إسرائيل تعلن استعدادها للتعامل مع أبو علاء بشكل أفضل من أبو مازن لو فكك التنظيمات المسلحة

TT

في تصريح مفاجئ امام سفراء وممثلي الدول الاجنبية في تل ابيب، قال وزير الخارجية الاسرائيلي، سلفان شالوم، امس، ان بلاده لا تتدخل في الشؤون الفلسطينية الداخلية ومستعدة للتعامل مع اية وزارة يختارونها، «لا بل انها مستعدة لان تتعامل مع حكومة فلسطينية برئاسة احمد قريع (ابو علاء)، افضل من تعاملها مع حكومة محمود عباس (ابو مازن)، في حالة برهنتها على انها تعمل بجد على تفكيك التنظيمات المسلحة ومحاربة الارهاب».

بالمقابل عقد ابو مازن جلسة لحكومته المستقيلة امس، في غزة. وقال ان حكومة اسرائيل الحالية ليست معنية بأية تسوية سلمية، وقرارها طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، هو الدليل على انها تريد انهيار العملية، فضلا عن قيامها بتدمير الهدنة.

وكانت اسرائيل قد خفضت في الايام الاخيرة من عملياتها الحربية ضد الفلسطينيين، جزئيا. فلم تنفذ اغتيالات، ولم تقتحم البلدات. وقيل ان هذا التخفيف جاء بطلب من الادارة الاميركية، الا ان مصادر سياسية قالت امس ان شيئا لم يتغير في سياسة الحكومة والجيش. وكل ما هناك هو ان قادة «حماس» اختفوا وباتوا حذرين في تحركاتهم، او انهم يتحركون في وسط زحام سكاني.

واعربت قيادة الجيش الاسرائيلي عن قناعتها بأن الصدامات ستنفجر مجددا في القريب. وما زال الاسرائيليون مصرين، حتى بعد تصريحات وزير الخارجية الاميركي، كولن باول، الحازمة ضد اغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، او طرده، على موقفهم بأن موقف الولايات المتحدة هذا تكتيكي ومؤقت. وقال مصدر سياسي امس، للبرهنة: «حتى باول، لم يرفض الفكرة مبدئيا، بل عبر عن مخاوفه من آثار عملية الطرد او القتل في العالمين العربي والاسلامي وغيرهما». وعزا هذا المصدر الرفض الاميركي خطوة كهذه، الى التورط الاميركي في العراق. وقال: «انهم ليسوا معنيين بفتح جبهة اخرى عليهم في العالم العربي».

وكان وزير الخارجية الاسرائيلي قد اعلن امس امام السفراء الاجانب، ان تنفيذ القرار المذكور ضد عرفات ليس واردا في الوقت الحاضر. وأكد ان اسرائيل تحترم الحليف الاكبر (الولايات المتحدة) وتحافظ على التنسيق معه. ولهذا، فعندما تقرر انه حان الوقت لطرده، فانها ستبلغ الولايات المتحدة وستنسق معها.

وعاد شالوم ليتحدث عن «الرغبة الحقيقية لدى اسرائيل بتفضيل المسار السياسي والمفاوضات السلمية». وقال: «اذا توفر الامن، لن تظل هناك مشكلة امام اسرائيل للانطلاق في المسار السياسي». وأكد ان ابو علاء لا يعتبر قائدا ملغى لدى اسرائيل او لدى الولايات المتحدة: «فما نريده منه هو العمل الجاد لمكافحة الارهاب وتفكيك التنظيمات الارهابية، فاذا فعل ونجح في ذلك سيلقى منا تعاونا افضل بكثير من التعاون مع حكومة ابو مازن»، وكان هذا بمثابة اول اعتراف اسرائيلي بأن حكومة شارون لم تتعاون مع ابو مازن.

* الجانب الفلسطيني

* في فلسطين تواصلت، امس ايضا، مظاهر التأييد والتضامن مع الرئيس عرفات، وقد زاره امس وفد يضم 30 رئيس بلدية في ايطاليا، حضروا الى اسرائيل في رسالة سلام، ومرروا رسالتهم من خلال مباريات كرة قدم اجروها مع رؤساء بلديات يهودية وعربية في اسرائيل. وانتقلوا امس الى المنطقة الفلسطينية. وقد اقنعهم قادة العرب في اسرائيل بأن عرفات مظلوم وبأن اسرائيل ليس لها الحق في المساس بمكانته، فهو منتخب كرئيس فلسطيني بدعم اكثرية الشعب الفلسطيني من خلال انتخابات ديمقراطية جرت تحت المراقبة الدولية. فبأي حق تقرر اسرائيل شطبه؟! واعلنت لجنة تنظيم التضامن مع عرفات ان قوى عديدة جديدة تنضم اليها في مهمتها الاعتصام امام مقر الرئاسة في رام الله وإقامة سلسلة بشرية لحماية عرفات بأجسادهم في مواجهة اي عدوان عليه.

وفي غزة، عقدت الحكومة الفلسطينية المستقيلة، برئاسة ابو مازن جلسة لها امس، من اجل تسيير الشؤون العادية. فاستهل ابو مازن الجلسة بكلمة اشاد فيها بأبو علاء ونشاطه ومثابرته ومسؤوليته. وتمنى له النجاح المخلص في مهمته.

وعاد ابو مازن ليهاجم السياسة الاسرائيلية «التي اثبتت انها مبنية على الخداع». وقال ان حكومة شارون ليست معنية الا بانهيار العملية السلمية. وقرارها الاخير طرد او قتل عرفات هو اكبر دليل على ذلك.