نجاة الزهار قيادي حماس من محاولة لاغتياله بتدمير منزله بصاروخ مقاتلة إسرائيلية

مقتل حارسه ونجله عندما كان يجري فحوصا طبية استعدادا للزواج وإصابة زوجته وابنته

TT

نجا الدكتور محمود الزهار، القيادي البارز في حركة المقاومة الاسلامية «حماس» بمعجزة من احدث محاولة اغتيال تقوم بها اسرائيل ضد اعضاء القيادة السياسية للحركة، في حين قتل نجله البكر خالد،24 عاما، ومرافقه شحدة يوسف السويركي.

وقال شهود عيان: «في الساعة العاشرة وعشر دقائق من صباح امس قامت طائرات عسكرية اسرائيلية من طراز اف 16 اميركية الصنع باطلاق عدة صواريخ على منزل الزهار في شارع المحافظة بحي الرمال الجنوبي، بجوار مسجد الشمعة، وانهار المنزل المكون من طابقين على من كان بداخله، الامر الذي ادى الى مقتل نجل الزهار ومرافقه الذين كانا داخل المنزل، في حين اصيب الزهار الذي كان خارجا للتو من المنزل بجروح، كما اصيبت زوجته وابنته بجروح بين متوسطة وخطرة، وكانتا خارج المنزل ايضا ولكن كانتا اقرب اليه من الزهار».

واضافوا: «اصيب في القصف الصاروخي الاسرائيلي 18 من سكان المنازل المجاورة، وبسبب قوة الانفجار الهائلة تطايرت جثة شحدة السويركي مرافق الزهار ليعثر عليها رجال الاطفاء فوق سطح مسجد الشمعة الذي يفصله عن منزل الزهار شارع، اما نجله خالد، المحاضر في الجامعة الاسلامية بغزة، فقد عثر على اشلائه موزعة في انحاء المنزل المدمر تماما».

واشار الشهود الى اصابة عدد من العمال الذين يقومون باعمال البناء في منزل مجاور لمنزل الزهار من الناحية الشرقية بجروح بعد ان سقطوا من سطح المنزل الذي كانوا يقومون ببنائه بسبب قوة القصف. ونقل الزهار وزوجته وابنته الى مستشفى دار الشفاء بغزة، وشوهد الزهار وهو يغادره بعد عشر دقائق، بعد ان عولج من جراح طفيفة في ساقه الايمن وجبهته.

وتتكون عائلة الزهار من اربعة ابناء وثلاث بنات. وكان ثلاثة من ابنائه وابنته الثانية خارج المنطقة لدى وقوع محاولة اغتياله. وقال شقيقه يوسف ان ابن اخيه البكر خالد الذي قتلته اسرائيل كان يهم بالتوجه لاجراء فحص طبي لمعرفة بعض التفاصيل المتعلقة بدمه تمهيدا لاعلان خطبته. ويذكر ان خالداً كان يعمل محاضرا في الجامعة الاسلامية، وهو حاصل على الماجستير في الاقتصاد من جامعة لندن، في حين ان اخته التي اصيبت في العملية تعمل مهندسة.

وتوافد الالاف من سكان المدينة الى المنزل المدمر للمساعدة في اخلاء الجرحى والمصابين من المكان، ومعروف ان الحي الذي يتواجد فيه المنزل معقل من معاقل حركة حماس التقليدية. وكانت آخر محاولة اغتيال فاشلة نفذتها اسرائيل ضد قادة حماس يوم السبت الماضي، عندما قامت طائرة مقاتلة من طراز اف 16 بقصف منزل في حي الدرج، كان يتواجد فيه الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة حماس وزعيمها الروحي، ومدير مكتبه اسماعيل هنية، وقد اصيب في هذه العملية 20 مواطنا فلسطينيا.

ويذكر ان اكثر من 14 فلسطينيا قد سقطوا في عمليات اغتيال استهدفت قادة وكوادر حماس بعد قرار الحكومة الاسرائيلية بتصفية قيادتها السياسية في اعقاب عملية القدس يوم 20 الشهر الماضي. وابرز قادة حركة حماس الذين نجحت قوات الاحتلال في تصفيتهم منذ ذلك الوقت، هو اسماعيل ابو شنب، وهو عضو القيادة السياسية للحركة في قطاع غزة.

من ناحيتها ادانت القيادة الفلسطينية محاولة اغتيال الزهار في بيان نشرته في وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، وقدمت تعازيها للزهار في استشهاد نجله ومرافقه.

وامس اقرت قيادة الجيش الاسرائيلي بتنفيذ محاولة الاغتيال. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصدر كبير في قيادة الجيش قوله ان محاولة اغتيال الزهار جاءت «تنفيذا لتعليمات المستوى السياسي القاضي بتصفية قيادة حركة حماس السياسية». وادعى المصدر انه كان من الضروري تصفية الزهار لانه قائد بارز في حركة حماس وانه "كان جزءا من الاطار القيادي في الحركة الذي يساهم في اصدار التعليمات للجهاز العسكري لتنفيذ عمليات ضد الاهداف الاسرائيلية.