وسطاء «إيقاد» يجمعون الهواتف الجوالة من وفدي الخرطوم وحركة قرنق لمنعهم من الإدلاء بتصريحات للإعلام

TT

تتواصل بصورة حثيثة المفاوضات بين علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني وجون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، ودخلت يومها الخامس، وسط ترقب باتخاذ قرارات مصيرية ومهمة في اية لحظة.

واشارت مصادر مطلعة قريبة من المفاوضات التي تجري وسط تكتم شديد، الى وجود «امل» في ان يتوصل الطرفان في اجتماعهما النادر في نيفاشا بكينيا الى صيغة توفيقية تتيح توقيع اتفاق سلام ينهي اطول حرب في القارة الافريقية. وقالت انه حتى مساء امس تم عقد 10 جلسات شارك فيها اكثر من 10 مفاوضين من الجانبين فيما لم يشارك اي من الوسطاء في الجلسات. واوضحت ان وسطاء الايقاد قاموا بجمع الهواتف الجوالة من وفدي الحكومة والحركة لمنع الادلاء بتعليقات للاعلام. كما ادى الوفدان القسم امام الوسطاء بعدم التحدث الى الصحافيين، حتى تسير المفاوضات في سرية تامة.

وحتى بداية الجلسة الثالثة مساء امس لم يتم احراز اي تقدم يذكر في القضايا المطروحة، وهي قضايا توزيع السلطات والثروات والمسائل الامنية والمناطق المتنازع عليها. لكن مصادر اشارت الى ان المحادثات تبدو في طريق مسدود، مع وجود عزم من الجانبين للوصول الى صيغة توفيقية. واشارت ايضا الى ان المحادثات ستستمر الى حين الوصول الى هذه الصيغة. وتحدثت مصادر اخرى لوكالة الصحافة الفرنسية قائلة ان «المسؤولين يلتقيان في محاولة للتقدم». واضافت «يمكن القول عموما ان نقاط الخلاف تفوق نقاط الاتفاق». واوقف علي عثمان طه وجون قرنق اللذان يلتقيان للمرة الاولى، محادثاتهما منتصف الليلة قبل الماضية، قبل ان يستأنفاها صباح امس. وتجري هذه اللقاءات قبل ايام من جولة المحادثات المقبلة بين الخرطوم والحركة الشعبية التي ستبدأ الاربعاء في ناكورو بكينيا. من جهة ثانية، قدم الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية السوداني مرافعة امس عن كفاءة الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس لشؤون السلام وتحدث عن ثقة الرئيس عمر البشير به. وقال اسماعيل رداً على اسئلة الصحافيين حول حقيقة ما تردد عن استقالة صلاح الدين ان «رئيس الجمهورية عندما وضع ثقته بغازي فإنه كان يعلم كفاءته ومقدرته العالية»، مشيرا الى ان «الرئيس ظل يؤكد ثقته هذه في كل مرة يعود فيها من محادثات السلام وما تزال هذه الثقة موجودة، وهو افضل من يقود ملف السلام حتى النهاية».