مئات من أسر ضحايا القصف الكيماوي وقادة أكراد يستقبلون باول في حلبجة

وزير الخارجية الأميركي يعد بعدم السماح بتكرار مآسي نظام صدام

TT

وصل وزير الخارجية الاميركي كولن باول قبيل ظهر امس الى حلبجة لاحياء ذكرى نحو 5 آلاف من سكان المدينة قضوا في قصف بالاسلحة الكيماوية قام به جيش صدام حسين في عام .1988 ووصل باول الى حلبجة حوالي الساعة 11.30 بطائرة هليكوبتر قادما من كركوك (250 كيلومترا شمال بغداد) التي وصلها بطائرة لتوقف قصير من اجل تغيير الطائرة.

وكان زعيما الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني، في استقبال باول في حلبجة التي تبعد 130 كيلومترا شرق كركوك. كما استقبله وفد من حوالي 600 عضو من اسر ضحايا القصف بالاسلحة الكيماوية. وشارك باول في تدشين نصب تذكاري لهؤلاء القتلى، وزار مقبرة جماعية تعود الى تلك الفترة. ولقي باول استقبالا حارا من قبل سكان المدينة الذين تجمعوا في الشوارع التي سلكها موكبه. وقد رفعوا صور الرئيس الاميركي جورج بوش ولافتات كتب عليها «اهلا بمحررينا» و«نحب اميركا» و«شكرا للرئيس بوش».

وقال باول لاسر الضحايا «ماذا اقول لكم. لا استطيع ان اقول ان العالم كان عليه ان يتحرك اسرع فانتم تعرفون ذلك. لكن ما استطيع ان اقوله لكم هو ان ما حدث هنا عام 1988 لن يحدث مرة اخرى مطلقا». واقيم في الموقع نحو الف مقبرة عليها اسماء الضحايا ورفع امام كل منها العلم الكردي. واعلن باول ان علي حسن المجيد ابن عم الرئيس العراقي السابق المسؤول عن هجوم حلبجة والمعروف لهذا السبب باسم «علي الكيماوي» سيبقى في السجن الى ان تقرر محكمة عراقية مصيره. وتوقع وزير الخارجية الاميركي ايضا الامساك بصدام وقال «صدام يهرب ويختفي. سيظل هاربا الى ان نمسك به او يلقى حتفه».

وفي الكلمة التي القاها طالباني امام اسر ضحايا حلبجة امتدح زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني الولايات المتحدة وهو امر نادر الحدوث داخل العراق او خارجه في المحافل الدولية. وقال طالباني «انا فخور لان بعد سنوات من الوحدة في صراعنا نجد فيكم الان اصدقاء لنا». وحين طلب منه تفسير عدم عثور القوات الاميركية على اي اسلحة كيماوية في العراق، قال «صدام اخفى اشياء كثيرة في العراق. في الانفاق والكهوف. انا واثق اننا سنجدها».

وسعى باول من خلال زيارته لحلبجة، المحطة الاخيرة لزيارته للعراق التي امضى فيها بضع ساعات، الى لفت الانظار الى انتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبها نظام صدام حسين وتذكير العالم بان النظام العراقي السابق استخدم الاسلحة الكيماوية ضد المدنيين العراقيين. وشن صدام هجوما على الاكراد العراقيين حين شك في تعاطفهم مع ايران خلال الحرب العراقية ـ الايرانية التي استمرت من عام 1980 وحتى عام .1988 واتخذت الولايات المتحدة قضية اسلحة الدمار الشامل الكيماوية والبيولوجية والنووية مبررا لغزو العراق لكن القوات الاميركية المحتلة لم تعثر على اسلحة محظورة.

وقال باول الذي رافقه بول بريمر، الحاكم المدني الأميركي للعراق: «ان ضحايا هذه الكارثة مثلما يعيشون في ذاكرتكم من خلال هذا الصرح الذي اقمتموه لهم، فانهم يعيشون ايضا في ضمائر العالم وانا سوف لن انسى ضحايا حلبجة». واشار الى ان العراقيين «منصرفون الآن الى اعمالهم، وبعد فترة سيتم سن دستور دائم للبلاد تخلفه حكومة عراقية تتمتع بكامل الصلاحيات لادارة شؤون البلاد، مضيفا انه لن يكون هناك مكان لطاغية اخر ليحكم العراق، لأن الضباط والقادة القادمين سوف لن يرضخوا لأوامره فولاؤهم سيكون للدستور وليس للنظام او حاكم البلاد».

وألقى مسعود بارزاني كلمة ترحيبية بمقدم باول اكد فيها «ان هناك قاسما مشتركا بين الشعبين الكردي والأميركي في ما يتعلق بيوم 11 سبتمبر (أيلول)، حيث تعرض الشعب الكردي في هذا اليوم من عام 1961 الى حرب عنصرية حاقدة طالت لاكثر من ثلاثين سنة متواصلة، فيما تعرض الشعب الأميركي في هذا اليوم الى زلزال الحادي عشر من سبتمبر على يد القوى الارهابية، لذا فان الشعب الكردي يفتخر بوقوفه الى جانب التحالف من اجل محاربة الارهاب، وسيبقى حليفا للولايات المتحدة في هذه الحرب». واعرب بارزاني عن تقديره «للشباب والشابات من جنود التحالف الذين تركوا بلادهم واوطانهم ليأتوا الى بلدنا ويحققوا لنا الحرية ويواصلوا عملهم من اجل تحقيق أمن واستقرار بلدنا». واختتم كلمته بمطالبة الولايات المتحدة بوضع القضية الكردية نصب أعينها حتى لا تتكرر مأساة حلبجة مرة اخرى.