الحكم بالإعدام على سامودرا العقل المدبر لتفجيرات بالي وأقارب الضحايا يطلبون مشاهدة تنفيذ الحكم

TT

دنباسار (اندونيسيا) ـ وكالات الانباء: اصدرت محكمة اندونيسية امس حكما بالاعدام على الناشط الاصولي الاندونيسي الامام سامودرا لادانته بتنظيم تفجيرات بالي التي قتل فيها اكثر من مئتي شخص في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. واعلن رئيس القضاة وايان سوغاوا «اننا نحكم على المتهم بالاعدام» مضيفا انه ثبت ان سامودرا مذنب بكافة التهم الموجهة ضده. وبعد صدور الحكم هتف سامودرا ثلاث مرات ملوحا بيده في الهواء «الله اكبر». وقالت القاضية ايفا سوديوي انه لا توجد عوامل لتخفيف الحكم، مضيفة ان سامودرا ارتكب «جريمة استثنائية وجريمة ضد الانسانية». فهتف عندها سامودرا مرة ثانية «الله اكبر» باللغة العربية فيما امسك افراد الشرطة بذراعيه واقتادوه خارج المحكمة. وصرخ سامودرا باللغة العربية «اذهبوا الى الجحيم يا كفار».

ويعتقد المحققون ان سامودرا عضو بارز في شبكة «الجماعة الاسلامية» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» والتي شنت هجمات تقول انها انتقاما لاضطهاد المسلمين في كافة انحاء العالم.

وسامودرا، خبير المعلوماتية البالغ من العمر 33 سنة، هو ثاني متهم بتفجيرات بالي يصدر بحقه حكم الاعدام بعد عمروسي الذي حكم عليه بالاعدام في 7 اغسطس (آب) الماضي لاتهامهما بارتكاب اسوأ عمل ارهابي منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 على الولايات المتحدة.

وقالت سوديوي ان «المتهم لعب دورا كبيرا في تفجيرات بالي ولذلك اعلن القضاة انه العقل المدبر لتفجيرات بالي». ووصفت سوديوي التفجيرات بانها «قاسية ووحشية وغير انسانية ومن الناحية الدينية محرمة».

وكان سامودرا الذي تلقى تدريبه في افغانستان قال في وقت سابق انه سيرحب بالموت لانه سيقربه من الله. الا ان قادر فيصل احد محامي سامودرا صرح للصحافيين ان سامودرا اوعز الى محاميه قبل صدور الحكم باستئناف اي حكم بالاعدام يصدر ضده. واضاف فيصل ان سامودرا يعتقد ان الحكم «حرام» لانه من المفترض ان تتم محاكمته امام محكمة اسلامية. وسينفذ حكم الاعدام باطلاق النار على المدان.

وقالت استراليا التي شكل رعاياها غالبية ضحايا هجمات بالي، انها لن تعترض على اصدار حكم الاعدام بحق سامودرا. وقال وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر «اننا نرحب بشدة بادانة الامام سامودرا والحكم عليه. انه احد اشرار تفجيرات بالي». واوضح الوزير انه «ليس من سياسة الحكومة الاسترالية ان تؤيد حكم الاعدام، لكن في هذه الظروف الخاصة لن نقدم اي اعتراض ضد الحكم الى الحكومة الاندونيسية».

وكانت اندونيسيا التي تسكنها غالبية من المسلمين واجهت انتقادات بسبب تجاهلها التهديدات الارهابية الا انها نشطت في مكافحة الارهاب بعد تفجيرات بالي التي قتل فيها 164 اجنبيا. ويعتقل اكثر من 30 من المشتبه في ضلوعهم بتفجيرات بالي وتجري محاكمة معظمهم. ومن بين هؤلاء الشخصية البارزة في «الجماعة الاسلامية» مخلص الذي يقال انه صرح لسامودرا بتنفيذ الهجوم، وعلي امرون احد صانعي القنبلة. وعمروسي ومخلص وامرون هم اشقاء. ويطالب المدعون بالحكم بالاعدام على مخلص والسجن مدة 20 عاما على امرون.

واتهم سامودرا بحضور اجتماعات للتخطيط للهجوم واختيار المواقع المستهدفة في بالي وتحديد المهام لمنفذي التفجيرات. ولم يقر سامودرا بصلاته بـ«الجماعة الاسلامية» الا انه لم يخف دوافعه حيث قال خلال المحاكمة ان «هذه حرب ضد اميركا، والعالم يفهم ان اميركا مغرورة ومتغطرسة ومتوحشة وقاسية». واضاف ان «الحرب ضد اميركا وحلفائها هي حرب ضد الشر وضد الاستبداد وحرب ضد الارهاب وهذا جهاد في سبيل الله». وحاول سامودرا التقليل من دوره في هجمات بالي ونفى ان يكون هو الذي اختار الاهداف او اصدر اوامر الى منفذي الهجوم الا انه اعترف بضلوعه ومسؤوليته عن الهجمات.

واثناء محاكمته ابدى سامودرا لا مبالاة واضحه تجاه ضحاياه. واعرب عن اسفه لوفاة مسلمين في تفجيرات بالي واصفا مقتلهم بانه «نتيجة عرضية» للانفجار.

ومنذ عام 2001 اعتقل حوالي 200 من المشتبه بعلاقتهم بـ«الجماعة الاسلامية» في جنوب شرقي آسيا، الا ان الخبراء يقولون ان الجماعة التي ألقيت عليها مسؤولية تفجير فندق في جاكارتا الشهر الماضي وسلسلة من الهجمات، لا تزال خطيرة جدا.

وقال سوني، 35، سنة، الموظف في الفندق الذي وقع فيه التفجير في جاكارتا والذي قتلت زوجته في الانفجار بينما كانت تنتظر انتهاءه من العمل للقائه ان منفذي الهجمات يجب ان يتلقوا اشد العقوبات الممكنة «وخاصة سامودرا، انه يستحق الموت». وقالت كيتوت جونتري التي توفي زوجها سائق سيارة الاجرة في الانفجار، انها «مسرورة جدا» للحكم الصادر بحق سامودرا. واضافت: «اريد شيئا واحدا فقط وهو السماح لي بمشاهدة تنفيذ الاعدام فيه والا فانني لن اصدق انه اعدم بالفعل».