متمردون كولومبيون خطفوا 4 إسرائيليين في سييرا نيفادا

TT

خطف ثوار جبهة فارك الكولومبية الثورية المسلحة 8 سياح أجانب، من بينهم 4 اسرائيليين، واقتادوهم الى مواقع سرية لهم داخل أدغال ممتدة من سفوح جبال سييرا نيفادا الشهيرة عند سواحل الأطلسي في الشمال الكولومبي، حيث ولاية قرطاجنة، وفق ما أعلنه قائد العمليات بالشرطة الكولومبية، الجنرال لويس ألفريدو رودريغز، في بيان عن الخطف الذي شمل 4 سياح آخرين، هم بريطانيين واسباني وألماني.

وروى رودريغز أن السياح الثمانية كانوا ضمن 15 آخرين ينزلون بمنتجع تايرونا المخيماتي الشهير في منطقة ماغدالينا، حيث سفح جبل سانتا مارتا، المطل على الأطلسي، والبعيد 750 كيلومترا عن عاصمة كولومبيا، بوغوتا وكانوا منقسمين الى مجموعتين، كل منها في مخيم مجاور للآخر، فرغبت احداهما بالسير الى منطقة الآثار، وعلى الطريق اقتحم المتمردون عليهم الدرب وسيطروا عليهم، ثم نقلوهم معصوبي الأعين وموثوقي الأيدي من خلاف بحبال الى الأدغال، وكل ذلك حدث بعد ظهر السبت الماضي وفق تعبيره.

والمنطقة الأثرية التي يقصدها رودريغز هي عند أعلى موقع المخيم، وفيها تقع آثار قديمة من الحجر لهنود أصليين كولومبيين عاشوا هناك قبل الميلاد بأكثر من 500 عام، وتعرف أطلالها البدائية الآن باسم المدينة الضائعة عند سفوح سييرا نيفاد، الشهيرة بقمم مكتسية صيفا وشتاء بالثلوج، وأعلاها قمة كولومبوس المرتفعة 5 آلاف و597 مترا.

واتصلت الشرق الأوسط أمس بالصحافي جانيس كلودوفيس، وهو من وكالة إيربول المحلية للأنباء، والموجود هناك لتغطية ما حدث، فذكر من هاتفه النقال ان الاسرائيلين الأربعة هم: بيني دانيال، 26 سنة، وأورباز أوهايون، وهما من منطقة في اسرائيل اسمها معالوت (يقصد مستعمرة معالوت أدوميم) والآخران هما إيدو غي، 26 سنة، وهو من حيفا. أما الرابع إيرز تافل، 24 سنة، وهو من منطقة هرتزليا قرب تل أبيب كما قال.

وذكر أسماء السياح الأربعة الآخرين فقال (إنهم الألماني راينهيل ويلغل، والاسباني آستر إيشيفيريا، والبريطانيان ماثان سكوت، والآخر من عائلة هندرسون. وأضاف أن المتمردين الماركسيين كانو قد اعتقوا اسرائيليين آخرين، هما ران آتزمون وصديقته، اضافة الى دليل سياحي كولومبي كان مع المجموعة ويبدو أن عراقيل قد حدثت خلال نقل المخطوفين، فاضطر الخاطفون الى وضع الاسرائيليين الآخرين ودليل المجموعة داخل كوخ عتيق في الأدغال، وأخبروهم أن مجرد فتح بابه سيؤدي الى تفجير مواد وضعت في مكان ما بالكوخ، ثم مضوا ومعهم المخطوفون الآخرون وفي نيتهم العودة لنقل الثلاثة فيما بعد، الا أن الدليل السياحي خاطر وفتح الباب ولم يحدث أي تفجير، والثلاثة الآن هم لدى قوات الشرطة يدلون بافاداتهم وفق تعبيره.

ويوم أمس في بوغوتا كشف الرئيس الكولومبي، ألفارو أوربي، الذي يحاول اقناع الحكومة الأميركية برفع تحذير من السفر الى بلاده، أن قوات الأمن والجيش نشرت أكثر من ألف و500 جندي في المنطقة، تساندها 8 هليكوبترات، بحثا عن المخطوفين، فيما تم اعلام الخارجية الاسرائيلية، عبر سفيرها لدى كولومبيا، يائير ريكاناتي، بتفاصيل عملية الخطف التي تحدث بشأنها وزير الخارجية الاسرائيلي، سيلفان شلومو، مع نظيرته الكولومبية كارولينا باركو، وحملت وفدا قنصليا بريطانيا أمس الى مدينة سانتا مارتا قرب سييرا نيفادا للاطلاع على عمليات البحث وما زالت فارك تحتفظ بعدد من المخطوفين، منهم مرشح سابق للانتخابات الرئاسية في البلاد، اضافة الى 3 أميركيين، ممن طالبوا منذ أسبوع السلطات الأميركية أو الكولومبية بأن لا تتدخل لانقاذهم، الى جانب أكثر من 50 شرطيا ومن الجيش الكولومبي مخطوفين مع المئات من الكولومبيين لدى فارك ، التي تطالب بتبادلهم مع آخرين من أعضائها مسجونين،بديات مالية، تصل أحيانا الى أكثر من مليون دولار عن الرأس، لتمويل تمردها على السلطات المحلية المستمر دمويا هناك منذ 39 سنة.

=