تلفزيون أبوظبي: المقابلة مع الصحاف تتضمن مفاجآت وأشرطة جديدة لكنه لن يتطرق إلى الكويت

مسؤولون في القناة أشاروا إلى أن وزير الإعلام العراقي السابق قرر الاحتفاظ بمعلومات لكتابه المنتظر

TT

تبث قناة ابوظبي الفضائية غدا الحلقة الاولى من مقابلة حصرية مؤلفة من سبع حلقات مع وزير الاعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف جرى اعدادها على مدى ثلاثة اشهر وفي اجواء من التكتم الشديد. وتغطي المقابلة التي اجراها المذيع الاماراتي جابر عبيد الفترة الممتدة من 18 مارس (آذار) من هذا العام والى حين سقوط بغداد واختفاء القيادة العراقية بمن فيهم الصحاف نفسه في التاسع من ابريل (نيسان). وبخلاف الانطباع السائد لدى الكثيرين فان المقابلة لم تكن، كما اكد مدير عام تلفزيون ابوظبي علي الاحمد لـ«الشرق الاوسط»، ثمنا لاستضافة الامارات للصحاف، مشيرا الى ان مجيء الصحاف الى ابوظبي قبل حوالي ثلاثة شهور تم بقرار من جهات اخرى غير التلفزيون. والامر المفاجئ الآخر هو ان الصحاف «لم يتقاض فلسا واحدا عن المقابلة»، كما اكد جابر عبيد معد ومقدم البرنامج الذي ساهم في اقناع الصحاف في بغداد باجراء المقابلة منذ ان كان هناك لتغطية الحرب على العراق. وقد تم تسجيل الحلقات الخمس الاولى من المقابلة في استديوهات تلفزيون ابوظبي على ان تكون الحلقتان الاخيرتان مخصصتين لتلقي اسئلة الجمهور مباشرة وعلى الهواء.

ويقول مدير تلفزيون ابوظبي علي الاحمد ان الخطوط العريضة للحوار مع الصحاف تتمحور حول الجوانب الغامضة وغير المعروفة من الحرب وشرح ما حدث وليس اعطاء الصحاف منبرا لتبرير المواقف والاخطاء. ويتفق جابر عبيد على ان تلفزيون ابوظبي يحاول من خلال المقابلة استجلاء الحقائق كما عاشها وساهم فيها الصحاف. واضاف عبيد ان الصحاف حدد بعض الشروط لاتمام المقابلة وهي ان تكون اجاباته بحدود ما يعرف وان لا يتم التطرق الى موضوع الكويت. ويعترف عبيد بان الحوار لم يكن سهلا وان الصحاف كان حريصا على الاحتفاظ ببعض المعلومات لنشرها في الكتاب الذي يستعد لكتابته واصداره. لكن عبيد اضاف انه يعتقد انه استطاع استدراج الصحاف للبوح بما قد يصل الى 90 في المائة من المعلومات حول فترة الحرب وما سبقها من استعدادات.

وبالرغم من ان المفاجآت التي يكشف عنها الصحاف خلال المقابلة تتوزع على الحلقات جميعا الا ان عبيد اكد ان هذا التوزيع لم يكن مقصودا ولكنه جاء في سياق شرح تسلسل الاحداث. وحول ما اذا كانت المقابلة قد تطرقت لبعض الصلات الشخصية للصحاف مع رموز النظام العراقي السابق، قال عبيد ان الحوار ليس تسجيلا لحياة الصحاف ويومياته وانما شرح مرحلة تاريخية هامة وحساسة من حياة العراق والامة العربية وبالتالي فان التطرق الى أية قضية شخصية كان يتوقف على مدى ارتباطها بالحدث وتداعياته وابعاده.

والى جانب المعلومات التي ترد على لسان الصحاف فان المقابلة تتضمن عرض اربعة اشرطة تلفزيونية لم يسبق عرضها من قبل. وبسؤال جابر عبيد عما اذا كان الصحاف هو الذي احضر هذه الاشرطة، اجاب ان القناة حصلت عليها بجهود فريق الاعداد الذي ضم المخرج عبد الله البني والمراسلين عبد الدايم الصماري ومسعود بن الربيع. ورفض عبيد تحديد طبيعة المادة التي تحتويها هذه الاشرطة، مكتفيا بالقول انها تتعلق بالحرب والاحداث الي جرت فيها. وعن سبب اختيار قناة ابوظبي لاعطاء مقابلة من هذا العيار الثقيل، قال عبيد «ان هذا السؤال يجب ان يوجه للصحاف نفسه، لكن ما اؤكده انه لم يأخذ اجرا لقاء هذه المقابلة وانه اذا كان اعطاها لتلفزيون ابوظبي ردا للجميل على استضافته بالامارات فهذا شأنه». واستدرك قائلا «عليك ان تعلم ان قناة ابوظبي من القنوات التي تستقطب اهتمام العديد من مصادر الاخبار والمعلومات والحصول على سبق من نوع المقابلة مع الصحاف ليس امرا غريبا على القناة التي اصبحت تتقن اللعب مع الكبار».

والى جانب الاهتمام الاعلامي بالمقابلة فقد كان هناك تسابق اعلاني للحصول على رعاية حلقات البرنامج وكان نتيجة هذا السباق فوز شركة الثريا للاتصالات الفضائية الاماراتية التي توزع هواتف الثريا في دول عديدة كان اخرها العراق حيث لعب هذا الهاتف دورا محوريا في تأمين الاتصالات بين العراق والعالم بعد تعطل هذه الاتصالات من جراء الدمار الذي اصابها خلال الحرب. ولم يحدد مدير تلفزيون ابوظبي قيمة العقد مع الثريا، لكنه اشار الى ان هذه الشركة هي الراعية الوحيدة للبرنامج بعد ان قدمت افضل العروض.

وعلى عكس ما اشيع من ان الصحاف سيعين مستشارا لتلفزيون ابوظبي بعد الانتهاء من المقابلة، اكد الاحمد ان هذا الامر غير صحيح ولم يطرح من قريب او بعيد وان العلاقة مع الصحاف محصورة بالمقابلة ولا يوجد في المدى المنظور أي مشاريع اخرى. ونفى الاحمد علمه بخطط الصحاف بعد المقابلة عما اذا كان يعتزم البقاء في الامارات ام لا. وقال «اسأل الصحاف عن هذا فعلاقتنا به قاصرة على اجراء المقابلة». ونفى جابر عبيد ان يكون امتناع الصحاف عن الظهور اعلاميا راجعا لشروط وضعها تلفزيون ابوظبي على تحركاته حماية للمقابلة، وقال ان حركة الصحاف تحكمها اعتبارات امنية ليس للتلفزيون سيطرة عليها.