زعيم «المهاجرون»: «القاعدة» أفعال لا أقوال.. ومؤتمر «الانتحاريين الـ 19» في موعده اليوم شمال لندن

أصوليو لندن: «القاعدة» خسرت الدعم اللوجستي وبن لادن لن يظهر في الذكرى الثانية للهجمات

TT

ستمر الذكرى الثانية لهجمات سبتمبر التي يسميها الاصوليون «غزوتي نيويورك وواشنطن» مرور الكرام ولن يظهر اسامة بن لادن زعيم «القاعدة» او ايمن الظواهري زعيم «الجهاد» المصري نائب بن لادن على شاشات المحطات الفضائية العالمية بحسب اصوليين في لندن على اطلاع على شؤون «القاعدة». وقال هؤلاء الاصوليون ان بن لادن ورفاقه يدركون ان تكرار التهديدات ضد اميركا بدون عمل حقيقي سيضر بشعبيتهم ومصداقيتهم، وخروجهم في هذا الوقت سيضعهم في مواجهة صعبة امام انصارهم والمتعاطفين معهم. وفسر الاصوليون في لندن غياب بن لادن عن الذكرى الثانية للهجمات بأن قادة «القاعدة» دخلوا في مرحلة «كمون امني» خوفا من عمليات المطاردة والملاحقة في الشريط الحدودي الواقع بين باكستان وافغانستان. وارجعت قيادات اصولية تراجع المد الاعلامي لـ «القاعدة» بسبب خسارة «الدعم اللوجستي»، بعد مقتل واحتجاز افراد كانوا يشرفون على مؤسسة «سحاب» التي اصدرت من قبل بعض وصايا الانتحاريين». الى ذلك قال عمر بكري زعيم جماعة «المهاجرون» الاصولية الذي يدشن مؤتمرا اليوم عنوانه «العظماء الـ 19» في اشارة الى الانتحاريين الـ19 الذين شنوا هجمات سبتمبر: «ان القاعدة لها تكتيك خاص تقوده في الحرب النفسية والعسكرية ضد المعسكر الذي تقوده اميركا». واوضح بكري ان جماعته لم يصلها أي شيء من بن لادن كما كان يتوقع.

وقال ان «القاعدة عودتنا على الافعال وليس على الاقوال. وبن لادن لايريد ان تصل اقواله قبل افعاله».

وبالنسبة لمؤتمره الاصولي، والذي يحمل شعاراً الآية 13 من سورة «الكهف» «انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى»، قال ان قاعة «النصر» في توتنهام بشمال لندن ستستضيف المؤتمر منذ الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم.

ووصف «سكون القاعدة» بانه الهدوء الذي يسبق العاصفة، وهو الذي يرعب اميركا واجهزتها الامنية، وهي سياسة تعودتها «القاعدة» قبل ان تضرب ضربتها المفاجئة».

وقال بكري: «سيتحدث اليوم في مؤتمر «الانتحاريين الـ 19» المحامي انجم شودري امير الحركة في بريطانيا، والشيخ ابو عمر الجامايكي المتحدث باسم الحركة، وابو عثمان الكشميري، واعضاء اخرون في «المهاجرون». وذكر ان الحضور سيناقشون الدوافع التي دفعت هؤلاء «الابطال» الى القيام بمثل هذا العمل.

والعد التنازلي في المواقع والمنتديات الجهادية لذكرى الهجمات التي هزت العالم، بدأ قبل ايام ببث خطابات قديمة لزعيم «القاعدة» ورسائله ومقابلاته وتصريحاته قبل وبعد الهجوم الاميركي على افغانستان، وتقرير نفسي عن حالة بن لادن عشية تنفيذ الهجمات، بالاضافة الى صور الانتحاريين الـ 19 بدون لحى أي قبل الالتزام والالتحاق بمعسكرات بن لادن في افغانستان». ومن ابرز ما نشر في المواقع الانترنتية من كتب خلال الايام الماضية «القاعدة دولة بلا حدود» و«بن لادن مجدد الزمان وقاهر الاميركان»، وشريط صوتي لاسامة ابو غيث المتحدث باسم «القاعدة» يحمل اسم «اوقفوا زحف اسامة» و«15 حلقة من سلسلة الحرب الصليبية على العراق»، و«السيف البتار لقطع اكاذيب الاخبار عن التفاوض والحصار» و«غزوة 11 سبتمبر رؤية متكاملة للحدث» وخطبة «نفير الجهاد» ليوسف العييري المسؤول عن موقع «القاعدة» الانترنتي قبل مقتله في مايو (ايار) الماضي.

وظهر على منبر التوحيد والجهاد اول من امس على الانترنت كتاب «التوجيهات المنهجية» لمؤلفه بن لادن، وقال معدوه: «لقد اجتهدنا أن يكون الجزء الأول منها هو كلمة لأسامة بن لادن». وتقول مقدمة الكتاب: «هذه المحاضرة المطولة التي بين أيديكم الان هي في أصلها محاضرة صوتية ألقاها الشيخ في زمن أعقب انحسار حركة طالبان عن أرض أفغانستان وبدئهم بحرب قوات الاحتلال الصليبي هناك، بل وفي زمن أعقب نشر وصية الشيخ أبي العباس الجنوبي واسمه عبد العزيز العمري الزهراني (احد الانتحاريين الـ 19).

الى ذلك قال اصوليون في لندن ان «القاعدة» خسرت «البوق الاعلامي» المتمثل في «مركز الدراسات والبحوث الاسلامية» الذي كان يشرف عليه يوسف العييري، الذي اصدر من قبل دراسات وبيانات «القاعدة» ومنها سلسلة «الحرب الصليبية». وقتل العييري في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن السعودية بداية يونيو (حزيران) الماضي. وكان العييري، وكنيته ابو محمد وابو مريم، العاشر في قائمة المطلوبين الـ 19 لوزارة الداخلية السعودية والمتهمين في تفجيرات الرياض.

من جهته قال الاسلامي المصري الدكتور هاني السباعي مدير مركز «المقريزي» للدراسات التاريخية ان بن لان في حالة «كمون امني» ولن يظهر في الذكرة الثانية للهجمات، كما فعل من قبل في الذكرى الاولى او قبل الحرب الاميركية على العراق في الشريط الشهير الذي نصح فيه العراقيين بحفر الخنادق، وتحدث عن خسائر «القاعدة» في جبال تورا بورا.

وقال السباعي «على الارجح ان بن لادن ونائبه لن يظهرا للاعلام خلال فترة قريبة، بسبب الحصار الامني المفروض عليهما».

واوضح ان بن لادن ونائبه لا يستفزهما الاعلام، لانهما يعرفان ان اجهزة الاعلام «مصيدة» اوقعت من قبل بخالد الشيخ الرجل الثالث في القاعدة، ورمزي بن الشيبة منسق هجمات سبتمبر، وادت الى اعتقالهما العام الماضي». واشار الاصولي المصري الى الحصار المفروض على بن لادن في الشريط الحدودي وفي داخل افغانستان، وعدم الثقة في الاخرين، بعد سقوط مقربين كبار من بن لادن، يدفعه الى الدخول في حالة «الكمون الامني»، او «البيات الشتوي».

ومن جهته قال الاسلامي الليبي نعمان بن عثمان خبير الحركات الاصولية ان الذكرى الاولى على هجمات نيويورك وواشنطن مرت دون عمل حقيقي كما وعدت «القاعدة» من قبل في تهديداتها ضد اميركا.

واشار الى ان بن لادن ورفاقه يدركون ان تكرار التهديدات ضد اميركا بدون عمل حقيقي سيضر بشعبيتهم ومصداقيتهم، وخروجهم في هذا الوقت سيضعهم في الميزان امام المتعاطفين معهم، حيث ان اميركا ما زالت تصول وتجول».