاء القادة في أماكن مجهولة إلى خلق مناخ مواز لتسريع عملية التعاون. وكان بعضهم، على سبيل المثال، يزود بصحف ومجلات عربية وأجنبية، تكون وكالة الاستخبارات الأميركية نفسها هي التي أصدرتها. وتحوي هذه الصحف المزورة تقارير واخباراً عن أن بن لادن قتل. وقال مصدر سعودي: «المنطق هو التالي: اسمع، اللعبة انتهت، أو لقد حصلت على ما تبتغيه، فتعاون إذن».

وبالنسبة لبعض الذين وقعوا في الأسر، فإنهم يعترفون بأنهم هزموا ويتصرفون على هذا الأساس. وعندما التقى الزرقاوي بسيف العدل في إيران كانت أوضاع القاعدة مزرية بحق. ويقول بعض المحللين بالاستخبارات العربية، إن القيادة الميدانية في إيران، وعلى عكس كل ادعاءات بن لادن والظواهري، توصلت إلى أن هجوما كبيرا داخل الولايات المتحدة، ليس ممكنا في الوقت الحالي. وكان أقصى آمال القيادة أن تتمكن حركة طالبان من لملمة صفوفها من جديد في أفغانستان، وهو الشيء الذي يبدو أنها تفعله، وأن تبادر عناصر راديكالية أخرى وبمحض اختيارها لتنفيذ هجمات عنيفة باسم القاعدة.

الهجوم السعودي كان سيف العدل محاطا بكثير من العناصر السعودية وعلى راسهم سعد بن لادن، ولم يكن لديه إلا القليل من الموارد المالية ومن إمكانيات صنع وتجهيز القنابل. وهذا ما دفعه إلى التركيز على مهاجمة السعودية وتشجيع الهجمات التي يمكن تنفيذها في أماكن أخرى من العالم العربي. وقد وجدت السلطات المغربية، على سبيل المثال، صلات بين التفجيرات التي حدثت في الدار البيضاء في 16 مايو، وبين مجموعة القاعدة المقيمة بإيران.

وتوصلت سلطات تطبيق القانون، في نفس الوقت، إلى أن السعودية أصبحت الهدف المفضل للقاعدة ونقطة البداية المثالية. ولكن نشاطات سيف العدل فاقت مقدرة الأجهزة الاستخبارية الإيرانية على الاحتمال. فالهجمات التي نفذت في الرياض أدت إلى قتل 35 شخصا. وشنت الحكومة السعودية هجوما كبيرا أدى إلى قتل بعض المشتبه فيهم خلال مواجهات مسلحة واعتقال آخرين. وقد عثر السعوديون على كم هائل من الأدلة، مثل المحادثات الهاتفية والمواد الكمبيوترية والوثائق والأموال، تشير كلها إلى إيران وإلى ان سيف العدل ومجموعته وراء الهجمات. يضاف إلى ذلك أن أحد قادة القاعدة المحليين في السعودية، وهو على الفقعسي الغامدي، سلم نفسه إلى السلطات واعترف بان سيف العدل وجماعته هم الذين دبروا الهجوم.

شعر السعوديون بغضب شديد، وأرسلوا وفدين إلى إيران. كان أحد الوفدين بقيادة الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية. أما الوفد الثاني فكان بقيادة جنرال في الأمن. وطلب السعوديون من الإيرانيين تسليم بن لادن، وغيره من السعوديين ومن ضمنهم ابن عم أحد المشاركين في تفجيرات الرياض وهو تركي الدندني. وطلب السعوديون كذلك تسليم سيف العدل إلى مصر. وقال مصدر سعودي: «تلقينا ردا مخادعا».

وصرح مصدر من وزارة الخارجية الأميركية بأن الإيرانيين أكدوا للولايات المتحدة ولدول أخرى كثيرة، أن سيف العدل وغيره من عناصر القاعدة، وضعوا تحت الحبس المنزلي ولم يعد بمقدورهم الاتصال بالآخرين من عناصر الشبكة. ولكن الإيرانيين رفضوا تسليم هذه العناصر. وقال مسؤول كبير بمكافحة الإرهاب: «نحن نحاول إقناع الإيرانيين بتسليم سعد بن لادن إلى السعوديين». واضاف أن دولا كثيرا حاولت التوسط لتحقيق هذا الأمر. وقال مسؤولون أميركيون آخرون ان إيران لن تسلم سيف العدل ومجموعته لأنهم ربما يكشفون علاقات ظلت قائمة بين إيران والقاعدة منذ منتصف التسعينات. ويضيفون أن إيران تنظر إليهم كورقة تفاوضية في أي مواجهة بينها وبين الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الإيرانية نحو العراق او الجهود الإيرانية لصنع قنبلة نووية.

ويرفض المسؤولون الإيرانيون الاعتراف علنا بأن سيف العدل معتقل لديهم، ويكتفون بالقول انهم يحتجزون بعض «الأسماك الكبيرة» التي يزعمون أنها تهدد بارتكاب هجمات إرهابية ضد إيران.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»