العلاقات بين العراق وإيران تنتعش من جديد وبعض الشيعة قلقون من النفوذ الإيراني في مدينة النجف

TT

النجف (العراق) ـ رويترز: تبكي بدرية البالغة من العمر 17 عاما عند الضريح الذهبي بمسجد الامام علي غير مصدقة انه قدر لها اخيرا ان ترى أحد اكثر المقدسات الشيعية تبجيلا.

قالت بدرية التي تعد واحدة من الاف الايرانيين الذين اصبح بامكانهم الآن بعد سقوط نظام صدام حسين زيارة العتبات المقدسة الشيعية في العراق بحرية «اعتقدت انني سأموت دون ان أراه».

وشن صدام حربا ضد ايران بدءا من عام 1980 حتى 1988 وفرض قيودا صارمة على عدد الزوار الايرانيين الشيعة الذين يسمح لهم بزيارة المراقد المقدسة في النجف وكربلاء.

والآن تسري دماء الحياة في عروق العلاقات قديمة العهد بين ايران والعراق اللذين يعيش فيهما اغلبية شيعية، وهو ما يعد مصدر بهجة لكثيرين، كما انه يتيح فرصا تجارية لكثيرين يجنون ارباحا ضخمة من التجارة عبر الحدود.

الا ان البعض يشعر بالقلق بشأن نمو النفوذ الايراني. ويصر العراقيون الشيعة على انهم يريدون تولي زمام امورهم بانفسهم. ويعني ذلك الا يعتمدوا كثيرا على ايران.

وقادة ايران بدورهم لا يرغبون في رؤية مركز المؤسسة الدينية الشيعية ينتقل من مدينة قم الايرانية الى مستقرها التقليدي في النجف. وقال حيدر تويج أحد سكان النجف ان عودة القيادة الدينية الشيعية الى النجف تعني خسارة كبيرة لايران.

الا ان العلاقات الطيبة بين البلدين تعني بالنسبة لكثيرين انتعاشا اقتصاديا.

وانتعشت التجارة مع الايرانيين العابرين للحدود في الشاحنات الصغيرة لتهريب النحاس والاسلحة والبضائع الاخرى المسروقة التي تباع بحرية في كثير من اسواق العراق في ظل غياب الامن والنظام بعد سقوط صدام.

وفيما يسعى العراقيون الى تلبية فورة الطلب الاستهلاكي بعد سنوات من العقوبات فان كثيرا من السلع الايرانية ذات الاسعار التنافسية تتدفق الى الاسواق العراقية.

الا ان العلاقات المذهبية الوثيقة لا يمكنها ان تتجاوز سنوات من الضغينة وتاريخا من الحروب والنزاع. ويتحدث سكان النجف عن الايرانيين الذين يمضون فترات طويلة في فنادق المدينة. ويشكون في انهم عملاء سريون يراقبون تطورات الامور في المنطقة.

وفيما يقول السكان المحليون انهم سعداء بالامن الذي توفره ميليشيا اسلامية مثل «فيلق بدر» فإنهم قلقون بشأن علاقاتها بطهران التي كانت تؤيدها خلال سنوات وجودها في المنفى في ايران.

ونظم أفراد الفيلق دوريات ليلية في النجف في اعقاب التفجير الذي راح ضحيته زعيمهم آية الله محمد باقر الحكيم واكثر من 80 من المصلين الشهر الماضي، وبحثوا عن انصار صدام واعتقلوا عشرات منهم الامر الذي بدد الشكوك بشأن الجماعة.

وما زال كثيرون من الشيعة العراقيين يقولون ان المؤسسة الدينية الايرانية قدمت الكثير من اجلهم حيث منحت الاموال لمساعدة الفقراء والمأوى للذين اجبروا على النزوح من ديارهم هربا من اضطهاد صدام.

ويجعل ذلك ايران السند الطبيعي الذي يمكن الاعتماد عليه بالنسبة للشيعة الذين يشعرون بأن واشنطن لم تلتزم بوعودها لاحلال الأمن والرخاء في العراق بعد سقوط صدام.

وتنتشر في المتاجر والمقاهي الشعبية صور زعيم الثورة الايرانية الراحل آية الله الخميني والقادة الايرانيين الآخرين الى جانب صور القادة الدينيين العراقيين.

وقال المدرس سعد شبلاوي «لنكن واقعيين. عندما كان صدام موجودا اين وجدنا المأوى؟ انها ايران. عندما يأتون الينا الان لا يمكن ان نردهم».