أول استطلاع علمي تجريه مؤسسة غربية يكشف: أغلبية عراقية تؤيد بقاء القوات الأميركية عاما واحدا وأكثرية شيعية ضد نظام إيراني الطراز والنساء والشباب أكثر تأييدا للديمقراطية

TT

كشفت نتائج اول استطلاع للرأي العام يجرى بطريقة علمية في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين ان ثلثي الشعب العراقي يرغبون في استمرار وجود الولايات المتحدة والحلفاء في العراق على الاقل لمدة عام اخر وفي الوقت ذاته، يعتقد معظم العراقيين انه اذا اذا بقيت القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق لمدة خمسة اعوام اخرى فسيضر ذلك ببلادهم. اجرت هذا الاستطلاع الشهر الماضي «مؤسسة زغبي الدولية»، وهي واحدة من مؤسسات ابحاث الرأي العام المحترمة في الولايات المتحدة. ولم يشمل الاستطلاع الذي استغرق اكماله ثلاثة اسابيع المناطق الكردية التي لم تخضع لسيطرة صدام حسين منذ عام .1991 وتظهر النتائج ان الرأي العام في العراق اكثر حساسية واستقرارا واعتدالا مما كان يعتقد، وان العراقيين ليسوا متعصبين ولا معارضين للولايات المتحدة وفي ما يلي ابرز استنتاجات الاستطلاع:

العراقيون متفائلون، فسبعة من بين كل 10 اشخاص قالوا انهم يتوقعون ان اوضاع بلادهم وحياتهم الخاصة ستكون في وضع افضل خلال خمسة اعوام من الان. بينما ذكر 32 في المائة ان الوضع سيكون افضل بكثير.

وذكر العراقيون ان اصعب مهام اعادة بناء البلاد ستكون البنية السياسية وليس الاقتصادية، بنسبة ثلاثة الى واحد. وهم يشعرون بالتوتر من الديموقراطية. وفي سؤال عمن هو الاكثر انطباقا على بلادهم: «يمكن ان تنجح الديمقراطية في العراق» او «الديمقراطية هي وسيلة غربية لتنفيذ الامور»، اجاب نصف الاشخاص بان الديمقراطية ظاهرة غربية ولن تنجح في العراق. بينما اعرب 10 في المائة عن عدم تأكدهم. وذكر 40 في المائة ان الديمقراطية يمكن ان تنجح في العراق. وكان السنيون سلبيين بخصوص الديمقراطية بنسبة اثنين الى واحد. وبالنسبة للشيعة فإن النسبة كانت متساوية. وتبين ان الاشخاص في الفئة العمرية التي تتراوح بين 18 الى 29 سنة اكثر ايجابية بخصوص الديموقراطية من باقي الفئات العمرية، كما ان النساء اكثر تأييدا من الرجال وبنسبة كبيرة للديمقراطية.

وفي سؤال حول الدولة التي يودون ان تتشكل حكومتهم الجديدة على غرار نظامها، من بين خمس دول هي سورية والسعودية وايران ومصر والولايات المتحدة ـ كانت الاجابة الاكثر الولايات المتحدة التي اختارها 37 في المائة، اي اكثر من الذين اختاروا سورية وايران ومصر معا. وحلت السعودية في المركز الثاني بنسبة 28 في المائة. ومرة اخرى كان هناك انقسام ديموغرافي هام. فالشباب اكثر ميلا للولايات المتحدة والشيعة اكثر اعجابا بها من السنة. والغريب ان الشيعة العراقيين لا يعجبون بالحكومة الاسلامية في ايران، وتبين ان الولايات المتحدة اكثر شعبية 6 مرات كنموذج للحكومة من الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وكشف الاستطلاع ان 33 في المائة من العراقيين يريدون جمهورية اسلامية، بينما رفضها 60 في المائة. وتبين ان الشيعة اقل قبولا لفكرة الحكومة الاسلامية، فقد كانت نسبة الرافضين 66 في المائة والموافقين 27 في المائة. ويتضح الاهتمام بإقامة حكومة اسلامية بين الاقلية السنية، غير انهم منقسمون حول هذا الموضوع ـ 57 في المائة من العراقيين لديهم وجهة نظر سلبية حول اسامة بن لادن، ومن بين هؤلاء 41 في المائة وجهة نظرهم سلبية للغاية (ترفضه النساء بصفة خاصة).

ويرفض العراقيون عودة حزب البعث للنشاط السياسي، ففي سؤال يقول «هل يجب عقاب قادة حزب البعث الذين ارتكبوا جرائم، او هل يجب نسيان افعال الماضي؟» بلغت نسبة الذين ردوا بضرورة العقاب 74 في المائة بينما لم تزد نسبة من طالبوا بنسيان افعال الماضي على 18 في المائة.

ورد العراقيون بنسبة 50 في المائة الى 30 في المائة على انه اذا بقيت الولايات المتحدة في العراق لمدة خمس سنوات فيضر ذلك بالبلاد. لكن 66 في المائة من العراقيين يريدون بقاء الولايات المتحدة لمدة عام اخر. اقل من 30 في المائة من العراقيين يعرفون او سمعوا عن شخص مات في الحرب التي انهت حكم صدام حسين. لكن لـ 50 في المائة اقارب او جيران او اصدقاء قتلتهم قوات الامن العراقية خلال سنوات حكم صدام حسين.