قتيلان وعشرات الجرحى بينهم 6 أميركيين في هجوم انتحاري بسيارة محملة بـ200 طن من متفجرات «تي إن تي» في أربيل

أحد القتيلين طفل في الرابعة والآخر منفذ العملية والشبهات تتجه إلى «أنصار الإسلام»

TT

هز انفجار بسيارة ملغومة مدينة اربيل، عاصمة الاقليم الكردي في شمال العراق، الليلة قبل الماضية واسفر عن مقتل طفل وشخص آخر، يعتقد انه انتحاري كان يقود السيارة، واصابة اكثر من 50 آخرين بينهم ستة اميركيين. وورد ان الهجوم الانتحاري استهدف مقرا اميركيا في المدينة، واذا تأكد ذلك فانه سيكون الاول من نوعه ضد القوات الاميركية في الاقليم الكردي. ووقع الانفجار عند الساعة التاسعة والنصف ليلا في منطقة شورش الواقعة على طريق بلدة صلاح الدين وتحطمت اثره ما لا يقل عن 10 سيارات وتهدمت 8 منازل. وسارعت سيارات الدفاع المدني لنقل الجرحى الى المستشفيات العامة التي اكتظت بالسكان الباحثين عن ذويهم بين الجرحى. وقال الدكتور فيجولا جلال مدير مستشفى الطوارئ في المدينة «عالجنا 45 شخصا ليلا. واحد المصابين طفل في الرابعة من عمره توفي متأثرا بجروحه». واضاف «هناك ثلاثة او اربعة اشخاص اصاباتهم بليغة. والاغلبية جروحهم طفيفة وغادروا المستشفى». وتابع: «عالجنا ثلاثة اميركيين اصاباتهم طفيفة. احدهم كان يرتدي بزة عسكرية اما الاخران فكانا باللباس المدني». ومضى يقول ان «اغلب الضحايا من النساء والاطفال».

وكان ضابط في الشرطة الكردية قد اعلن ان الانفجار ادى الى وقوع 53 جريحا بينهم ستة اميركيين. واضاف محسن جميل ان الهجوم انتحاري قتل فيه منفذه. وقال محسن جميل الذي كان في موقع الانفجار بعد نصف ساعة من وقوعه «وفق ما شاهدت انا متأكد مائة في المائة انه هجوم انتحاري». واضاف وهو يقف بجانب حطام السيارة «قتل رجل واحد وهو سائق السيارة». وتابع: «شاهدت اجزاء جسد في حديقة قريبة بينها يد ورجل». ومضى جميل يقول «انا متيقن من ان اجزاء الجسد هي للانتحاري». واكدت متحدثة باسم الجيش الاميركي مقتل عراقي واصابة 53 اخرين بجروح، بينهم ستة من موظفي وزارة الدفاع الاميركية. وقالت المتحدثة نيكول تومبسون «حتى الان هناك 47 جريحا عراقيا وقتيل مؤكدين. وهناك ستة جرحى من موظفي وزارة الدفاع الاميركية». وقالت ان الانفجار هو «نتيجة ما يشتبه في انه سيارة ملغومة». وكانت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية قد اعلنت بعيد الانفجار انه وقع على مقربة من نقطة تفتيش للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.

وباستثناء الاميركيين، فان غالبية الجرحى من النساء والاطفال. واعلنت القوات الاميركية حالة الاستنفار في المنطقة وحلقت 10 طائرات هليكوبتر فوقها، نقل بعضها عددا من الجرحى الى خارج الاقليم للعلاج. وبدأ محققون اكراد واميركيون تحقيقاتهم في الانفجار لمساعدة المحققين الذين وصلوا الى المكان، فيما نقلت طائرات اخرى منتسبي وزارة الدفاع المصابين الى خارج الاقليم الكردي بغية المعالجة. وقد تابع رئيس حكومة الحزب الديمقراطي الكردستاني، نيتشرفان بارزاني، الحادث وتفقد الجرحى في المستشفى واوعز باجراء تحقيق سريع عن الحادث وكشف هوية مرتكبي العملية. من جهته ، قال وزير الداخلية في اربيل كريم سنجاري في مؤتمر صحافي امس ان الاجهزة الامنية باشرت بالتحقيق في الحادث، موضحا ان نحو 200 كيلوغرام من مادة «تي ان تي» الشديدة الانفجار استخدمت في الهجوم . وردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» لم يستبعد سنجاري تورط اطراف موالية لجماعة «انصار الاسلام» وفلول النظام العراقي السابق في الهجوم. وقال شاهد عيان ان الحالة كانت رهيبة جدا. واصيب سكان المنطقة بصدمة وهلع لكثرة الحرائق والدخان المركز وقوة دوي الانفجار الذي ادى الى سقوط اجزاء من المنازل على رؤوس ساكنيها.

ويأتي هذا الانفجار ضمن سلسلة من الهجمات المماثلة وقعت في كافة انحاء العراق في الاسابيع الثلاثة الماضية اودت بحياة حوالى 120 شخصا، بمن فيهم مبعوث الامم المتحدة للعراق سيرجيو دي ميلو والزعيم الشيعي اية الله محمد باقر الحكيم. وجاء هذا الانفجار بعد خمسة ايام من اعلان قوات الامن الكردية انها احبطت مؤامرة لتنفيذ انفجار ضخم شمال العراق على ايدي من يشتبه في انهم من جماعة «انصار الاسلام» المتشددة التي تشتبه واشنطن في ان لها علاقة بتنظيم «القاعدة». وقالت مصادر تلك القوات ان 1.2 طن من المتفجرات كانت ستستخدم في التفجير الذي كان يستهدف قتل جلال طالباني زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في مدينة السليمانية وكذلك مهاجمة جسر وساحة عامة في مدينة كركوك.