مدير عام هيئة الآثار العراقية بالوكالة لـ«الشرق الاوسط»: أهم القطع المسروقة تمثال شلمنصر الثاني وأهم قطعة أعيدت الإناء النذري

TT

كلفتني مقابلة الدكتور ربيع القيسي مدير هيئة الآثار العامة بالوكالة يومين لمراجعة مكتبه في الجناح الاداري من مبنى هيئة الآثار الذي يتصل مباشرة بمبنى المتحف العراقي المنكوب.

وخلال هذين اليومين لم اتوقف عن البحث والتصوير، واجراء المقابلات مع كل من له علاقة بقضية سرقة الكنوز الاثرية التي لا تعوض ولا تقدر بثمن.

* لنبدأ من آخر التطورات بخصوص القطع المفقودة، ما الجديد؟

ـ الجديد هو اننا شكلنا لجنة من منتسبي المتحف لمطابقة السجلات مع البطاقات الخاصة بكل قطعة اثرية ليتسنى لنا معرفة مقدار القطع المسروقة والمدمرة.

* هل لكم ان تعطونا عددا تقديريا للمفقودات؟

ـ العدد بالآلاف، ومن المتعذر تقديرها، فلا يزال هناك ركام من الصناديق المبعثرة والمحطمة، بالاضافة الى تلك التي اختفت، ولكن عدد القطع المفقودة من المعروضات بلغ 47 قطعة، ومعظمها من الجص، وقد تعرض قسم منها للتهشيم، واهم القطع المسروقة من هذه المجموعة تمثال للملك الاشوري شلمنصر الثاني.

* وكم هو عدد القطع التي اعيدت الى المتحف؟

ـ وصلنا لحد الآن 1500 قطعة، واهمها الاناء النذري.

* ولماذا لم تنقلوا تلك القطع من اماكن عرضها في المتحف؟

ـ لان احجامها كبيرة، وكنا نعتقد انها لا تفيد السراق، ولكننا كنا نقلناها في حرب الخليج الثانية (1991).

* وماذا عن متاحف المحافظات؟

ـ النسخ الموجودة في متاحف المحافظات كانت جبسية، وقد تعرضت هي الاخرى للتدمير والسرقة.

* وهل حققتهم في هذا الامر؟

ـ تم تشكيل لجنة تحقيق من داخل المتحف، ولكنها لم تمارس عملها لحد الآن!

* وما هو تقييمك لما حدث؟

ـ لم اكن مسؤولا في ذلك الوقت، والكلام كثير، والاتهامات اكثر.

* هناك دلائل على وجود قوى من الامن والمخابرات العراقية خلال عملية النهب، ماذا تعرف عن هذا الموضوع؟

ـ وجدنا وثائق محترقة، كانت هناك غرفة احتوت على ملفات امنية لا علاقة لها بالهيئة، بدت هذه الغرفة وكأنها هيئت للحرق من قبل عناصر امنية، وقد بدأوا فعلا بحرق احدى القاعات القريبة من المتحف.

* ما هي الاحتياجات الضرورية التي تتخذ من قبل ادارة المتاحف عادة في وقت الحروب؟

ـ المتعارف عليه دوليا هو الا تستهدف المتاحف، وهناك علامات خاصة توضع على سطوح المتاحف لكي يتعرف عليها الطيارون، وكنا وضعنا هذه العلامات على سطح المتحف. والاحتياطات الاكثر اهمية تتخذ عادة لمنع السلب والنهب.

* وماذا فعلتم لحماية المواقع الاثرية المنتشرة في انحاء العراق؟

ـ اعلمنا قوات التحالف بأهمية هذه المواقع، وبدورها شكلت فرق مداهمة مدعومة بطائرات الهليكوبتر، وحسب معلوماتي فان السرقات في هذه المواقع خفت في الآونة الاخيرة، خاصة ان حراسنا يعملون هناك.

* وماذا تعرف عن وثيقة كان الدكتور دوني جورج رفعها قبل عام تقريبا من تاريخ مداهمة المتحف، وسرقته يحذر فيها من تحضيرات لسرقة الآثار العراقية مع دخول القوات الاميركية الى بغداد؟

ـ اعلم ان الدكتور استقى تلك المعلومات من بريطانية متخصصة في الآثار، وقد رفع المذكرة الى مدير عام الهيئة آنذاك.

* وماذا عن الجهود الدولية لكشف حقيقة الموقف، والمساعدة في اعادة الآثار؟

ـ نحاول من جانبنا اعادة العمل الاثاري، ودوليا ارسلت اليونسكو لجنة دولية برئاسة الدكتور بوشناقي لغرض الاطلاع، وتقديم المساعدة، وكشف الحقائق. وقد باشرت اللجنة اعمالها، وقامت بعدة جولات في الشمال والجنوب. وعن المساعدات التي تلقيناها، قدمت اليابان مليون دولار، كما قدمت سيدة اميركية تدعى اليزابيث ستون اجهزة كومبيوتر ومعدات مكتبية.

* وماذا بشأن لوحات عبد القادر رسام التي اراها معلقة في مكتبك؟

ـ هذه اللوحات تعود الى مجموعة المتحف الوطني للفن الحديث التي تعرضت للنهب، وهي ضمت مجموعة كبيرة من اللوحات اعادتها قوات التحالف منهم واودعتها متحفنا مؤقتا.