مبارك وسولانا بحثا في القاهرة إنقاذ عملية السلام في الشرق الأوسط

TT

في تحرك اوروبي سريع لاحتواء التوتر المتصاعد في الاراضي الفلسطينية، التقي الرئيس المصري حسني مبارك امس في القاهرة والمنسق الاعلى للشؤون الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولاناوقالت مصادر مصرية لـ «الشرق الاوسط»: «ان مباحثات سولانا مع الرئيس مبارك، والتي استكملها بعد ذلك مع وزير الخارجية احمد ماهر،تناولت الدور الذي يمكن ان يلعبه الاتحاد الاوروبي ومصر لوقف التدهور في الاراضي الفلسطينية، واحتواء تداعيات ازمة استقالة محمود عباس (ابو مازن) من رئاسة الوزراء».

واضافت ان هناك اتفاقا مصريا اوروبيا على تدشين وساطة جديدة ينهض بها الطرفان في محاولة لاحياء الهدنة مرة اخرى، ونزع فتيل الازمة بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزرائه».

من جهته قال ماهر ان موقف مصر تجاه المقاومة الفلسطينية ثابت ولم ولن يتغير. واضاف ان بلاده ترى في المقاومة الفلسطينية اعمالا مشروعة، ومادام هناك احتلال ستظل هذه المقاومة ضده مستمرة .. وهي مقاومة شرعية».

واكد ماهر رفضه لاساليب المقاومة التي تستهدف المدنيين. واضاف: «مصر تدين ايضا تصرفات اسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين، وقيامها بأعمال القتل والهدم بصورة مستمرة وعشوائية يوميا». ودعا الى» ان تسمع اسرائيل صوت العالم كله قويا بما في ذلك الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة كما تسمعهم يدينون العمليات الفلسطينية وطالب ماهر اللجنة الرباعية بأن تبذل كل جهودها لوضع حد للسياسات والممارسات الاسرائيلية. واوضح : «ان الرئيس مبارك ابلغ موقف مصر ،سواء تجاه هذا الموضوع أو تجاه الوضع بالعراق للمسؤول الاوروبي خلال لقائه به صباح امس، لافتا الى ضرورة سرعة عودة الاستقرار الى العراق وتولي حكومة شرعية وانهاء الاحتلال».

واشار ماهر الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك له عقد بوزارة الخارجية بعد جلسة مباحثات تكميلية مع سولانا امس الى» اهمية ان تلمس موقفا ايجابيا، وان تخرج اللجنة الرباعية بمواقف محددة، سواء خلال اجتماع كبار المسؤولين بها أو الوزراء بالقدس وان تسهم تلك المواقف في وقف نزيف الدم الفلسطيني، وانهاء حلقة العنف وتحريك الامور نحو السلام».

وحول اتهام حركة المقاومة الاسلامية حماس من جانب الاتحاد الاوروبي بأنها حركة ارهابية قال سولانا ان قرار الاتحاد الاوروبي «سيتم تحليله بشكل مفصل خلال هذا الاسبوع».

وتابع: «اننا نرى ان الاموال والمساعدات التي تحصل عليها حماس لا تصل الى مستحقيها، ومن ثم يتعين ان تكون هناك ضمانات لوصول هذه الاموال الى مكانها الصحيح». واعرب سولانا عن امله ان «تتحول الحركة الى منظمة سياسية، والا توجه الاموال لأي منظمة تمارس عمليات ارهابية، وان تنهي الحركة أي علاقة لها بأي نشاط ارهابي، ثم تتحول الى حزب سياسي آملا في اعادة تصحيح علاقات الاتحاد الاوروبي معها».

واعرب ماهر، معقبا على تصريحات سولانا ، عن امله «الا يتخذ اي طرف قرارا من شأنه تعقيد العملية السياسية، فموقف الاتحاد الاوروبي من عمليات الاغتيالات معروف، ويعتبرها كلها مخالفة للقانون، وتعقد الموقف امام جهود استئناف عملية السلام». واعرب ماهر ايضا عن امله ان يلمس «موقفا اوروبيا اقوى تجاه التصرفات الاسرائيلية»، لافتا الى ان «هذا المطلب اثارته مصر مرارا سواء مع الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة ذاتها».

وردا على سؤال حل الانقسامات بالصف الفلسطيني واستقالة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس من منصبه قال ماهر: «تواصل مصر جهودها لتجاوز المأزق الراهن، وتثق في جميع القيادات الفلسطينية، وارتفاعها جميعها الى مستوى المسؤولية، وحرصها على وحدة الصف خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها قضيتهم». عما اذا كان موضوع طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد تم تناوله خلال مباحثات سولانا سواء مع الرئيس مبارك أو معه قال الوزير المصري: «ان موقف الاتحاد الاوروبي من الرئيس عرفات ثابت، باعتباره الرئيس الشرعي المنتخب، وهم يتعاملون معه وفقا لهذا المعيار، ولا يوجد هناك جديد بهذا الموضوع». ومن جانبه اكد سولانا ما ذكره ماهر بشأن الموقف الاوروبي من عرفات.