الكتب الشيعية تعود إلى شارع المتنبي في بغداد

TT

بغداد ـ أ.ف. ب: تعرض صور آيات الله الخميني والصدر والخوئي والكتب الشيعية في سوق الكتب بشارع المتنبي في بغداد، بحرية بعد سنوات من المنع في ظل نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

ويقول عابد شندي، 40 سنة، الذي يبيع كتبا على رصيف هذا الشارع العتيق الذي اطلق عليه اسم شاعر العرب الكبير أبو الطيب المتنبي، وهو يشير الى كتاب يضم 40 خطابا للخميني «الناس يفضلون كتب رجال الدين التي اصبحت اليوم تتصدر المبيعات».

وكان تداول مثل هذه الكتب المحظورة قبل بضعة اشهر يؤدي الى السجن.

ويوضح شندي «كنا عرضة للاعتقال. اعتقل زميل لي قبل سنة لمدة ستة اشهر لأنه كان يبيع هذه الكتب واعدم شقيقه لانتمائه الى حزب الدعوة».

ويشير مهدي محمد أبو صالح، 62 سنة وهو شرطي متقاعد، الى ان سقوط نظام صدام حسين اتاح لهذه الكتب الخروج من التداول السري ليس فقط في شارع المتنبي حيث كانت تباع سرا بل في كل انحاء العراق.

ويقول أبو صالح الذي كان يلبس دشداشة ويحمل مسبحة في يده، وهو يتفحص باهتمام الكتب الدينية المعروضة «كنت أتردد في السابق كثيرا على هذه السوق كونها المكان الوحيد الذي يمكن العثور فيه على كتب شيعية».

ويوضح «كنت آتي الى هنا كل يوم جمعة» اذ كانت تقام مزادات علنية لبيع كتب قيمة في مجالات التاريخ والدين والشعر.

ويضيف أبو صالح الذي سجن سنة 1983 وطرد من جهاز الشرطة لقيامه بزيارة ضريح الامام الحسين «عندما يثق بك الباعة، فانهم يزودونك بكتب شيعية».

ويقول مدير مكتبة النهضة ناجح يحياوي، 58 سنة «بعد القرآن، الكتب الاكثر مبيعا هي «مفاتيح الجنة» و«نور المؤمنين»، وهما من المراجع الشيعية القديمة».

ويضيف ناجح الذي يدير احدى اقدم المكتبات واكثرها شهرة في هذا الشارع والتي تأسست سنة 1957 «ان الكتب المطلوبة ايضا اليوم هي تلك التي تتطرق الى الدين وكتب تعليم اللغة الانجليزية واللغات الاجنبية».

ويقول «في البداية كنا نتلقى كتبا من لبنان خصوصا والآن نتلقى القليل منها من ايران لأنها ارخص ثمنا».

وفي حين غابت كتب الدعاية البعثية، فان الكتب الحديثة التي تتناول النظام المخلوع تلقى اهتمام القارئ كما يقول بائع شاب يغص كشكه بكتب تحمل على غلافها صور صدام حسين واقاربه مثل سيرة شبيه عدي صدام بعنوان «كنت ابنا للرئيس».

وفي باحة صغيرة منزوية، يواصل اصوليون متشددون ملتحون عرض منشوراتهم الخاصة اضافة الى اقراص مدمجة لخطب ائمة متشددين وافلام عن المسلمين في الشيشان تحمل اغلفتها صور أسامة بن لادن والقائد خطاب.

وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان يملك وثائق مماثلة عن المقاومة العراقية يؤكد بائع شاب «قريبا. آمل ذلك».

كاتب واحد يعاني من هذه المنافسة الجديدة. ففي إحدى الزوايا تنتظر رواية «الرجال والمدينة» وهي احدى الروايات التي كتبها صدام حسين، بلا جدوى من يقتنيها.