رامسفيلد يصل إلى أفغانستان بعيد صد هجوم جديد لقوات طالبان

TT

وصل دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي امس الى افغانستان لاظهار الدعم لجهود الرئيس حامد كرزاي في ترسيخ حكومته. وقال مسؤولون ان واشنطن ستزيد من الدعم المالي للبلاد.

وأشار مسؤول في الادارة الاميركية الى ان زيارة رامسفيلد «تهدف لاظهار الدعم الاميركي لما يعرف باسم «الاستراتيجية الجديدة» للتعجيل بجهود اعادة الاعمار الاقتصادي والمساعي المبذولة لتخليص منطقة كابل من الميليشيا وتشييد جيش افغاني وطني يحل مكانها.

وتحدث المسؤول عن مساندة واشنطن لقرار كرزاي تغيير حاكم قندهار الشهر الماضي في اطار استراتيجية يحاول عبرها فرض هيمنة الحكومة المركزية على الاقاليم المضطربة. وقال المسؤول، الذي طلب حجب هويته، ان الولايات المتحدة تعتزم زيادة الدعم لافغانستان. وأضاف: «ثمة زيادة كبيرة في المساعدات المالية سيعلنها الرئيس في الاسابيع القليلة القادمة».

ويذكر ان الولايات المتحدة تنفق الان 900 مليون دولار شهريا على العمليات العسكرية في افغانستان بالاضافة الى مساعدة اقتصادية قدرها 900 مليون دولار سنويا ينفق بعضها على تدريب الجيش الافغاني. وقالت ادارة بوش في يوليو (تموز) انها تستعد لتقديم مليار دولار مساعدات للتعجيل بجهود الاصلاح في افغانستان كي تستخدم في تشييد المدارس والطرق والمشروعات الاخرى.

وقال المسؤول ان واشنطن لا ترى ما يدعو الى زيادة حجم القوات الاميركية في افغانستان، الا ان ثمة خططاً لمضاعفة فرق اعادة البناء المؤقتة الى ثمانٍ. واشار الى ان الفرق الجديدة، التي تنسق جهود الاعمار، ستوضع في باجرام وجلال اباد وهرات وقندهار.

وكانت الحكومة الافغانية قد اعلنت امس انها صدت هجوما جديدا لمقاتلي طالبان قرب الحدود الباكستانية قبل ساعات فقط من وصول رامسفيلد.

وتأتي الزيارة ايضا بعد ايام من احد اضخم المعارك في افغانستان منذ 18 شهرا على الاقل والتي قالت القوات الأميركية ان حوالي 100 من رجال طالبان قتلوا فيها. وقال دولت خان رئيس الشرطة الاقليمية ان مقاتلي طالبان اطلقوا مساء السبت قذائف صاروخية على المقر الاداري بمنطقة زيلوك في اقليم بكتيكا جنوب شرق البلاد. وأضاف قوله: «بعد اطلاق النار على المقر تبادل مقاتلو طالبان اطلاق النار مع القوات الحكومية لمدة 20 دقيقة. لكن لا معلومات لدينا عن الخسائر البشرية».

والشهر الماضي وقعت هجمات متقطعة في بكتيكا انحي باللائمة فيها على مقاتلي طالبان واتباع الزعيم قلب الدين حكمتيار الذي تعهد بإسقاط حكومة كرزاي وطرد القوات الاجنبية من افغانستان. ويأتي اخر هجوم في بكتيكا بعد ايام من عملية شنها مئات الجنود الافغان بمساعدة القوات التي تقودها الولايات المتحدة في الاقليم لمحاولة تعقب المتمردين.

وقال خان ان العملية في بكتيكا لم تسفر عن اعتقال اي عناصر. وتقول القوات الاميركية والافغانية انها قتلت حوالي 100 من مقاتلي طالبان في اقليم زابل خلال الاسبوعين الماضيين في هجومين بري وجوي عنيفين على فلول الحركة.

وفي مايو (ايار) قال رامسفيلد ان معظم اراضي افغانستان آمنة وان الولايات المتحدة انتقلت من مرحلة العمليات العسكرية الكبيرة الى مرحلة الاستقرار واعادة البناء. ومنذ ذلك الحين ظلت قوات طالبان وحلفاء متمردون على الحكومة يشنون هجمات شبه يومية على المواقع الحكومية وموظفي الاغاثة والقوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة.

وباستهدافها الشرطة الافغانية ومسؤولي الحكومة وموظفي الاغاثة في البلاد بالاضافة الى القوات الاميركية، تكون طالبان قد غيرت في سياساتها السابقة ومخططاتها. وقد اوضح تقرير من الامم المتحدة ان الهجمات على موظفي الاغاثة بدت واضحة ومستمرة وتكثفت بدرجة كبيرة منذ مايو (ايار) الماضي مما جعل جنوب البلاد وشرقها يعيشان في حالة عدم الاستقرار. وعليه فقد اوضح مسؤولون في الامم المتحدة ان اعادة البناء والاستثمار في تلك المدن الافغانية تواجه المزيد من العراقيل والبطء في العمل. واضاف المسؤولون ان سكان هاتين المنطقتين (ومعظمهم من الباشتون) صاروا يشعرون بالغبن ازاء حكومة كابل وحليفتها واشنطن. ويقول دبلوماسيون غربيون انه على الرغم من تغيير طالبان في سياساتها وابتداعها اساليب متقدمة في فنون القتال فإن فرصها في استرداد السلطة في افغانستان ضعيفة للغاية.